أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - الخط الوهمي للنزاهة














المزيد.....

الخط الوهمي للنزاهة


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6765 - 2020 / 12 / 19 - 22:22
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


الخط الوهمي للنزاهة مصطلح ذكره احد علماء الاجتماع في العراق المرحوم الدكتور عبدالجليل الطاهر حيث ورد في كتابه الموسوم (التفسير الاجتماعي للجريمة الصادر عام 1956م) ثم اقرن ذلك العنوان بجملة تفسيرية له (معادلة بسيطة لنزاهة الموظف العمومي) وذكر العالم الدكتور الطاهر معادلة بسيط يمكن من خلالها معرفة نزاهة أي شخص يشغل وظيفة أو منصب عمومي في الدولة ، حيث جعل مقدار آخر راتب شهري يتقاضاه الموظف أو المسؤول واحتسابه لمدة (12) اثنا عشر شهراً ثم يحسب الناتج لمدة سنوات خدمته، فإذا كان الناتج الحسابي وعلى فرض إن ذلك المسؤول يدخر جميع راتبه ولا ينفق منه أي مبلغ فإذا كان يتناسب مع ما يملك من أموال وعقارات وأرصدة في البنوك، فانه يكون نزيه، إما إذا لا يتناسب معه فانه بلا شك قد استغل وظيفته العمومية وأطلق عليه الدكتور الطاهر وصف (المجرم ذو الياقة البيضاء) وعلى وفق ما ورد في كتابه الموسوم (جرائم ذوي الياقات البيضاء ـ التفسير الاجتماعي للجريمة ـ طبعة ثانية عام 2020ـ منشورات دار ألكا في بروكسل ـ ص 46) ويقصد بذوي الياقات البيضاء هم (البارونات اللصوص) أو المتنفذين في الدولة من اللصوص الذين لا يستطيع القانون محاسبتهم فظهروا يرتدون ياقات بيضاء يحتمون بجدار المكانة الاجتماعية التي يشغلونها والنفوذ المالي والسياسي الذي يتمتعون به، ولتطبيق هذه المعادلة في الوقت الحاضر فلنأخذ مثالاً على ذلك موظف بدرجة وزير وعددهم كبير جداً لان جميع أعضاء مجلس النواب الحاليين والسابقين هم بدرجة وزير على وفق أحكام المادة (4) من قانون مجلس النواب رقم 50 لسنة 2007 الملغى التي جاء فيها الآتي (يتمتع عضو مجلس النواب بكافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها الوزير في جميع المجالات المادية والمعنوية ويتم التعامل معه بروتوكوليا على هذا الأساس) ثم ألغيت تلك المادة وحلت محلها المادة (1/ثالثاً) من قانون رواتب ومخصصات مجلس النواب رقم 28 لسنة 2011 التي حددت مبلغ إجمالي مقداره (10,000,000) عشرة ملايين دينار ، فضلا عن عدد الوزراء في ظل الحكومات المتعاقبة، مع الأخذ بنظر الاعتبار أصحاب الدرجات الخاصة ممن هم في درجة وزير مثل أعضاء المحكمة الاتحادية العليا وأعضاء محكمة التمييز الاتحادية ورؤساء الهيئات المستقلة وعشرات آخرين غيرهم، ممن ينتسبون الى القوات المسلحة والقوات الأمنية والمخابراتية، فإذا طبقنا المعادلة التي ذكرها الدكتور المرحوم عبدالجليل الطاهر، فان ما حصل عليه هؤلاء الموظفون منذ عام 2004 ولغاية الآن ، وهذه الفرضية لها سند معقول لان اغلب من يصل هذه المواقع لا يتخلى عنها طوعاً وإنما في حالات نادرة والغالب هو الإقصاء القسري إن وجد، فيكون الناتج لمن شغل منصبه منذ عام 2004 ولغاية نهاية عام 2020 مبلغ إجمالي مقداره (1,920,000,000) مليار وتسعمائة وعشرون مليون دينار، على وفق المعادلة الآتية (آخر راتبx اثنا عشر شهرx ستة عشر سنة) ، وهذا المبلغ الذي افترضنا إن ذلك الموظف قد ادخره بالكامل ولم ينفق منه أي دينار، فإذا كان ذلك الموظف يملك اقل منه أو مساوياً له فانه موظف نزيه على وفق المعادلة التي أطلقها عالم الاجتماع، أما إذا كان يملك أكثر من ذلك فانه بلا ادنى شك يكون خارج مفهوم الموظف النزيه، وعند مراجعة المعارك الإعلامية بين السياسيين