أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد















المزيد.....

بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تحظى العاصمة بغداد منذ فترة طويلة بشخص ذو خبرة ادارية ربما منذ ان جرى استحداث المنصب قبل قرن من الزمان. وفي فترة ما بعد سقوط النظام السابق تراكمت مشاكل العاصمة فوق بعضها وتفاقمت بسبب تعمد إهمالها. لذلك كان لا بد من تولي شخص عارف بها زمامها.

ثم جرى في تشرين الاول الماضي تعيين امينا جديدا لبغداد هو علاء معن العماري خلفا للامين السابق الذي قدم استقالته. وكسابقه فالامين الجديد هو مهندس معماري.

قبل الدخول في التفاصيل يجب توضيح نقطة مهمة. إن قرار ذاك الذي اتى بالامين الحالي الى المنصب هو كسابقيه ذو هدف سياسي. اي ان ذاك الشخص يستخدم منصب الامانة كغطاء لضعفه هو وانكشافه السياسي. بينما المنصب خدمي ويجب ان يبقى كذلك. بهذا يكون الامين المختار امينا للغطاء لا للعاصمة. نتائج هذه الاتفاقات كانت وبالا على الخدمات في العاصمة وعلى سكانها. إذ تراجعت هذه وانهارت إن لم تتلاشى في بعض الاماكن. وصار هناك مستويين من الخدمات واحد حاضر كامل للسياسيين وآخر متلاش ومعدوم لعموم السكان. ولدينا شعور بان غاية اختيار الداعم لهذا الشخص بالذات ليست بعيدة عن محاولة رشوة اهالي العاصمة ليتذكروه عند الانتخابات القادمة. لكن الغاية الاهم هو استخدام المنصب لضمان موطيء قدم في ظل تعدد الولاءات في مدينة تمثل مركز ثقل كبير وتضم مقر الداعم. فمنها تدار الدولة وفيها مقرات الخصوم السياسيين ، عدا عن فوائد اخرى تتعلق بضرورات ادارة الفساد.

ولما كان منصب امانة بغداد خدميا اولا واخيرا ولا يمكن تسييسه ، فلا يمكن بمعيته توفير الخدمات ما لم يكن هناك برنامجا متفقا عليه مع اهالي العاصمة ، لا التصرف حسب المزاج مثلما تكرر في السابق. فاين هو برنامج الامين الجديد لخدمة بغداد؟ وعلى فرض وجود مثل هذا البرنامج فباية آماد زمنية سينجزه الامين؟ فعلى الرغم مما يبدو على الامين الجديد من كونه شخص مثقف وعملي ، هل لديه ايضا خبرة ادارية كافية لادارة مدينة كبيرة مترامية الاطراف ومكتظة بالسكان والمشاكل كبغدادنا ؟

إن مشاكل بغداد التي يعرفها الجميع هي تلك المتعلقة بازمات الكهرباء والماء والمجاري ، وانشاء الحدائق والاهتمام بالمساحات الخضراء ، والطرق وصيانتها ونظافتها والمرور ، وازمة النفايات ومعامل التدوير. ثم هناك مشاكل الهجرة الى العاصمة التي تفاقم ازمات السكن. والاخيرة تأخذنا الى ازمات الاكتظاظ السكاني والتمدد العمراني. ومع التغيرات المناخية وتزايد حالات سقوط الامطار الكثيفة لا بد من التخطيط بسرعة للاستفادة من المياه المتحصلة وتحويلها مباشرة نحو اسالة ماء بغداد.

من اشكال التعتيم على اهالي العاصمة هو ما يتعلق بمشاريع البنية التحتية لمدينتهم ، مثل مشروع القطار المعلق. فهذا قد عثرنا على اخباره في الاعلام فقط. فغير واضح لحد الآن إن كان هذا القطار معلقا فقط ام انه سيكون تحت ارضي ايضا. فإن كان كذلك الا يتوجب هدم مبان وبيوت وحفر شوارع لانشاء فتحات دخوله وخروجه من الارض فضلا عن دعائمه؟ هل قامت الامانة بعرض تصاميم القطار وخرائط سيره على اهالي العاصمة كونه سيبنى باموال ثرواتهم؟ يلاحظ انه قد جرى تجنب توضيح كيف سيتحرك هذا القطار. فهل سيكون بالكهرباء مثلا ام بوقود التلوث الجوي؟ وإن كان بالكهرباء ، فهل سيكون على حساب توفيرها للمواطن التي يفترض بالامانة ان تضمنها له؟ يلاحظ انه قد جرى مع كل هذا الاحتفاظ بكلفة مليارات الدولارات التي سيبتلعها هذا المشروع سرا. لم تتجشم الامانة ولا الخدمات النيابية توضيح هذه الامور لسكان العاصمة وسط الازمة المالية الحالية حيث تعمل وتصرح كل منهما بمعزل عن الاخرى. ولا يعرف إن كان المشروع هو نتاج مطالبات شعبية ام لا. وعندما تكون كل هذه الاسئلة والمعلومات غائبة عن موقع الامانة الذي يتسم بالضعف والهزال ، لن يعدو هذا المشروع اكثر من كونه ضجيجا اعلاميا ، اي وهمي. وبكلام آخر، انتخابي. لكن هل جرى التأكد من غياب اية امكانية اخرى لحل ازمة المرور كالطرق الحولية (او الحلقية) مثلا؟ كذلك فمن اسباب الازدحام المروري التي يعرفها الكثيرين في العاصمة عدا اعداد السيارات المتزايدة هو تجاوز الباعة على الشوارع متسببين بعرقلة المرور. وهي مشكلة موروثة من النظام السابق. هل جرى التفكير بتخصيص اماكن مناسبة لهم لابعادهم عن الارصفة والشوارع؟ ننتظر إذن سماع توضيحات الامين حول كل هذه النقاط وعدم ترك الامور للصدف. إذ ان من واجبه كامين اعلام سكان العاصمة بالحقائق. فهذا من حقهم في مدينتهم.

