أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - التعديلات الدستورية














المزيد.....

التعديلات الدستورية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 28 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادى طرح مآل مجالس المحافظات الى تجدد طرح امر تعديل الدستور الذي يحتوي على اساس قانون تلك المجالس. ومع طرح امر اي تعديل دستوري يجري معه دائما اثارة موضوع معوقات التعديل. وهو امر المحافظات الثلاث التي تضمنها الدستور لتمكين التعديل من النفاذ. ما الذي يقوله الدستور حول هذه النقطة بالضبط ؟

تقول المادة (142) من الدستور في فصل الاحكام الختامية ما يلي : (يكون الاستفتاء على المواد المعدلة ناجحا بموافقة اغلبية المصوتين ، وإذا لم يرفضه ثلثا المصوتين في ثلاث محافظات او اكثر).

لدي ملاحظات كبيرة على هذه المادة. فعدا عن كونها المادة الوحيدة في الدستور التي طرح فيها امر التعديلات عليه وبهذا الشكل المبتسر ، ما يكون الاساس الذي اجاز فيه مشرع الدستور لاية ثلاث محافظات حق الاعتراض لوحدها على اي تعديل له ؟ فالاستفتاء على التعديل معناه ان الاخير قد مر بالتصويت في مجلس النواب. فلماذا إذن تقييد وتخريب التصويت النيابي باستفتاء المحافظات الثلاث وهي اطراف حائزة كالباقين على تمثيل في مجلس النواب ؟ إذ يكون المشرع في هذه الحالة قد منح اية محافظات حق الاعتراض مرتين على نفس القانون. مرة داخل مجلس النواب ومرة اخرى خارجه ، وهو تجاوز على حقوق باقي البلد في مجانبة لمبدأ العدالة. وتماشيا مع نفس المبدأ فالدستور كأي قانون آخر يجب ان يكون متجانسا بين مواده وان يبتعد عن تمييز اي جزء من شعبه على حساب اي جزء آخر. فالقوانين ومنها الدساتير تشرع للتنظيم ولايجاد الحلول لا الى منح الامتيازات وتعميق الفوارق واثارة الحزازيات. ومنح تمييز لجزء من سكان البلد على حساب جزء آخر هو نقض للمادة (14) من الدستور التي تقول بتساوي العراقيين امام القانون دون تمييز. اود التذكير باني لست اول من طرح هذه الملاحظة. إذ سبقني في طرحها آخرين قبلي من خبراء القانون.

كذلك يلاحظ في هذه المادة بان المشرع قد قفز رأسا الى الاستفتاء في امر تعديل الدستور دون تحديد طريقة التصويت في مجلس النواب ، وهذا تضليل وتلاعب. فبعض المواد في الدستور مثل تلك المتعلقة بتشريع قانون المعاهدات قد ادرجت بعض التفاصيل مثل توافر ثلثي المصوتين في المجلس لتمريره. كذلك في فصل تشكيل الاقاليم ذهب المشرع الى وضع التفاصيل لتوضيح الكيفية !! فلماذا لا نرى مثيلهما هنا في هذه المادة ؟ من الواضح بان الهدف من وضع امر عدد المحافظات في الاستفتاء هو لعرقلة اي تعديل ، وربما ايضا لبث اليأس والاحباط. وهو كأنما يعلن مقدما استحالة اقراره وهو ما لا يجوز في اي دستور وقانون. وهو ما يشير الى ان من شرع الدستور كان يعمل وفق اجندات سرية غير معلنة.

لهذه الاسباب ارى من الضروري انه بدلا من الاتكال على مادة غير واضحة مثل هذه في الدستور ان يصار الى القيام بتأطير امر التعامل مع التعديلات الدستورية بتشريع نيابي يحدد فيه احكام التصويت عليها في مجلس النواب مع احكام الاستفتاء بعده. وكذلك اضافة احكام تحدد تعليق العمل بمواد منه او تجميدها عند اللزوم. ومن الضروري احقاقا للعدالة في هذا التشريع النيابي تجاوز جزء مادة التعديلات الدستورية اعلاه حول المحافظات الثلاث وإهمالها. ويجب ان تكون الجلسات طبعا علنية.

يلاحظ بانه لحد هذه اللحظة لم يلجأ احد بالمبادرة لتوضيح هذا التلاعب الدستوري بطريق تقديم طلب للتفسير من المحكمة الاتحادية بناء على مواد الدستور المذكورة في هذه المقالة. ربما لان هناك من لا يرغب بلفت الانتباه لهذه الامكانية مع احتمال صدور قرار قانوني من هذه المحكمة يمكن ان يقضي على سياسات اشاعة الاحباط والقضاء على احد اهم روافع الابتزاز ضد البلد. وهي سياسة مثلما يستنتج من تجربة السنوات السابقة كانت شديدة الاضرار بالبلد وغير مفيدة.

ان منح فئة او جزء معين من الشعب حق الفيتو على اية تعديلات دستورية هو امر غير منطقي ومخالف لنفس بنود الدستور. واية تعديلات يجب ان تجري بمشاركة الجميع من دون امتيازات خاصة لاية فئة او جزء من الشعب على حساب الباقين.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة العليا تعلق معركة قانونية شديدة الاهمية بين بغداد وح ...
- هل توصل مقاطعو الانتخابات الماضية الى الاهداف التي كانوا يري ...
- استحداث جهة تنظيم انتخابات جديدة
- ما البديل عن مجالس المحافظات ؟
- من له حق العمل في العراق ؟
- متى سيجري استصلاح السهل الرسوبي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من ال ...
- يجب اسناد كل ادعاء بتشريع نيابي يا حلبوسي !
- كيف جرى خلق مزاد البنك المركزي لاستنزاف المال العام
- ما مدى الجدية في اخراج قوات الاحتلال الامريكي من العراق ؟
- ماذا يقول قانون العقوبات العراقي حول هذه الامور ؟
- ما زال هناك من يمارس التجريم الطائفي
- هل ان ثمة تعمد بالابطاء في تنفيذ ميناء الفاو... ؟
- اوقفوا هذا التفريط بمصالح العراق ... اوقفوا مشروع الربط السك ...
- علاقة البطالة واستقدام العمالة الاجنبية مع المصالح الدولية
- تساؤلات حول الرفض الفرنسي لاستعادة دواعشهم
- شركة نفط الشمال العراقية تطلق دعوى قضائية استرجاع حقل خورمال ...
- يبدو انه ما زال ثمة من يريد الاستفادة من شحة الكهرباء في الع ...
- تخاذل وتراجع حكومي ونيابي آخر تجاه لصوصية الاقليم
- امانة بغداد وحكومتها المحلية الفاشلتان
- اسئلة حول ما جرى في الجلسات النيابية المتعلقة بقانون جرائم ا ...


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - التعديلات الدستورية