أو الموظفين ممن هم في المناصب العليا نجد احدهم بعد اقل من المدة المذكورة في المثال وبأقل راتب قد امتلك عقارات تتعدى هذه الأرقام بعشرات المرات حيث نسمع عن فلان يملك مول أو عدة مولات و قيمتها لا تقف عن المليارين أو أكثر وإنما بعشرات أو مئات المليارات، والآخر انتقل بسكنه من دار مستأجرة في منطقة شعبية أو من غرفة كان يسكنها مع أهله في منطقة الأطراف إلى دار في قلب المدينة لا تقل قيمتها عن سبعة مليارات أو أكثر أو انه أصبح يملك عمارات تجارية في قلب المدينة أو أرصدة مالية في البنوك العراقية والأجنبية ، وآخرون حصلوا على جنسيات بلدان أوربية منحت لهم ولعوائلهم مقابل أن يودع أموال في مصارف تلك البلدان بمبالغ كبيرة، مثال ذلك إحدى البلدان في أوربا تمنح جنسيتها لمن يودع في مصارفها مبلغ كبير لكل شخص، وإذا علمنا ان دول الكاريبي مثل جزر الكاريبي وهي دول نائية فإنها تمنح جنسيتها مقابل إيداع مبلغ مائة وخمسون ألف دولار، فما بالك في المانيا او انكلترا او فرنسا وسواها، فان انكلترا تشترط استثمار مبلغ مقداره (2,580.000) مليونان وخمسمائة وثمانون ألف دولار امريكي، وتركيا ثلاثة ملايين دولار واسبانيا خمسمائة ألف دولار ، فإذا أخذنا اسبانيا مثالا لأنها الأقل فان أي مسؤول لديه عائلة من سبعة أشخاص فانه يودع مبلغ لا يقل عن ثلاثة ملايين دولار أمريكي أي ما يعادل أكثر من ثلاثة مليارات ونص مليار دينار عراقي، فهؤلاء ماذا سيكون وصفهم لو طبقنا عليهم معادلة الخط الوهمي للنزاهة، ثم يقودنا السؤال إلى ماذا فعلت الأجهزة المختصة بتحري عن مصادر الأموال تجاه هؤلاء ؟ لكن هذه الجهات لربما لا تملك قوة المواجهة مع ذوي الياقات البيضاء ، ويقول عالم الاجتماع الدكتور عبدالجليل الطاهر إن ذوي الياقات البيضاء قد تمكنوا من التحكم في الأسواق ولهم التأثير على السياسيين وإنهم يملون عليهم إرادتهم في تشريع النظم والقوانين، واعتقد إن قوانين العفو العام التي صدرت كانت خير مثال لأنها أعفت المحكومين بقضايا النزاهة أكثر من سواهم، وفي الختام نحن بحاجة ماسة إلى آليات جديدة بأدوات تتمتع بالاستقامة والنزاهة وقوة وطنية تنفذ القانون دون محاباة .
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام القانوني لإنشاء صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي (في ض ...
- المحكمة الاتحادية العليا مستقلة مالياً وإدارياً بموجب الدستو ...
- قانون مكافحة الجرائم الالكترونية والقلق المشروع
- مغذيات العنف الأسري (القانون والتطبيقات القضائية إنموذجاً)
- تعديل القوانين بين مزاج المشرع وضرورة التشريع
- المقاطعة التجارية والسياسية هل نفعت العرب؟
- طلاق الزوجة لنفسها (التفويض) هل يكون بائن أم رجعي في ضوء تطب ...
- نقص الاعضاء في المحكمة الاتحادية العليا هل يقف عائقا امام ال ...
- الارهاب والدين
- الالتزام والثبات على المبادئ
- القانون المدني العراق والاحتفاء بذكرى صدوره
- الموظف في خدمة المواطن
- هل تخضع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لأحكام الملكية المعنوي ...
- لماذا نقيم الشعائر في ذكرى ثورة الإمام الحسين عليه السلام؟
- هل ينتقل الشرط الجزائي في العقد إلى الورثة؟
- أسباب تعطيل القانون النافذ وعدم تطبيقه (القرار 141 لسنة 2002 ...
- مراكز البحوث والدراسات وأهميتها في معالجة الأزمات في العراق
- الحق الدستوري للمواطن في الرعاية الصحية
- حل مجلس النواب بواسطة السلطة التنفيذية ومبدأ التوازن بين الس ...
- هل يجوز توقيف البريء؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - الخط الوهمي للنزاهة