أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سالم روضان الموسوي - المقاطعة التجارية والسياسية هل نفعت العرب؟














المزيد.....

المقاطعة التجارية والسياسية هل نفعت العرب؟


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 21:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تظهر بين الحين والحين دعوات من المنابر الدينية والسياسية إلى مقاطعة بضائع بعض البلدان نتيجة لمواقفها من قضايا العرب والمسلمين، وآخرها دعوة مقاطعة البضائع الفرنسية نتيجة لمواقف الرئيس الفرنسي ماكرون من الرسوم المسيئة للرسول الأكرم (ص) ، وهذه ليس المرة الأولى التي تدعى فيها الشعوب العربية على وجه الخصوص إلى المقاطعة، وإنما سبقتها دعوات كثيرة، ويعتبر بعض السياسيين إن المقاطعة التجارية او الاقتصادية هي حرب بلا سلاح وإنها فعالة ، لأنها تضرب صميم العصب الاقتصادي للبلد المستهدف، وهذا الأمر صحيح جداً إذا توفرت البيئة المناسبة للمقاطعة ، وفي الوطن العربي نجد انه من الدول التي تعتمد على استيراد معظم سلعها الأساسية ، حتى الزراعية والمنتجات الحيوانية مع انه يملك اكبر مساحة صالحة للزراعة وتربية الحيوان ، فإذ قاطع الشعب البضائع المستوردة ، ما هو الحل لحصوله على البديل ، لان اغلب بضائعنا المستوردة وخصوصاً الغذاء هي مواد أساسية لا يمكن أن يستغني عنها الفرد وليست بضائع ترفية، فإذا كان البلد لا يملك صناعة تنتج له البديل عن البضائع المستهدفة بالمقاطعة وليس له إنتاج زراعي وحيواني يغطي الحاجة ويحل محل البضائع المستوردة المستهدفة بالمقاطعة ، من المؤكد إننا سنفشل في تحقيق هدف المقاطع، لأننا إما نخذل الدعوة ونبقى نستورد، أو إننا سنغير جهة الاستيراد من بلد إلى بلد آخر، وفي ظل العولمة فان الشركات أصبحت عابرة للحدود ولديها أساليب للمناورة في تصريف بضائعها والالتفاف على إجراءات المنع أو المقاطعة، لذلك لا تنجح المقاطعة التجارية في أي بلد ما لم يتوفر البديل الوطني من الإنتاج الصناعي والزراعي ، وخصوصا العرب فأنهم فشلوا في ذلك، إذ لم يتمكنوا من تفعيل هذا السلاح في الحرب الاقتصادية طيلة نزاعهم مع الكيان الصهيوني، أما عن النماذج التي نجحت فإننا أمام نموذجين الأول هندوسي في الهند المتمثل بدعوة غاندي لمقاطعة المنسوجات الانكليزية في ثلاثينيات القرن الماضي، وسبب النجاح كان وجود البديل المحلي، إذ قام بنسج ملابسه بنفسه وامتثل الشعب الهندي له وقام بمقاطعة المنسوجات الانكليزية والاعتماد على الإنتاج المحلي الذي توفر عليه الشعب، مما أدى الى نجاح تلك المقاطعة ، كذلك النموذج الإسلامي الحديث المتمثل بثورة التنباك (التبغ) في إيران عام 1890م ، عندما صدرت الفتوى بتحريم استهلاك مادة التنباك التي حاول الشاه آنذاك حصر تسويقه بشركة بريطانية، مما دعا الشعب إلى مقاطعة الإنتاج لإفشال هذه الصفقة، واعتمدوا على فتاوى رجال الدين، فتوجه العلماء وعلي رأسهم جمال الدين الأفغاني نحو المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي الذي كان يقيم في سامراء، وأوضحوا له الموضوع ليجدوا حلاً، فاصدر فتواه الشهيرة (بسم الله الرحمن الرحيم: اليوم استعمال التنباك والتتن بأي نحو كان بحكم محاربة إمام الزمان عجل الله فرجه) فالتزم المسلمون في إيران بها وكسروا النارجيلات وكل آلة تستعمل للتدخين، كما أغلقت‌ جميع‌ محلات‌ بيع‌ التبغ‌ والتنباك‌، وسبب النجاح لأنها ليست من ضرورات الحياة ولم تكن سلعة أساسية مما مكن الأفراد من