أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الدولة الكنافقة














المزيد.....

الدولة الكنافقة


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 30 - 23:36
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


الدولة المنافقة
إن مفهوم الدولة على وفق ما عرفه فقهاء القانون الدستوري بأنها (بأنها جماعة مستقلة من الأفراد يعيشون بصفة مستمرة على أرض معينة، بينهم طبقة حاكمة وأخرى محكومة)، ومن هذا التعريف نجد إن من يدير الدولة هي الطبقة الحاكمة، وهذه الطبقة هي من تمثل الدولة أمام الشعب لان المادة (47) من القانون المدني العراقي رقم40 سنة 1951 المعدل قد اعتبرت الدولة من الأشخاص المعنوية ولها من يمثلها ، والدولة العراقية وعلى وفق ما وصفها الدستور العراقي في المادة (1) بأنها (دولةٌ اتحاديةٌ واحدةٌ مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ(برلمان) ديمقراطيٌ) ويتم إدارتها عبر ثلاث سلطات اتحادية (التشريعية ، التنفيذية والقضائية) على وفق أحكام المادة (47) فضلاً عن إقليم كردستان القائم حالياً، وهذه السلطات لها من يعبر عنها وهم رؤسائها وأعضائها والعاملين فيها، والذين منحوا صلاحيات التحكم برقاب المواطنين فهم من يحدد مقدار ما يجب أن يحصل الفرد عليه من واردات الدولة وهم من يسلب المواطن أمواله بعنوان استقطاع وضرائب ومنهم من يحكم بموت الإنسان وتقييد حريته ومنهم من يقمعه برعاية القانون وغيرها من الأمور السائدة الآن، وحيث إن هؤلاء (أعضاء الطبقة الحاكمة) ملزمون بحكم الدستور بان يوفوا بالتزامات الدولة تجاه المواطن التي وردت في الدستور وأصبحت حقوق دستورية للمواطن تجاه التزامات الدولة ومنها على سبيل المثال التزام الدولة بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله الوارد في المادة (7/ثانياً) من الدستور، والتزامها بتكافؤ الفرص الوارد في المادة (16) من الدستور، والتزامها بالإصلاح الاقتصادي الوارد في المادة (25) من الدستور، وتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات الوارد في المادة ( 26) من الدستور، والتزامها بحماية الأسرة والفرد وتوفير الضمان الاجتماعي وحياة عيش كريمة للمواطن الواردة في المادة (30) من الدستور، والتزامها برعاية المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة الوارد في المادة (32) من الدستور، والتزامها بتوفير التعليم للمواطن الوارد في المادة (34) من الدستور والتزامها بحرية المواطن وعدم قمعه الواردة في المواد (37، 38) من الدستور، والتزامها بتوفير المحاكمة العادلة للمواطن وضمان استقلال القضاء وتوفير وسائل الدفاع عن المتهم على وفق ما ورد في المادة (19) من الدستور، والتزامها بحماية الأموال العامة والحفاظ عليها وإدارتها الوارد في المادة (27) من الدستور، وهذه الالتزامات وغيرها واجب على من يمثلون الدولة وهم الطبقة الحاكمة، وعندما يسعى هؤلاء لإشغال تلك المناصب التي تمثل مفاصل الدولة الأساسية وسلطاتها الثلاث نجدهم يرفعون شعارات النزاهة والاستقامة وتعهدهم بتوفير تلك الحقوق الدستورية ومن أهم ما يرفعه هؤلاء ويكثرون الكلام به في محافلهم وفي وسائل الإعلام عبارات النزاهة والعدالة وتوزيع الثروة العادل وحماية امن المواطن، لكن عندما يختلي بعضهم إلى أقرانه من شياطين الفساد يختلف طرحه عن أي قول أعلنه للعموم، ويعمل للحصول على اكبر قدر من المنافع الشخصية والفئوية، ويجتهدون في إيجاد السبل في تقنين سرقات المال العام، ومحاولة الوقاية من المحاسبة القانونية والشعبية، وهذا الحوار والعمل المخفي عن الجمهور والذي يستدل عليه بآثاره الواضحة في سيماهم وأفعالهم ومنها امتلاء الجيوب والأرصدة في الداخل والخارج والأملاك التي استباحوها وسرقوها من المال العام، حيث ان احدهم يأتي من دار في حي شعبي فيصبح من أصحاب الأملاك في مراكز المدن أو في الخارج ، وبما إن هذا الحال هو الاختلاف بين ما يعلنون وما يضمرون أو يسترون به القول ، فانه لاشك هو النفاق بعينه، لان فقهاء الشريعة وعلماء الاجتماع وأهل اللغة يجمعون على إن النفاق هو (التظاهر بإتباع الفضيلة والأخلاق الحسنة الحميدة وإضمار السمة والنزعات الحقيقية للشخصية المنطوية على غير الظاهر منها. يكثر استخدام النفاق في إطار الأخلاقيات والأديان والسياسة وهو أمر منبوذ، وهو عكس الإخلاص.) وطالما هؤلاء هم من يمثلون الدولة فان هذه السمة تنعكس عليها فتصبح الدولة دولة منافقة بدلاً من دولة حامية للحقوق، لكن هل هذه الصفة لصيقة بالدولة ؟ الجواب كلا لان هؤلاء الأشخاص المتمسكين بأهداب القانون لتمرير أجنداتهم والقابضين على كل السلطات سوف يذهبون وتبقى الدولة قائمة مثلما ذهب أسلافهم ومن كان أعتى منهم واشد قسوة، وحتمية الزوال قائمة لان التاريخ يحدثنا عن ذلك ويصور لنا وسائل الزوال المختلفة ومنها من حيث لا يحتسب الفاسد وغيره، واهم عنصر في تنقية الدولة وزوال الفاسدين منها هو عنصر الشباب الواعي المتصدي لهم بإتباع كل السبل الدستورية والقانونية، والفاضح لفسادهم وسوء إدارتهم مهما نكلوا به سواء عبر القانون او بغيره، وفي ما قدمه الشباب خلال السنوات الماضية ما يعزز هذا الأمل في إن هؤلاء الفتية أمل الأمة وطوق نجاتها. لان هؤلاء الفاسدين القابضين على السلطة والذين تلطخت ضمائرهم قبل أيديهم برذيلة الفساد لا يمكن أن يكونوا مصلحين وسوف يهبطون من علياء المناصب إلى أدنى درك الخذلان وان مآل فسادهم إلى كساد وكما وصفهم الشاعر أبو الفتح البستي بقوله :
كُلُّ صُعودٍ إلى هُبوطِ ..... كُلُّ نفَاقٍ إلى كَسادِ
كيفَ تُرجى صلاحُ حالٍ .. في عالَمِ الكَونِ والفَسادِ
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نوادر أحكام قضاء الأحوال الشخصية في العراق (هل يفسخ النكا ...
- هل يجوز رجوع الشاهد عن شهادته في الدعوى الجزائية؟
- عدم إجراء الانتخابات المبكرة .... السيناريو المحتمل
- هل يجوز أداء الشهادة دون حلف اليمين؟
- مَّن يفسر الحكم القضائي؟
- الخط الوهمي للنزاهة
- النظام القانوني لإنشاء صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي (في ض ...
- المحكمة الاتحادية العليا مستقلة مالياً وإدارياً بموجب الدستو ...
- قانون مكافحة الجرائم الالكترونية والقلق المشروع
- مغذيات العنف الأسري (القانون والتطبيقات القضائية إنموذجاً)
- تعديل القوانين بين مزاج المشرع وضرورة التشريع
- المقاطعة التجارية والسياسية هل نفعت العرب؟
- طلاق الزوجة لنفسها (التفويض) هل يكون بائن أم رجعي في ضوء تطب ...
- نقص الاعضاء في المحكمة الاتحادية العليا هل يقف عائقا امام ال ...
- الارهاب والدين
- الالتزام والثبات على المبادئ
- القانون المدني العراق والاحتفاء بذكرى صدوره
- الموظف في خدمة المواطن
- هل تخضع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لأحكام الملكية المعنوي ...
- لماذا نقيم الشعائر في ذكرى ثورة الإمام الحسين عليه السلام؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الدولة الكنافقة