أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هل توصل مقاطعو الانتخابات الماضية الى الاهداف التي كانوا يريدونها ؟














المزيد.....

هل توصل مقاطعو الانتخابات الماضية الى الاهداف التي كانوا يريدونها ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الانتخابات النيابية الاخيرة فوجيء الكثيرين بتضخم نسبة المقاطعين لها بشكل كبير جدا وغير مسبوق مما اثر على النتائج بشكل كبير. وقد ادت نسبة المقاطعين هؤلاء الى تطهير وتنظيف مجلس النواب السابق من اكثر من ثلثي وساخاته. ربما كان لهذه النتائج المتحصلة ان تصيب مقاطعي الانتخابات بالغبطة والسرور لهذا "الانتصار". بيد انها كان لا بد ان تضعهم بنفس الوقت في خانة طرح الاسئلة فيما اذا كانوا قد توصلوا الى اهدافهم المرجوة من هذه المقاطعة. فهل كان هذا هو ما حصل ؟

كانت هذه المقاطعة هي رد فعل شعبي عفوي غير منظم يشير الى الاستياء والامتعاض الكبيرين حول المنحى العام الذي تسير به البلاد. وبشكلها هذا لم تكن هذه المقاطعة تستطيع لوحدها بشكلها غير المنظم ان تؤدي الى نتيجة ذات فائدة بعيدا عن هدف واضح. وقد اكدت النتائج التي ادت اليها حركة المقاطعة العفوية هذا الاستنتاج. إذ انها لم تؤد إلا الى خسارة غالبية الوجوه المتصدرة للمشهد السياسي العراقي منذ بداية العهد الجديد لمقاعدها النيابية فقط ، لتستبدل بوجوه جديدة حلت مكانها معظمها لنفس الاحزاب الخاسرة في المجلس. اي ان جل التغيير كان شكليا. وهذا التغيير الشكلي قد ادى بالمحصلة الى حدوث تأثير شكلي ايضا على موازين القوى القائمة في مجلس النواب.

من ملاحظة نسب المشاركة يكون من الواضح بان الناخبين كانوا مجموعتين : تلك التي خرجت للتظاهر على مدى سنوات شارك معظمها بالانتخابات ، واخرى خارجها قاطعتها. والاخيرة كانت جمهور كبير جدا شكل الغالبية لكن عفوي وغير منظم كما اسلفت. وقد بلغ حجم هذا الجمهور العفوي المقاطع اكثر من 80% من اعداد الناخبين (من نسبة 21% في الانتخابات الاولى قبل 14 عاما). وهو بسبب هذه العفوية ربما كان يعرف قيمة صوته لكن لم يعرف كيف التهيئة للحصول على ما يريد من اهداف مع مقاطعته. والمقاطعة الانتخابية هي وسيلة للوصول الى اهداف محددة مسبقا. وتكرار المقاطعة بلا هدف سيؤدي الى نتائج شبيهة بالحالية.

هناك اسبابا لغياب التهيئة لما بعد المقاطعة وهو نفاق وانتهازية قيادات التظاهرات السابقة للانتخابات. فهذه قد استخدمت على مدى سنوات شعارات عامة من غير الممكن معها إحداث تغيير على الارض. وكان عليها تجاوز هذه العموميات وتسمية اصناف الفساد باسمائها وتحريك الاجهزة الرقابية عليها لاحالة الفاسدين الى القضاء ، إلا انها لم تفعل. ولو انها قد فعلت لكانت قد جعلت عملية الفرز اوضح ولسدت الطريق امام محاولات ركوب الموجة مع طرح اهداف واضحة للتصويت الانتخابي لاحقا. ومع وضوح الاهداف لكان الالتزام بالدستور اقوى بالتوازي مع اختيار رئيس الحكومة. لهذا السبب نرى هذه الايام اننا لم نقترب حتى ولو بقيد انملة من شعارات الدولة المدنية ولا من محاربة الفساد.

ان مقاطعة الانتخابات هو احتجاج مشروع لكنه ناقص التأثير إن لم يرافقه نشاط آخر موازٍ يضع الامور في نصابها. وكان يمكن لهذا النشاط الموازي ان يكون بدل المقاطعة المشاركة عن طريق تهيئة مرشحين موثوقين مع برنامج انتخابي متفق عليه لايصال صوت المواطن الى مجلس النواب. اي المشاركة بهدف بدل المقاطعة بلا هدف. ولو انه قد جرت الامور بهذا الشكل فلربما كانت الاوضاع في العراق غير ما نراه الآن. فمقاطعة الانتخابات دون تهيئة البديل لا يختلف عن ترك الفاسدين حيث هم بعد ايصالهم.

إن من دواعي سرور الفاسدين ابتعاد الناس عن المشاركة باتجاه التغيير واقتصارها فقط على مبادرات محدودة التأثير دون تطوير الفعل الى نشاط ضدهم. لذلك ففي المرة القادمة لا بد ان يكون العمل الموازي هو تهيئة البديل من مرشحين موثوقين مع برنامج انتخابي واضح.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحداث جهة تنظيم انتخابات جديدة
- ما البديل عن مجالس المحافظات ؟
- من له حق العمل في العراق ؟
- متى سيجري استصلاح السهل الرسوبي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من ال ...
- يجب اسناد كل ادعاء بتشريع نيابي يا حلبوسي !
- كيف جرى خلق مزاد البنك المركزي لاستنزاف المال العام
- ما مدى الجدية في اخراج قوات الاحتلال الامريكي من العراق ؟
- ماذا يقول قانون العقوبات العراقي حول هذه الامور ؟
- ما زال هناك من يمارس التجريم الطائفي
- هل ان ثمة تعمد بالابطاء في تنفيذ ميناء الفاو... ؟
- اوقفوا هذا التفريط بمصالح العراق ... اوقفوا مشروع الربط السك ...
- علاقة البطالة واستقدام العمالة الاجنبية مع المصالح الدولية
- تساؤلات حول الرفض الفرنسي لاستعادة دواعشهم
- شركة نفط الشمال العراقية تطلق دعوى قضائية استرجاع حقل خورمال ...
- يبدو انه ما زال ثمة من يريد الاستفادة من شحة الكهرباء في الع ...
- تخاذل وتراجع حكومي ونيابي آخر تجاه لصوصية الاقليم
- امانة بغداد وحكومتها المحلية الفاشلتان
- اسئلة حول ما جرى في الجلسات النيابية المتعلقة بقانون جرائم ا ...
- رؤوساء الوزارات يمتنعون عن تأييد دعوى النفط
- التنقيب عن النفط في بعشيقة يمس عصبا سياسيا


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هل توصل مقاطعو الانتخابات الماضية الى الاهداف التي كانوا يريدونها ؟