أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - التعليم في حضارة الأزتك














المزيد.....

التعليم في حضارة الأزتك


وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)


الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 19:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حَرص آباء الأزتك وأمهاتهم منذ لحظة الولادة، على تجنيب أبنائهم من أن يكونوا "أشجار غير مثمرة"، وأن يكونوا، عوضا عن ذلك، مواطنين منتجين. وقد آمنوا بأن الرضع معرضون لمخاطر كبيرة، وأنهم عرضة للهجوم من جهات طبيعية أو خارقة للطبيعة. وفي الواقع، عد صغار الأطفال، ممن لم يأكلوا بعد الذرة، كائنات نقية يعني أنهم بدأوا في استهلاك فاكهة الأرض ومزروعات نمت بفضل جهود إنسانية، (كذلك اختزان قوى الموت لأن شيئا ما قتل من أجل تغذيتهم)، حتى يصبح التعليم مفتاح اكتساب القوة والمعرفة كي يصبحوا، في يوم ما، جزءا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع. وهكذا تلقي الأزتك نوعي التعليم العام والخاص، من الأبوين والكهنة والمعلمين، ومن أفراد آخرين في المجتمع من خلال عدة وسائل وهيئات تعليمية.
وقد اعتاد الأزتك على وضع خطة مبكرة لتعليم أبنائهم، وكانت تبدأ، بعد عشرين يوما من الولادة. وفي ذلك الوقت، كان الأبوان يختاران نوع التعليم الذي يريدان لطفلهما اكتسابه، ومن ثم يأخذانه إلى المعبد، أو المدرسة المناسبة. وكان أبوا الطفل المقبل على دراسة الكهانة، يحملان الهدايا من عباءات ومآزر وأغذية إلى الكهنة في "الكالميكاك" أي المدارس، حيث يقدم الطفل. ثم تُتلى الصلاة التالية:
سيدنا، سيد القريب والحميم، إن الطفل ملكٌ لك، إنه ابنك المجيد، إننا نضعه تحت امرتك، وفي ظل حمايتك إلى جانب أطفال مجيدين آخرين، لأنك ستعلمهم وتثقفهم، وتعدهم كي يصبحوا صقورا ونمورا في خدمة أمنا وأبينا، إننا نكرسه لخدمتك وخدمة الآلهة الآخرين.
وكان الأزتك يصدقون على الاتفاق الذي تم بين الأسرة والآلهة والمعبد بواسطة نقوش تطبع على أجساد الصغار. وقد عدت تلك العلامات الجسدية بمثابة إشارات مرئية للتحول الروحي. وكانت الشفة السفلى للصغار تُشق وتزرع داخلها جوهرة. كما تتعرض الفتيات الصغيرات عند إلحاقهن بالمدارس الدينية، لجروح صغيرة في مناطق الصدر والوركين. وكانت تلك الثقوب أو الشقوق الصغيرة تعد رمزا لاستهلال عملية تعليمية تدوم مدى العمر ويكسبن منها عيشهن.
وهكذا تعيد تلك الصلاة تثبيت كل ما عرفه أولياء الأمور، وما يتطلب من الأطفال تعلمه، وهو أن آباءهم وأمهاتهم الحقيقين هم الآلهة، وأن الأفراد العاديين مطالبون بالتواصل مع الآلهة والجماعة في المجتمع، وأن التعليم هو مفتاح التحول من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ومسؤولياتها، كي يصبحوا "أشجارا مثمرة"، وقد ضمنت هذه الطقوس أن تترافق التحولات الجسدية مع التحولات الروحية طوال حياتهم.



#وديع_بكيطة (هاشتاغ)       Bekkita_Ouadie#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشطة النزوح القسري
- عيد البصل
- العيد عند الهنود الحمر
- العيد الروماني
- عيد -كاذي-
- العبادة الفلسفية: العيد الرابع
- جمالية ورَمزية زَوايا النَظر رقشٌ ب» ذاكرة الأسامي « للقاص م ...
- العبادة الفلسفية
- مَوسِم آخِتْ. قراءة في ديوان - مخطوط أكتو- للشاعر سعيد هادف.
- التربية والتعليم
- التربية والدعاية
- تاريخ المدرسة: أوميا
- تاريخ المدرسة
- اللعب: لعبة الورق المقوى
- طقس الشاي
- رَّقْشٌ على كتاب -سوسيولوجيا الجسد-


المزيد.....




- رجل يعتدي بوحشية على طفل أفغاني ويطرحه أرضًا في مطار موسكو
- توقيف طبيب نفسي مغربي بشبهة الاعتداء الجنسي على مريضاته وتصو ...
- كيف يقضي طيارو المقاتلة B2 عشرات الساعات داخل قمرة القيادة؟ ...
- ماذا نعرف عن صناعة كسوة الكعبة؟
- وزير الدفاع الأميركي: تسريب التقرير الاستخباراتي هدفه التشكي ...
- مستذكرًا تجربة الاتحاد السوفيتي.. وزير بولندي: هكذا يمكن إسق ...
- قتلى وجرحى ودمار واسع خلفته غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ ب ...
- شرق ألمانيا: تطرف الشباب أو حين تصبح -تحية هتلر- عرفا مدرسيا ...
- مرسيدس تختبر أقوى سيارة كهربائية فائقة السرعة!
- القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - التعليم في حضارة الأزتك