أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - ليبيا والإختيار الإجباري














المزيد.....

ليبيا والإختيار الإجباري


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6819 - 2021 / 2 / 20 - 14:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كارثة فبراير المجيدة
2 - الإختيار الإجباري
لقد رفضنا هذا الإعلان الدستوري منذ صدوره لأسباب أيديولوجية وإجتماعية ولأسباب تتعلق بظروف صياغته وكذلك من ناحية توقيته. فنحن نرفض أن يكون الإسلام مصدر تشريع القوانين في ليبيا، لا نريد بلادنا يتحكم فيها الشيوخ والفقهاء والمهووسين بالغيب، وهو غير مقبول ثانيا لأن الشعب الليبي لم يخول هذا المجلس لإصدار مثل هذا الإعلان الدستوري. وهو غير مقبول ثالثا لأننا نرفض أن تكون لليبيا هوية مزيفة أحادية مبنية على أساس عرقي لغوي أو جهوي أو ديني. وهذا الإعلان غير مقبول رابعا لأننا نرفض أن تكون ليبيا مزرعة للرأسمالية العالمية وللبرجوازية الليبية يتحكم فيها البنك الدولي دون إستشارة الشعب الليبي. وخامسا رفضنا هذا الإعلان الدستوري لأننا نعتقد أن المجلس يجب يعمل في ذلك الوقت من أجل مساندة الثوار على الجبهة ومساندة الليبيين المهجرين اللذين يعيشون في الخيام في ليبيا وفي تونس وأن الوقت ليس وقت مناورات سياسية من الدرجة الثالثة في هذه الفترة التي يدفع العشرات والمئات من الليبيين يوميا حياتهم ثمنا من أجل الحرية الحقيقية وليس من أجل حرية الإستثمار.
غير أنه منذ إستيلاء الجناح اليميني الإسلامي للنظام السابق على السلطة، بادرت هذه الفئة الرجعية في تنفيذ مجموعة من الإختيارات الأيديولوجية الحيوية بدون إستشارة المجتمع ولو بطريقة صورية، أو حتى التظاهر بالإستشارة الديموقراطية.
١ - منذ البداية، فرضت الدول الرأسمالية والقوى الإمبريالية المتدخلة في ليبيا طبيعة النظام الذي سيحل محل النظام القائم، أي فرض نظام الإنتخابات البرلمانية وتعيين ممثلين عن الشعب ممن يمكن التعامل معهم ومساومتهم كما هو الحال في أفريقيا وأغلب دول العالم المتخلف. حيث يعلمون جيدا إستحالة تحقيق التمثيل الحقيقي واستحالة ديموقراطية برلمانية سليمة في مجتمع يخلو من الأحزاب السياسية ويعاني من الأمية السياسية وتسيطر عليه الأفكار الخرافية وتتحكم فيه الجماعات الدينية. فاعتبار النظام البرلماني هو البديل الوحيد الملائم للمجتمع الليبي، يعتبر خيارا إعتباطيا ولا يتفق مع الواقع الليبي، ولكنه يعبر عن خضوع الطبقة المسيطرة على ليبيا للبنك الدولي وللرأسمالية العالمية.
٢ إعتبار النظام الرأسمالي-الليبرالي هو النظام الإقتصادي الوحيد الملائم للمجتمع الليبي، مما سلم الإقتصاد الليبي إلى حفنة من التجار المستغلين والذين كونوا ثروات هائلة على حساب المواطن الليبي الذي بقي بطبيعة الحال في الطوابير الطويلة يغطي رأسه بقطعة من الكرتون لإتقاء الشمس الحارقة منتظرا راتبه أو الغاز والدقيق والحليب.
٣ إعتبار "هوية" المجتمع الليبي مقتصرة على "العروبة والإسلام" وإقصاء بقية المكونات الثقافية واللغوية أو إعتبارها مكونات ثانوية أو من الدرجة الثانية، يعتبر عملا شديد الخطورة ويجعل دماء المئات من الشهداء تذهب هدرا من أجل رؤية أيديولوجية وعنصرية وغير وطنية.
٤ - إختيار الرموز الوطنية الأساسية بدون إستناد إلى الواقع الليبي، وإنما العودة إلى النظام الملكي السابق بدون إستشارة المجتمع الليبي، مثل إختيار علم المملكة السنوسي الذي فرض على الثوار بواسطة الإعلام القطري من ناحية ومن قبل الإسلاميين الذين تكفلوا إقتصاديا بإغراق ليبيا بملايين الأمتار من هذا الرمز الإسلاموي. وزادوا على ذلك فرض النشيد الوطني الملكي السابق مع حذف الجزء الذي يمجد الملك ويطلب من الله الإطالة في عمره المديد.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجري السمكة من محطة لمحطة
- ليبيا : كارثة فبراير المجيدة
- الدال والمدلول وما بينهما
- علاقة اللغة بالأشياء
- هل كلمة -كلب- تنبح ؟
- الحرف الأول
- الحرب ضد العدم
- الآلة والدولار والزمن
- إصطياد الزمن
- طعم الكارثة
- العدمية والثورة
- العدمية وأخلاق العبيد
- الرجل والملح
- الجهادية ليست حركة عدمية
- ضجيج الأشياء
- ميلانكوليا
- السلطة والمال والكينونة
- خلق الله الأنف لحمل النظارات ..
- معنى الحياة والموت
- قذارة البشر .. والآلهة


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - ليبيا والإختيار الإجباري