أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الجائحة المنافقة في الدولة المنافقة














المزيد.....

الجائحة المنافقة في الدولة المنافقة


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 22:58
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


عاودت جائحة كورونا خلال الأيام الماضية فارتفعت نسبة الإصابة فيها، على وفق ما تعلنه وزارة الصحة العراقية، مع وجود انخفاض في عدد الإصابات في الدول الأخرى، وبعض المشككين اعتبروا إن تلك الزيادة لها صلة بقانون الموازنة من اجل زيادة التخصيصات المالية لاستيراد المستلزمات الطبية والإعفاءات الضريبية والكمركية والتسهيلات الأخرى التي تتميز بها لتعلقها بتلك الجائحة، كما اتخذت الحكومة إجراءات شديدة التضييق على المواطن منها فرض غرامات على من لم يلتزم بلبس الكمامة ومنع التجمعات في المساجد والحفلات الخاصة والعامة، وفرضت غرامات كبيرة على من يخالف تلك الأوامر، واشد تلك الإجراءات حظر التجوال الذي لم يحقق غاياته منذ أن ظهرت الجائحة ولغاية الآن سوى التضييق على المواطن في حركته وحريته ورزقه وتعطيل مصالحه، وكل هذا له تبرير عند الحكومة وهو المحافظة على صحة المواطن لأنها أهم من كل شيء حتى لو تسببت بموته جوعاً وكمدا، لكن ما يلفت النظر إن تلك القيود لم تشمل جميع من يسكن ارض العراق ، وإنما لطبقة من المتحكمين برقاب الناس امتياز خاص، فهم فوق القانون كما صرحت إحدى النائبات عند الطلب منها بارتداء الكمامة امتثالاً لأوامر حكومتها التي صوتت عليها، كما لوحظ عدم امتثال جميع أعضاء مجلس النواب بارتداء الكمامة في لقاءاتهم وتجمعاتهم، وأخرها الصور المسربة عن حصول شجار بينهم في قاعة مجلس النواب ولوحظ عددهم الكبير وتجمعهم وتقاربهم دون الالتزام بالتباعد الاجتماعي او الالتزام بارتداء الكمامة، ومع ذلك لم يصدر بحقهم أي إجراء بفرض الغرامة التي فرضت على المعاق سائق الأجرة الذي حرق سيارته وجسده لأنه لا يملك مبلغ الغرامة وانه سعى لنيل رزقه لتامين قوت أطفاله اليومي، وعند التأمل في هذا السلوك لتلك الطبقة ومريديهم، يتحير العقل، فلا يجد من تبرير، لان لو كانوا يحترمون القانون لالتزموا به وبالأوامر التي هم من يصدرها عبر حكومتهم التي صوتوا عليها، أو لربما إنهم محصنون من الإصابة بالجائحة لأنهم تلقوا اللقاحات سراً كما تسرب للإعلام منذ ستة أشهر بينما لم يصل إلى المواطن هذا اللقاح لغاية الآن رغم وصوله إلى أفقر البلدان في العالم، أو لربما إنهم يملكون من الشجاعة التي لا يملكها غيرهم في مواجهة الجائحة حتى لو كانت مميتة وخطيرة، لكن هذا القول لا يصمد تجاه سلوكهم وهم يتجولون في الشوارع بمواكبهم الكبيرة والمدججة بأنواع السلاح وفي عجلاتهم المدرعة ضد الرصاص، وكيفية سيرهم في الطرقات التي يرعبون بها المواطن، فضلاً عن أفواج الحماية المخصصة لحماية مقراتهم ومحل سكنهم مع ان اغلب عوائلهم خارج العراق، فهذه الأمور تؤكد انهم يرتجفون خوفاً من المواطن حتى لو كان اعزل ومسلوب الإرادة بفعل سلوكهم في إدارة الدولة، لذلك فان الأمر محير وعصي على المتأمل فيه، ولا يبقى إلا أن نعود إلى تبرير قد يكون له محل في النقاش، وهو الاستهانة بكل الأمور (الاستهتار السياسي أو الوظيفي) لأنهم يبحثون عن كل ما يميزهم عن العامة، وليكن ما يكن بعد ذلك حتى لو تعلق الأمر بالصحة العامة وحياة الناس، ولمسنا هذا من خلال السلوك النيابي في التعامل مع قوانين حيوية تجاه حياة المواطن ومنها قانون الموازنة، وكذلك في مظاهر القمامة التي تغطي اغلب المدن، أو في استخدام القوة المفرطة مع المحتجين، سواء بالقتل المباشر عبر إطلاق النار أو بفرض عقوبات الحبس والسجن ضد بعض المحتجين في الحراك الشعبي ومن هؤلاء المحكومين من توفى داخل السجن بسبب إصابته بكورونا او من جراء الإهمال الطبي وهو يقضي عقوبته في السجن من جراء احتجاجه وانتقاده لسلوك بعض قيادات الدولة القائمة حالياً، حيث أزعج نقد هذا المواطن المسؤول في الدولة وكدر مزاجه فاشتكاه إلى القضاء وحبسه بموجب قوانين البلاد التي وضعها من لم يحترم حقوق الإنسان في السابق، ففي كل ما تقدم ذكره وضوح اللامبالاة تجاه هموم الناس، وأعود إلى كورونا المنافقة، التي خيبت آمالنا عندما استهدفت الفقير وتركت الأمير، وما عسانا أن نفعل إلا أن نتأسى بقول الله تعالى (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) وعند ربنا يكون إنصافنا من هؤلاء وهو على أمرهم وعلى كل شيء قدير.



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم والحاكم ... الدكتور منذر الشاوي إنموذجاً
- هل يجوز إثبات المستند الالكتروني بالبينة الشخصية (الشهادة) ؟
- الدولة الكنافقة
- من نوادر أحكام قضاء الأحوال الشخصية في العراق (هل يفسخ النكا ...
- هل يجوز رجوع الشاهد عن شهادته في الدعوى الجزائية؟
- عدم إجراء الانتخابات المبكرة .... السيناريو المحتمل
- هل يجوز أداء الشهادة دون حلف اليمين؟
- مَّن يفسر الحكم القضائي؟
- الخط الوهمي للنزاهة
- النظام القانوني لإنشاء صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي (في ض ...
- المحكمة الاتحادية العليا مستقلة مالياً وإدارياً بموجب الدستو ...
- قانون مكافحة الجرائم الالكترونية والقلق المشروع
- مغذيات العنف الأسري (القانون والتطبيقات القضائية إنموذجاً)
- تعديل القوانين بين مزاج المشرع وضرورة التشريع
- المقاطعة التجارية والسياسية هل نفعت العرب؟
- طلاق الزوجة لنفسها (التفويض) هل يكون بائن أم رجعي في ضوء تطب ...
- نقص الاعضاء في المحكمة الاتحادية العليا هل يقف عائقا امام ال ...
- الارهاب والدين
- الالتزام والثبات على المبادئ
- القانون المدني العراق والاحتفاء بذكرى صدوره


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الجائحة المنافقة في الدولة المنافقة