ايضا، هل صارح الامين المواطنين بقائمة المشاريع التي بديء بها سابقا في العاصمة ولم تنجز بعد؟ إذ تلكأت هذه بسبب حضور الفساد الذي غيب التمويل الذي جزءاً منه يأتي من موارد العاصمة. فلا يمكن الصرف عليها من دون معرفة هذه الموارد. يهمنا إذن وقطعا اهالي المدينة معرفة مقدار موارد المدينة وجبايتها وديونها ايضا. فهل سيخدمنا الامين بنشر تفاصيل هذه الموارد ؟

ومع طرح امر برنامج الامين وواجباته علينا الانتباه الى الصلاحيات. ففي حادثة جرت في احد احياء بغداد باغتنا الامين السابق بمحاولة واضحة للتملص مدعيا بان صلاحياته تغطي الطرق فقط. نرجو ان يوضح الامين الحالي لنا ولسكان العاصمة صلاحياته. فنحن نعلم ان مسؤولياته كثيرة. فهل تغيرت صلاحياته إن بالزيادة او بالنقصان تبعا لمسؤولياته عما هو محدد في قانون امانة بغداد لعام 1995 ؟

إن هدف قانون العاصمة الذي نص الدستور على تشريعه في المادة (124) هو توضيح حدود مسؤوليات الامين والمحافظ. فمجال عمل الاول هو بلدية المدينة حصرا ، والثاني هو كل ما عداها. وبسبب حجم المدينة وكثافة سكانها لا يمكن الا يجري انتخاب امينها من قبل الاولين. لهذا السبب وبعد التطورات التي جرت بعد العام 2003 جرى تعطيل تشريع هذا القانون لغاية الابقاء على حالة الغموض في الصلاحيات وغموض الجهة التي تتولى تعيين الامين واقالته ومراقبة عمله وكذلك فترة بقائه في المنصب. هذه الاوضاع المفتعلة التي اجهزت على الخدمات في العاصمة وركنت سكانها الى الصفوف الخلفية هي ايضا مما ورثناه من النظام السابق. هل سيعلم الامين سكان العاصمة بتفاصيل هذا القانون وبمتابعته له حتى تشريعه ؟

ايضا يلاحظ من ضمن ما غيب عن اهالي العاصمة امر التصميم الاساس لمدينة بغداد. فهناك تصميما للمدينة يعود حسب علمنا الى فترة السبعينات. فهل ما زال هذا قائما ام جرى الدوس والتجاوز عليه؟ للعلم فهو ما ينظم المدينة حيث يوزع الاحياء السكنية مع اماكن المتاجر والاسواق والمستشفيات والدوائر الحكومية والخدمية والمدارس والحدائق العامة والمعامل والطرق. يضع هذا التصميم مختصون في التخطيط العمراني لجعل المدن بيئات قابلة للسكن ويمنع الفوضى والعشوائية. بذلك يكون ظهور العشوائيات هو نتاج طول اهمال المدينة وغياب الالتزام بتصاميمها مع غياب المتابعة. هنا ايضا ننتظر من الامين إن توفرت له الارادة توضيح حول كل هذه الامور.

كما يرى ويستنتج فالغطاء الحكومي الذي اتى بالامين لا يبهرنا. فقد جاء الكثيرون قبل هذا الامين بمعية غطاء ولم يقدموا او ينجزوا شيئا. فكانوا امناء للغطاء الذي اتى بهم، لا للعاصمة. لذلك هل سيكون هذا الامين الجديد مختلفا عن اولئك ، وهل سيكون امينا حقيقيا للعاصمة ام كالآخرين ممن سبقه مجرد امين للغطاء ؟



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء وتحذير من الخبير النفطي حمزة الجواهري
- رئيس الوزراء يختلس من المال العام ويخرق القانون
- طغمة مجلس النواب هي اساس الخراب في العراق
- تكملة مقالتنا السابقة حول التعديلات الدستورية مع معلومات جدي ...
- لعبة تشغيل نصف العمالة العراقية..
- ملاحظات مهمة حول التهيئة للانتخابات القادمة
- الكاظمي احسن اداة امريكية لقتل الاقتصاد العراقي
- فوائد التهديدات الامريكية بالهروب واغلاق السفارة...
- مهزلة التواطؤ الحكومي مع الشركات النفطية
- محاولة امريكية جديدة لوضع اليد على ثروات العراق ينبغي ايقافه ...
- حول الاحالات للاستثمار.. مصنع فوسفات القائم
- الكاظمي يصر على المضي وفقا للمصالح الاجنبية
- الحقائق فيما يراد طمره حول ازمة الكويت عام 1990
- الحوار المزعوم في خدمة الخداع والاحتلال والارهاب
- ضربة اعلامية قوية
- الجيش العراقي بعد الغزو الامريكي
- الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟
- قانون تحديد شروط العمامة
- تضاعف الاجهزة الاستخبارية في العراق وتجاوزاتها وتخادمها
- على من يضحك عبد المهدي ؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد