أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - قانون المحكمة الاتحادية العليا جدلٌ دائم















المزيد.....

قانون المحكمة الاتحادية العليا جدلٌ دائم


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 9 - 18:58
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


اثأر مشروع قانون المحكمة الاتحادية العليا الجدل من جديد عند التصويت على مواده، بعدما استبشرنا خيراً بان هذا القانون سوف يرى النور، لكن يكاد يجمع اغلب المهتمين بهذا القانون على انه سيكون من أسوء القوانين لأنه لا يبلي الطموح نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية، ولم يقف الاعتراض عند الأفراد بل أن أهم مؤسسة قضائية التي تمثل الجناح الثاني من أجنحة السلطة القضائية قد أعلنت عن رأيها بعد اجتماع رسمي لإدارتها العليا بتاريخ 9/3/2ِ019 والمتمثل بمجلس القضاء الأعلى ، حيث بين المجلس وجهت نظره تجاه مشروع القانون، لكن هذا الرأي وان كنت أثمن ما ورد فيه من اهتمام بموضوع المحكمة الاتحادية العليا، وهو موقف يعبر عن مدى خطورة مشروع القانون، لكن وردت في البيان الصادر عن مجلس القضاء الأعلى الموقر والمنشور في موقعه الالكتروني، فيه نقطتان لابد من التوقف عندها لان أهميتها تكمن في مصدرها وعلى وفق الآتي :
1. قدم مجلس القضاء الأعلى مقترح لحل الخلاف القائم حاليا حول حق فقهاء القانون وخبراء الشريعة الإسلامية في التصويت وعلى وفق المقترح الآتي (يشترك خبراء الفقه الإسلامي في عضوية المحكمة الأصل في الدعاوى المتعلقة بدستورية القوانين والأنظمة التي تتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام استناداً لأحكام المادة (2/أولا /أ) من الدستور .ويشترك فقهاء القانون في عضوية المحكمة الاصل في الدعاوى المتعلقة بدستورية التشريعات التي قد تتعارض مع مبادئ الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية الواردة في الدستور استناداً لأحكام المادة (2/أولا/ب و ج) من الدستور) لكن المقترح لم يوضح المعيار الذي بموجبه نفرق بين الدعوى الدستورية المتعلقة بالتشريعات التي تتعارض مع الثوابت الإسلامية والتشريعات التي تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، وهل يوجد قانون نافذ لا يكون فيه للشريعة الإسلامية أو لحقوق الإنسان حضور؟ وعند متابعة الدعاوى بعدم دستورية القوانين التي نظرتها المحكمة الاتحادية العليا بان سند الادعاء هو أما لمخالفة مبادئ حقوق الإنسان أو للشريعة الإسلامية وسأعرض أمثلة عن تلك الدعاوى وعلى وفق الآتي .
‌أ. قانون الأحوال الشخصية النافذ حيث تعرض إلى الطعن بعدم دستوريته بمجمله او في بعض مواده وفقراته تحت ذريعة مخالفة الشريعة الإسلامية ومنها الدعوى العدد 52/اتحادية/2016 وكانت بناءً على طعن تقدم به احد الأزواج الذي أقيمت ضده دعوى من زوجته تطلب فيها التفريق القضائي بالاستناد إلى أحكام المادتين (40 و 43) من قانون الأحوال الشخصية وطعنه انصب على ان تلك المادتين تتعارض مع الشريعة الإسلامية وفتاوى مراجع الدين ويطلب الحكم بعدم دستوريتهم استنادا لأحكام المادة (2) من الدستور. والدعوى العدد 9/اتحادية/2015 حول المادة (39) من قانون الاحوال الشخصية تحت عنوان مخالفة الشريعة الإسلامية.
‌ب. القوانين العقابية والمقصود بها كل النصوص القانونية التي تفرض عقوبة على فعل جرمه القانون والمحكمة الاتحادية العليا نظرت في دعاوى عديد طعون بقوانين عقابية سواء في قانون العقوبات أو القوانين الأخرى او نصوص إجرائية في قانون أصول المحاكمات الجزائية أو القوانين الأخرى وكانت الأسانيد لتلك الدعاوى أما مخالفة تلك النصوص لمبادئ حقوق الإنسان أو للشريعة الإسلامية ومنها الدعوى العدد 57/اتحادية/2017 المتعلق بالطعن بعدم دستورية قرار مجلس قيادة المنحل رقم 120 لسنة 1997 وكان المدعي قد سبب دعواه بان القرار مخالف للشريعة الإسلامية ومخالف لمبادئ حقوق الإنسان والمحكمة أصدرت قرارها باعتباره مخالف لمبادئ حقوق الإنسان.
‌ج. قوانين مدنية مثل قانون ادارة البلديات رقم 165 لسنة 1964 عندما تم الطعن بالمادة (97/1) التي تتعلق بحق الملكية باعتباره من حقوق الإنسان التي اقرها الدستور.
‌د. قوانين الانتخابات حيث تم الطعن بعدة قوانين منها الدعوى العدد 20/اتحادية/2014 التي طعن بموجبها في قانون انتخابات مجلس النواب الملغى رقم 45 لسنة 2013 باعتبارها تتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
‌ه. مواد قانونية تتعلق بإجراءات بشكل الدولة والمكونات الاجتماعية للشعب العراقي وقوانين تتعلق بإجراءات حجز المواطن بدون قرار قضائي فهذه كلها كان الطعن فيها لأنها تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان الواردة في الدستور .
والمتابع لجميع قرارات المحكمة الاتحادية سيجد إنها تتعلق بمواد الدستور التي أقرت حقوق الإنسان، ومن هذا العرض المقتضب نجد إن خبراء الشريعة وفقهاء القانون سيكون لهم الصوت الأعلى في المحكمة وجميع قراراتها تخضع لرقابتهم وبالتالي تكون المحكمة تابعة لهؤلاء فقط وليس للقضاة أي دور، وهذا من اخطر الأمور، لان النص المقترح عام وليس فيه محددات يقف عندها حد تدخل الخبراء او الفقهاء وتنقلب المحكمة إلى دار للفتوى وليس محكمة قضائية مثلما نص عليها الدستور. والمقترح لابد من إعادة النظر به لان خطورته تكمن في الجهة التي قدمته التي تمثل أهم مؤسسة قضائية.، كما ان احد أعضاء مجلس النواب سبق وان صرح بتاريخ 6/3/2021 ان اللجنة القانونية اقترحت ان يكون دور الخبراء في الشريعة بالقوانين الشرعية وفقهاء القانون بالقوانين القضائية، بينما لا يوجد مثل هذا التقسيم إطلاقاً لان القانون هو قانون مهما كان موضوعه،
2. كما ورد في بيان المجلس الموقر إشارة إلى أن مجلس القضاء الأعلى يقوم بدوره في تقديم المقترح لأنه مسؤول عن إدارة الهيئات القضائية وعلى وفق النص الآتي (فان مجلس القضاء الأعلى وبحكم مسؤوليته الدستورية بموجب المادة (89 و 90) من الدستور في إدارة شؤون الهيئات القضائية ولكون المحكمة الاتحادية هي إحدى هذه الهيئات فان مجلس القضاء الأعلى يرغب في إبداء الرأي) وجميع المهتمين بأمر العراق يثمنون هذا الموقف الوطني من مجلس القضاء الأعلى الموقر لكن لابد من توضيح أمر دستوري وقانوني، والمتمثل بمسؤولية المجلس عن إدارة الهيئات القضائية بما فيها المحكمة الاتحادية العليا، واقو لان مجلس القضاء الأعلى الموقر ليس له الولاية على الهيئات القضائية التي تنضوي تحت لوائه حصراً على وفق ما ورد في المادة (3/أولا) من