أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - العبادة الفلسفية: العيد الرابع














المزيد.....

العبادة الفلسفية: العيد الرابع


وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)


الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 17:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يوجد عيد رابع يضاف إلى الأعياد الثلاثة في العبادة الفلسفية الإلهية، والتي كان الفلاسفة القدماء والأجلة العلماء من اليونانيين، يأخذون فيها أولادهم وتلامذتهم للعبادة، يتناهى في هذا العيد طول الليل وقِصَرُ النهار، ويأخذ الليل في النقصان، والنهار في الزيادة، وينصرفُ الخريف، ويدخل الشتاء ويشتد البرد، ويسخن الهواء، ويتساقط ورق الشجر، ويموت أكثر النبات، وتنحجر الحيوانات في أعماق الأرض وكهوف الجبال من شدة البرد. فإذا كثرت الأنداء ونشأت الغيوم، وأظلم الهواء، وكلح وجه الزمان، هزلت البهائم وضعفت قوى الأبدان، ومُنِعَ الناسُ التصرُفَ والاجتماع بعضُهم من بعض، ويُمِرُ عيش أكثر الحيوان. وكانت الحكماء تتخذ هذا اليوم يوم حزن وكآبة وندم واستغفار، وكانوا يصومونه ولا يُفطرون فيه.
وأمثال هذه الأعياد الأربعة ذكرت ووصفت في الزمان بالحركات الفلكية ومُوجبات أحكام النجوم وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء. وفي الشريعة الفلسفية نزول الشمس الحَمَلَ والسرطانَ والميزانَ والجَديَ. وفي الصورة الإنسانية أيامُ الصبا وأيام الشباب وأيام الكهولة وأيام آخر العمر، به ذهاب الشخص ومفارقة الجسم للنفس ولذلك يبكي عليه. وفي الشريعة الإسلامية عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الغدير ويوم المصيبة به، أي موت النبي.
وإذا أنعمت النظر إلى أعياد الشريعة الإسلامية وجدتها موافقة للأعياد الفلسفية، ذلك أن النبي محمد (ص)، سَنَ لأمته شريعته ثلاثة أعياد: فالأول منها يوم عيد الفطر وهو أعظم فرح يكون بخروج الناس من شدة الصوم إلى الفطر كفرح أهل الأرض بقدوم الربيع والخصب بعد ذهاب الشتاء. ثم عيد الأضحى وهو يوم تعب ونَصب لأنه يوم الحج، فيكون الوفد الشرعي فيه شعثاً غُبراً، ويحتاج فيه إلى إراقة الدم، ويكون فَرَحاً ممزوجاً بغم ونصب، فيكون الفرح دون الفرح الأول كفرح الفلاسفة بالعيد الثاني من سنتهم، إذ كانوا يستقبلون الهجير والرَمضاء والسمائم وشدة الصيف.
واليوم الثالث في السنة الشرعية يوم وصيته عند انصرافه من حجة الوَداع بغدير خُم، وفرحه ممزوج، لأنه خالط ذلك بنكث وغدر مُوافقاً للعيد الثالث الفلسفي المتقلب فيه الزمان من الصيف إلى الخريف، فتناهى حالُ الثمار وأخذها في النقصان والجفاف.
واليوم الرابع هو يوم الحزن والكآبة، فهو يوم قُبضت فيه روح النبي، وإن كان عيداً له لما وعده ربه تعالى بقوله: وللآخرة خير لك من الأولى" فهو بانتقاله إلى جِوارِ الله وكريم فنائه عيدٌ له، غير أنه مَشبوبٌ بمصاب أمته وانقطاع الوحي وفقدهم شخصه الكريم.



#وديع_بكيطة (هاشتاغ)       Bekkita_Ouadie#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمالية ورَمزية زَوايا النَظر رقشٌ ب» ذاكرة الأسامي « للقاص م ...
- العبادة الفلسفية
- مَوسِم آخِتْ. قراءة في ديوان - مخطوط أكتو- للشاعر سعيد هادف.
- التربية والتعليم
- التربية والدعاية
- تاريخ المدرسة: أوميا
- تاريخ المدرسة
- اللعب: لعبة الورق المقوى
- طقس الشاي
- رَّقْشٌ على كتاب -سوسيولوجيا الجسد-


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - العبادة الفلسفية: العيد الرابع