مقاطعتها، وفعلاً حققت أهدافها بإلغاء تلك الصفقة لاحقاً، أما الآن فان الدعوة إلى المقاطعة فإنها لا تحقق أهدافها أو أغراضها لعدم وجود البديل المحلي الذي يسد الحاجة واليومية للإفراد من تلك المواد التي هي بمجملها مواد أساسية ، لذلك نحن بحاجة إلى النهوض بالصناعة الوطنية والزراعة المحلية لنحقق الاكتفاء الذاتي الذي يمكننا من الانتفاع بالورقة التجارية في حربنا مع الكيان الصهيوني أو مع أعداء الإسلام، وينصرف هذا الأمر على المقاطعة السياسية فان العراق في آخر انتخابات له قاطعها أكثر من ثمانين بالمائة من أبناء الشعب ممن يحق لهم التصويت، لأنهم غير مقتنعين بمن سيترشح لشغل عضوية مجلس النواب، لكن ماذا حصل هل حققت المقاطعة أهدافها، بلا أدنى شك إنها لم تحقق أهداف المقاطعين، وإنما عززت من وجود غير المرغوب فيهم شعبياً لان من صوت لهم هم أتباعهم وأنصارهم الذين يشكلون الأقلية من أبناء الشعب، مما مكنهم من الاستمرار في نهجهم الذي أدى الى انحدار الأوضاع في العراق إلى شفير الهاوية، والسبب يكمن في عدم وجود بدائل واليات انتخابية تمكن المقاطع من معاقبة من يقاطعه، حيث لا يمكن إلغاء النتائج لعدم وجود نسبة تمثل الحد الأدنى للمشاركة الانتخابية ، كذلك لا توجد قوانين انتخابية تمنح المواطن فرصة لتوجيه صوته نحو الشخص الذي يراه مناسباً، وبذلك فان المقاطعة لم تحقق سوى نتائج عكسية وسلبية، مما يدعونا إلى الإصرار على الهدف بتغيير آليات الانتخابات وإيجاد البديل بما يمكن المواطن من توجي صوته نحو من يريد أن يمثله، لا أن يوجه أو يجير على خلاف إرادته ورغبته.
قاضي متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلاق الزوجة لنفسها (التفويض) هل يكون بائن أم رجعي في ضوء تطب ...
- نقص الاعضاء في المحكمة الاتحادية العليا هل يقف عائقا امام ال ...
- الارهاب والدين
- الالتزام والثبات على المبادئ
- القانون المدني العراق والاحتفاء بذكرى صدوره
- الموظف في خدمة المواطن
- هل تخضع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لأحكام الملكية المعنوي ...
- لماذا نقيم الشعائر في ذكرى ثورة الإمام الحسين عليه السلام؟
- هل ينتقل الشرط الجزائي في العقد إلى الورثة؟
- أسباب تعطيل القانون النافذ وعدم تطبيقه (القرار 141 لسنة 2002 ...
- مراكز البحوث والدراسات وأهميتها في معالجة الأزمات في العراق
- الحق الدستوري للمواطن في الرعاية الصحية
- حل مجلس النواب بواسطة السلطة التنفيذية ومبدأ التوازن بين الس ...
- هل يجوز توقيف البريء؟
- السياسة الجنائية تجاه جريمة التسول
- من هي الجهة المختصة بتفسير النصوص القانونية؟
- بدر شاكر السياب والتعليق على الأحكام القضائية
- حق المواطن في معرفة مصير أمواله -قانون رسم بناء المدارس إنمو ...
- الراتب التقاعدي هل هو تعويض أم التزام تعاقدي؟
- دار الظالم والفاسد مآلها الخراب


المزيد.....




- مسؤول يتحدث عن مشروع ضخم للحبوب الروسية في الإمارات
- سناتور روسي: القوى الاقتصادية الجديدة ستغير الوضع الجيوسياسي ...
- -روساتوم- تسجل إيرادات قياسية في 2023
- شركات عالمية تتنافس على 30 مشروعا للطاقة في العراق.. ما أهمي ...
- تويوتا تحقق مستويات إنتاج ومبيعات قياسية
- الين بأدنى مستوى في 34 عاما وبنك اليابان المركزي يتدخل
- دراسة تحدد سلعة التصدير الرئيسية من الهند إلى روسيا
- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سالم روضان الموسوي - المقاطعة التجارية والسياسية هل نفعت العرب؟