أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعد السعيدي - فوائد التهديدات الامريكية بالهروب واغلاق السفارة...














المزيد.....

فوائد التهديدات الامريكية بالهروب واغلاق السفارة...


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 14:44
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تسببت الهجمات المتصاعدة ضد الارتال العسكرية لقوات الاحتلال الامريكي الى انزعاج امريكي كبير. تبع هذا الانزعاج التظاهر بتوجيه تحذير الى اسماع القائمين بها بطريق عميلهم المتواجد في رئاسة الوزراء. وقد خرج هذا التحذير من لدن وزير الخارجية الامريكية. وكان محتوى التحذير هو التهديد بغلق سفارة الاحتلال وانتقالها الى اربيل ومعها اغلاق سفارات اخرى بحال استمرت هذه الهجمات. ثم جرى دفع التحذير الى مدىً تهويليا ابعد فجرى الادعاء بان اغلاق السفارة سيؤدي الى عزلة العراق تارة والى اعتباره دولة معادية تارة اخرى. ثم اضيفت العوبة ثالثة مع ترديد عملاء الاحتلال لكلمة (تداعيات) دون اي تحديد. هذه الالاعيب هي ليست إلا تطبيق لسياسة الضغط الاقصى او حافة الهاوية.

تذكّر هذه المحاولات التهويلية سابقة مشابهة مع التهديدات التي اطلقها ترامب في بداية السنة بعدما جرى تشريع القرار النيابي لطرد قواته المحتلة من بلدنا.

يتصور الامريكيون بان اللجوء الى هذه الالاعيب بالتعاون مع عميلهم الذي في رئاسة الوزراء سيولد ضغطا يؤدي الى ايقاف الهجمات العسكرية الدائرة الضاغطة عليهم. وليست هذه هي المرة الاولى التي تتعاون بها هاتان الجهتان للحصول على منافع مشتركة. إذ قامتا بنفس الامر قبل شهور مع تصريحات التطبيل والتزمير التهويلية لتبرير الابقاء على قوات الاحتلال في العراق.

بيد ان الامريكيين لم ينتبهوا الى ان هروب سفيرهم لو حصل فعلا سيؤدي الى اثر عكسي. إذ سيمكننا غلق السفارة من الحصول على جملة من الفوائد لنا... اهمها ان إغلاقها سيوفر لنا التخلص من تدخلات السفير الامريكي ونظرائه في شؤون البلد وتقافزهم في الاتصال بعملائهم من سياسييه. إذ لا تسمح اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسفراء الدول التعامل مع الدولة المعتمدة لديهم إلا من خلال وزارة الخارجية. كذلك توجب الاتفاقية السفراء باحترام قوانين ولوائح تلك الدولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. ونص الاتفاقية موجود على الشبكة. ومع هروب السفير سنستطيع استكمال تحرير البلد حيث سنقوم بطرد كل الشركات الامريكية العاملة في العراق اولها النفطية. فهذه قد اتت بمعية الابتزاز الامريكي حيث ستوضع كلها على القائمة السوداء لمنع التعامل معها مستقبلا. كذلك سنقوم باستعادة البلد من العملاء الذين يقوم الاحتلال بتوفير الغطاء لهم وذلك بالقاء القبض على كل الجواسيس خصوصا اولئك الذين زرعوا في الجيش والقوى الامنية ، ومع هذا تطهير القضاء من عملاء الاحتلال مع تهيئة ملف استعادة دولية لمن يهرب منهم خارج البلد. كذلك سنقوم بايقاف مزاد تهريب العملة في البنك المركزي واستعادة الاموال المسروقة. وايضا الغاء اتفاقيات تكبيل البلد المبرمة مع الامريكيين وانهاء الاوضاع الشاذة في اقليم الشمال مع تفعيل القرارات القضائية الصادرة ضد مسؤوليه من الانفصاليين واللصوص ومصادرة اموالهم... واخيرا وليس آخرا فمع انقلاع السفير الامريكي عن بلدنا سيزاح منه احد طرفي التخادم فيه الذي يضعفه ويحاول تخريبه بشكل مستمر. وهو ما سيمهد لامكانية التعامل مع الطرف الآخر.

باختصار بهروب السفير الامريكي ستتبخر وتختفي كل مصالحهم التي سعوا لفرض تحقيقها في العراق.

وفي حال لجوء الامريكيين الى القصف الجوي كما هددوا به فسنهييء نحن من جانبنا دفتر حساب التعويضات. إذ قطعا سيطال هذا القصف بنىً تحتية تعود لنا عدا عن الاضرار النفسية والمعنوية التي ستلحق بالسكان. وهذا يستوجب استحصال التعويض مما سيتسببون به من اضرار. فلن نترك هذه المرة تجري كسابقاتها عندما كانوا يتركون احرارا بلا مساءلة بعد كل اعتداء. سنجعلهم هذه المرة يدفعون ثمن ما تسببوا بالإضرار به وإن بعد حين.

إن ربط الامريكيين لاستمرار وجود سفارتهم وقواتهم المحتلة في العراق مع اطلاقهم للتهديدات بالحرب معناه انهم ليسوا إلا قوات احتلال وهيمنة ، لا قوات صديقة او حليفة. وخطابهم هذا لن ينظر اليه من الجهة الثانية إلا بكونه خطاب دولة ضعيفة مرتعبة آفلة ، والاعلان مقدما عن الهزيمة. وهذا الاعلان الذي هو فرار وهروب من ميدان المعركة هو النتيجة المنطقية لذلك الضعف حتى ولو كان لفظيا للتخويف دون تطبيقه. وهو لا يكون على هذا إلا امرا مثيرا للسخرية بالمقارنة مع القوة الهائلة التي يتوافرون عليها. والسؤال المنطقي الذي سيتبع هو إن لم يرغب الامريكيون باستمرار استهداف ارتالهم فلماذا لا يخرجون من العراق خصوصا وانهم هم من اسس للفوضى الخلاقة وناتجها فوضى السلاح ؟

سنكون إذن بانتظار قيام الامريكيين بتطبيق تهديدهم بالهروب...



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة التواطؤ الحكومي مع الشركات النفطية
- محاولة امريكية جديدة لوضع اليد على ثروات العراق ينبغي ايقافه ...
- حول الاحالات للاستثمار.. مصنع فوسفات القائم
- الكاظمي يصر على المضي وفقا للمصالح الاجنبية
- الحقائق فيما يراد طمره حول ازمة الكويت عام 1990
- الحوار المزعوم في خدمة الخداع والاحتلال والارهاب
- ضربة اعلامية قوية
- الجيش العراقي بعد الغزو الامريكي
- الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟
- قانون تحديد شروط العمامة
- تضاعف الاجهزة الاستخبارية في العراق وتجاوزاتها وتخادمها
- على من يضحك عبد المهدي ؟
- المحمود وزيدان يخرقان الدستور والقانون
- مرة اخرى مع مهازل الشركات الوهمية
- الفوضى والتخبط واللا ابالية في مواجهة وباء الكورونا
- صادرات النفط إلى كردستان العراق تمنح الاكراد السوريين شريان ...
- مصير الحشد غير العراقي
- ماذا نعرف عن موارد تمويل الميليشيات المسلحة ؟
- اسئلة حول اسباب استمرار العمليات ضد داعش في المحافظات المحرر ...
- الاهداف الايرانية من المطالبة باخراج قوات الاحتلال الامريكية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعد السعيدي - فوائد التهديدات الامريكية بالهروب واغلاق السفارة...