أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الرجعية البرجوازية في الفكر المثالي














المزيد.....

الرجعية البرجوازية في الفكر المثالي


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 10 - 12:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من ملاحظاتي للكتاب الليبراليين واصحاب الفلسفة المثالية انهم يُركزيون على ميزة التجريد التي حظي بها الانسان على سائر الحيوانات ، وسبب وجود الجانب الخلاق للعقل البشري ، ووجود الفن والشعر والنحت والتي سبقت العلوم التطبقية كعلم الهندسة والفلق كما في الحضارة الفرعونية ، لاثبات اولوية العقل على المادة ، وان الوعي والثقافه هما اساس التطور ، وهم بذلك لا يختلفون عن الاديان باي شيء . الحضارة حسب تعريف سيد قطب وهو مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حيث يقول " ما نعطيه للبشري من تصورات ومفاهيم ومبادئ وقيم تصلح لقيادة البشرية وتسمح لها بالنمو والرقي الحقيقيين، النمو والرقي للعنصر الإنساني والقيم الإنسانية وللحياة الإنسانية " ، بينما يعرف الحضارة الفيلسوف والمؤرخ الامريكي وليام ديورانت بقوله : " انها نظام اجتماعي يعين الإنسان على زيادة انتاجه الثقافي بعناصر أربعة : الموارد الاقتصادية ، النظم السياسية ، العقائد الخلقية و متابعة العلوم والفنون".

من خلال التعريفين نلاحظ ان المفهوم الاسلامي للحضارة يعطي سبق الانتاج الفكري على المادي وهو بذلك يلتقي مع اليبراليين .
ان الفلسفة الماركسيه ربطت في وحدة جدلية بين النظرية والممارسة ، والواقع التاريخي والاجتماعي للبشر ليس الا فعلهم فيه وعملهم التحويلي له ، حيث تعطي الاولويه لاي فعل للمعرفه وليس للتامل .
ان المادية التاريخية تقول ان على على المجتمع البشري ان ينتج لكي يبقى على قيد الحياه ان انتاج وسائل العيش هو الشرط المسبق لكل تنظيم او نشاط اجتماعي اكثر تعقيدا.
الماديه التاريخيه ترى ان الطرق التي ينظم بها المجتمع وسايل عيشه ، وانتاجه المادي ، تراها هي اساس ومنشا كل النظم الاجتماعيه عبر التاريخ لكل العصور ، وهذا الاساس هو القاعدة للانشطة الاخرى ، ادارة ، علم ، قوانين ، اخلاق ، انتاج فكري ، دين ....الخ .
ولا ثقول الماديه التاريخيه ان العلاقه بين البنيه الفوقيه والتحتيه هي علاقه ميكانيكيه كما يتصورها البعض ، بل هي علاقه جدليه دياليكتيكيه بين كلا المكونين ، ودور كل منهما في تهيئه الاخر ، في ظروف شديدة التعقيد ، اي ان البنيه الفوقيه لا تتبع بصورة ميكانيكيه علاقات الانتاج ، لكن لن تتحقق باستقلال عنها .
لكن ما سبب وجود الجانب الخلاق للعقل البشري؟ هذا السؤال يُلح علية المثاليون لدعم فلسفتهم ، فهم يقولون " ما دافع جاوس في اكتشاف الاعداد الخيالية؟ وما هدف اينشتاين في التفكير بالنسبية؟ الاجابة حسب منظورهم ليس مادي ، بل عقلي ، لكن عليهم اولا اجابة السؤال التالي؟ فلو وضعنا اينشتاين كعالم مثلا وعبقري في دول فقيرة من دول العالم الثالث هل كان سيكتشف قانون النسبية ؟؟ كلا ، اذا الواقع الاجتماعي الذي وجد فيه اينشتاين هو السبب الرئيسي في جعله يكتشف هذا القانون وهذا ينطبق على جميع العلماء المعروفين من نيوتن الى ادسون ...الخ ، ولم لا يوجد مكتشف واحد في دول العالم الثالث ؟رغم وجو العديد من العباقرة ولكنهم لم يساهمو ا في شي او في اي اكتشاف الا اذا هاجرور لدول العالم المتطور؟
ان العناصر الاساسية و العلمية للحضارة- إلا وهو العمل للبشر في الطبيعة و المجتمع ومن ثم استخدام العلوم و مع تطور شكل العلاقات الانتاجية و شكل السلطة و الدولة و منها السلطة الرأسمالية التي استندت على استغلال العلوم في تطوير الانتاج ,وللأسف فقط الانتاج و الارباح و ليس الاعتراف بالفكر العلمي- الماركسي- لتطوير حياة البشرية نحو قبول فكرة المادة تسبق الوعي و حتى قبول فكرة نظرية دارون و نسف كل الموروث الخرافي في الطرد من الجنة لآدم و حواء , أي الرأسمالية تنتقي ما تريده من العلم لمصالحها الطبقية و تنبذ العلمية التي تؤدي إلى نقض نظامهاو فلسفتها و بناة افكارها البغيضة التي تؤدي إلى تخريب حياة البشر العقلية و لتحل الخرافة و حتى ليس الفلسفة المثالية مما يؤدي لحضور الحروب الاستعمارية و حسب توصيف نؤام جومسكي . ان الواقع والمعطيات المادية هي التي تجعل أماكنية ظهور الابداع الفكري و العلمي و بزوغ العالم ,الحضارات التي شهدتها البشرية من سومرية و فرعونية و حتى عربية اسلامية و بجهد كل العلماء السابقين,أدت لتأسس الواقع المادي لظهور آينشتاين في بلد متطور علمياً و رأسماليا ليقدم و يسهم بالحضارة الحالية.
من هنا نكتشف ان مقاولة ماركس العلمية هي الصحيحة ، وعلى اساسها انفصل الفلاسفة بين ماديين ومثاليين ، واللبيراليون والبرجوازيون هم في المعسكر المثالي وبالتالي هم لا يختلفون عن الحركات الدينية بمختلف تصنفاتها وفروعها.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الماركسية!The Future of Marxism
- حول فائض القيمة!
- الواقع المادي من يحدد مستوى التطور البشري!
- تأملات في الاقتصاد السياسي!
- ثبات معدل الربح!
- ماركس ما زال حياً!
- هل ممكن تخطي الراسمالية!
- الحجاب!!
- الوعي!
- امريكا تتقوى بالٌّدين!
- الارادة واهميتها في حياة البشر!
- الخدمات !
- هل الماركسي ملحدا!
- دفاعاً عن المادية!
- امتلاك المعرفة ام امتلاك الوعي!
- من يسبق الوعي أو الواقع؟
- منْ يسبق الوعي ام اللغة ؟
- نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية ...
- الارادة
- عقد جديد


المزيد.....




- كيف تصدّى المسلمون والشيوعيون لمحاولات طمس البوسنة؟
- ترامب ونتنياهو: عدُوَّان فتَّاكان للشعوب في الشرق الأوسط و ف ...
- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الرجعية البرجوازية في الفكر المثالي