أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد السعيدي - لعبة تشغيل نصف العمالة العراقية..














المزيد.....

لعبة تشغيل نصف العمالة العراقية..


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 10 - 17:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قام وزير العمل قبل ايام بالاعلان عن قرار تشغيل 50 بالمئة من العمالة العراقية في القطاع الخاص. هذا القرار هو خبر مضحك كونه ليس إلا تكرارا لتلاعب بالالفاظ. إذ قد جرى اعلان قصة تشغيل هذه النسبة من العمالة المحلية عدة مرات في السابق آخرها العام الماضي ولم يتحقق منها شيء.

قرارات مثل هذه كان يجب ان تكون مؤطرة بقانون لضمان تطبيقها. فهل هي كذلك ؟ الجواب هو لا طبعا. وبسبب غياب هذا التأطير يمكن تناسيها بسرعة. إذ لا يريد الوزراء تكبيل انفسهم بالقوانين كما يرى. وحقيقة هذا القرار هو انه قد صدر من حكومة المالكي قبل اكثر من عشر سنوات لنفس اهداف التكرار الحالي. والسؤال المهم هو لماذا لم تكن النسبة 100 بالمئة او قربها مثلا ، اي بتشغيل كل العاطلين العراقيين القادرين على العمل ؟ او بطريقة اخرى نسأل لماذا يراد الحفاظ على تدفق العمالة الاجنبية الى البلد بحيث تستحوذ حسب هذا القرار على ال 50 بالمئة الباقية ؟ الجواب هو انه يراد استخدامها لضغط اجور العمل بغياب القانون المنظم لاجرة الحد الادنى. وفي حال نجاح هذه اللعبة ربما سيأتي الدور لاحقا على الموظفين والمهندسين والمتقاعدين وكل الباقين.

كنا قد نشرنا العام الماضي مقالة بعنوان من له حق العمل في العراق دارت حول التلاعب في المسميات والقوانين في قانون العمل رقم (37) لسنة 2015 مما ابدع مجلس النواب في فرضها فيه. وقد تعمد هذا المجلس اللف والدوران والثرثرة الزائدة فيه مستخدما تفاصيل تشغيل العمالة المحلية واجازة العمل وجمل من طراز تكافؤ الفرص كي لا يذكر امر الاجور التي هي بيت القصيد.

بسبب البطالة التي تسببت من تشغيل العمال الاجانب انطلقت تظاهرات العاطلين العراقيين يوميا مطالبة بحقهم في العمل وما زالت. وفي الاخبار تجري احيانا الاشارة الى قبول هؤلاء الاجانب العمل باجور اقل من العامل العراقي. فالغاية الواضحة هي تقليل اجور العمل كما اسلفنا. والوسيلة هي تعمد اهمال تشريع قانون الحد الادنى من الاجور اعلاه. إذ سيمكن عدم وجود هذا القانون من التلاعب بالاجور ودفعها نحو الاقل واقل. ومع اغراق البلد بالعمال الاجانب الذين سيعملون باي اجر تكتمل اللعبة بمحاصرة العراقيين في بلدهم. بينما ستضيع ميزة استقدام هؤلاء ومعهم امكانية كبس الاجور لو انه قد جرى تشريع قانون الحد الادنى آنف الذكر. وسط كل هذا يكون خبر الوزير الذي يزف فيه للجميع قراره بتشغيل 50 بالمئة من العمالة العراقية هو ربما محاولة لاضافة بعض الهزل على القتامة السائدة لفصل الخريف. إذ يبدو كما لو ان اولوية الوزير هي في منح فرص العمل للاجانب وان ثمة من يتكرم على اهل البلد مع نسب التشغيل وكأنهم هم الضيوف. ومع قرار الوزير الهمام جرى ابتكار مسرحيات توقيف المخالفين لقانون الاقامة من الاجانب وترحيلهم في اضافة لمحاولة الضحك هذه. والقرار هو كما اسلفنا في مقالتنا العام الماضي ليس قانونا نيابيا ولا وجود له في قانون العمل الآنف اعلاه. فهو قد صدر كامر وزاري من قبل حكومة المالكي العام 2009 كتعليمات ملحقة بقانون الاستثمار للعام 2006 حسب ديباجته.

ان مجلس النواب الذي يجلس فيه ممثلو السراق واللصوص لا يريد الاقتراب ولا التذكير بقانون اجرة الحد الادنى هذا لانه يريد استغلال الجميع بشركات اعضائه واصدقائه الخاصة باقل اجرة ممكنة. وهو بهذا يريد ان يقول لنا بان اعضائه لا يكتفون بسرقة اموال الدولة والتستر على اللصوص ، بل ويريدون ايضا سرقة حقوق الناس. ولطالما لا يوجد قانون يحدد الاجور بالارقام يكون اي كلام عن تشغيل العمالة المحلية مجرد هواء في شبك.

يجب المطالبة والاصرار على تشريع قانون الحد الادنى للاجور. فهو سيضمن تثبيت حقوق العراقيين في العمل وسيقضي على لعبة استقدام الاجانب للعمل في البلد.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات مهمة حول التهيئة للانتخابات القادمة
- الكاظمي احسن اداة امريكية لقتل الاقتصاد العراقي
- فوائد التهديدات الامريكية بالهروب واغلاق السفارة...
- مهزلة التواطؤ الحكومي مع الشركات النفطية
- محاولة امريكية جديدة لوضع اليد على ثروات العراق ينبغي ايقافه ...
- حول الاحالات للاستثمار.. مصنع فوسفات القائم
- الكاظمي يصر على المضي وفقا للمصالح الاجنبية
- الحقائق فيما يراد طمره حول ازمة الكويت عام 1990
- الحوار المزعوم في خدمة الخداع والاحتلال والارهاب
- ضربة اعلامية قوية
- الجيش العراقي بعد الغزو الامريكي
- الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟
- قانون تحديد شروط العمامة
- تضاعف الاجهزة الاستخبارية في العراق وتجاوزاتها وتخادمها
- على من يضحك عبد المهدي ؟
- المحمود وزيدان يخرقان الدستور والقانون
- مرة اخرى مع مهازل الشركات الوهمية
- الفوضى والتخبط واللا ابالية في مواجهة وباء الكورونا
- صادرات النفط إلى كردستان العراق تمنح الاكراد السوريين شريان ...
- مصير الحشد غير العراقي


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد السعيدي - لعبة تشغيل نصف العمالة العراقية..