قانون مجلس القضاء الأعلى رقم 45 لسنة 2017 وهذا القانون ينظم أعمال المجلس الذي يتكون من الجهات المحددة في المادة (2/أولا) وليس من بينها المحكمة الاتحادية العليا، كما ان مجلس القضاء الأعلى ليس له حق الإدارة او الرقابة او الولاية على الهيئات القضائية في إقليم كردستان وليس له ذلك على الهيئات القضائية في مجلس الدولة مثل (محكمة القضاء الإداري او محكمة قضاء الموظفين والمحكمة الإدارية العليا) وليس له الولاية او حق الإدارة على الهيئات القضائية في المحاكم العسكرية ومحاكم قوى الأمن الداخلي. لذلك لا يمكن اعتبار ان المجلس الموقر تمتد ولايته إلى خارج الهيئات القضائية التي تنضوي تحت لوائه حصراً.
ومما تقدم لابد من الوقوف بوجه هذا القانون الذي يسعى مجلس النواب لإكمال التصويت عليه دون أن يلتفت إلى صوت أهل الاختصاص سواء كانوا إفراد أو منظمات مجتمع مدني أو مؤسسات رسمية مثل ما تقدم به مجلس القضاء الأعلى الموقر، وعلى مجلس النواب إن لا يستغل تعطيل المحكمة الاتحادية وانشغال الناس بهموم العيش ومصاعب الحياة من البلاء والوباء ويمرر القانون لأنه سيكون السكين التي تذبح الحياة المدنية في العراق وانه بأوضح صور الانحراف التشريعي عن مبادئ الدستور، وعلى مجلس النواب ان يعود إلى الجهات المختصة مثل المحكمة الاتحادية العليا ومجلس القضاء الأعلى ومجلس الدولة ومجلس قضاء إقليم كردستان والقضاء العسكري فضلا عن المنظمات الحقوقية مثل نقابة المحامين واتحاد الحقوقيين العراقيين وأساتذة الجامعات من المختصين بالقضاء والقانون الدستوري، حتى يتمكن من الوصول إلى قانون يحمي الحقوق ويصونها،وان لا يحصر مصير الشعب وأجياله القادمة بآراء عدة أشخاص الذي يرجع إليهم في كل نازلة وهم رؤساء الكتل السياسية وهم لا يملكون المعرفة القانونية والدستورية لان بعضهم لم يكن من الحقوقيين بل من حملة الشهادات في الاختصاصات الأخرى.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون السلطة القضائية والحاجة إليه
- الجائحة المنافقة في الدولة المنافقة
- العالم والحاكم ... الدكتور منذر الشاوي إنموذجاً
- هل يجوز إثبات المستند الالكتروني بالبينة الشخصية (الشهادة) ؟
- الدولة الكنافقة
- من نوادر أحكام قضاء الأحوال الشخصية في العراق (هل يفسخ النكا ...
- هل يجوز رجوع الشاهد عن شهادته في الدعوى الجزائية؟
- عدم إجراء الانتخابات المبكرة .... السيناريو المحتمل
- هل يجوز أداء الشهادة دون حلف اليمين؟
- مَّن يفسر الحكم القضائي؟
- الخط الوهمي للنزاهة
- النظام القانوني لإنشاء صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي (في ض ...
- المحكمة الاتحادية العليا مستقلة مالياً وإدارياً بموجب الدستو ...
- قانون مكافحة الجرائم الالكترونية والقلق المشروع
- مغذيات العنف الأسري (القانون والتطبيقات القضائية إنموذجاً)
- تعديل القوانين بين مزاج المشرع وضرورة التشريع
- المقاطعة التجارية والسياسية هل نفعت العرب؟
- طلاق الزوجة لنفسها (التفويض) هل يكون بائن أم رجعي في ضوء تطب ...
- نقص الاعضاء في المحكمة الاتحادية العليا هل يقف عائقا امام ال ...
- الارهاب والدين


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - قانون المحكمة الاتحادية العليا جدلٌ دائم