أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - هجاءُ الأخِلّاء














المزيد.....

هجاءُ الأخِلّاء


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 9 - 14:52
المحور: كتابات ساخرة
    


(المقالة من وحي إجتماع مكتظ لمحته على تويتر: حيث هدد آباءٌ مسلمون بإخراج أبنائهم من مدرسة (باركفيلد) في (برمنغهام) إحتجاجاً على الترويج للمثلية الجنسية في المدرسة)!
لا وجعَ لنبضِ القلبِ إلّا في إثنتينِ جرّاءَ ريحٍ هوجاء، فترى النبضَ فيهما يغتَمُّ ويستاء،
وإذ ترى أناملَهُ تَشُطّ بحرفين من منكرِ الإنشاء، حينَ تَحطُّ على تلّةٍ غبراء، لتَخطَّ شطراً من هجاء في صفاتِ الزملاء، أو سطراً من رثاء في وفاةِ الأخلاء.
ما للنبضِ من مناص من ذينيك لا في الهجاء ولا في الرثاء، ومامن خلاصٍ له ببسماتٍ من كذبٍ يأطُّ بها في كنف الأصدقاء.
ماكان لنبضِ خافقي أن يُطيقَ تكلّفاً لتلطّفٍ معَ غريبٍ ليس بذي بقاء، أفيُحيقُ تزلّفاً بتعطّفٍ مع قريبٍ ذي صفاءٍ ونقاء!
وأنّى للنبض أن يهمسَ بملاطفةٍ جوفاء، أو بمداهنةٍ من خائنة عينٍ تُدهِنُ رابطَاً كان ذا إخاء، مع رفقاء هجرونا غرباً، فَلَسَعَنا هجرُهم بأسواطِ فراقٍ حمقاء.
لن أداهنَ خِلّاً ولا صاحباً ولا حتى عابرَ سبيلٍ بالجنبِ، لن أفعلَها ولن أشاء.
لا خسرانَ يعدلُ خسران أخلّاء أوفياء.

إذاً يا خِلُّ..
لا تهدّدْ “برمنغهام” ولا تحتجّ عليها، وقد رضيتَ أن تُفارقَ طوعاً لمساتِ الطهر الى حيث الغثاء والبغاء،
وتماحقَ قسماتِ “حجي برهان” ونسماتِ هلالِ “رمضان” ذي البهاء، لتلاحقَ رَسَماتِ ألواحِ تزلّجٍ وثلوجٍ في شتاء،
وترافقَ بَسَماتِ دلوعةٍ ذاتِ عيونٍِ زرقاء، وتواثقَ جلساتِ سمرٍ شقراء في مساء, وتعانقَ كأساً في ليالٍ حمراء.
كنتُ أراكَ قد جُنِنّتَ لمّا ظننّتَ أنَّ بلادَنا بلادَ العُربِ ضراء، نكراء، عرجاء ورعناء، وأراك كيف زجرتنا متأفِّفاً مما نحن فيه من ظلماتِ ظُلمٍ وبلاء،
فهجرتنا مستنكفاً من ضيق عيشٍ بازدراء، لتعتكفَ في زيزفون الغرب وما حوى من بهاء، وما ضوى من ماءٍ و(نتٍّ) وكهرباء، وما زوى من خضرةٍ وثلوجٍ ونضرةٍ وهناء.
إذاً..
فأتلِفْ وتآلفْ مع قانون مثليتهم وعش معه عيش الخلطاء. كأنّي بكَ لم تعلم أنّ أحقابَهم كلها كانت ضدّاً وندّاً لما وصّى به رسل وأنبياء؟
والحقّ أقولُ:
لا يحقُّ لأحدٍ في ديارِ قومٍ إن كان فيها من الغرباء، أن يعترضَ سبلَ عيش إرتضوه، وهو فيهم لاجئ من النزلاء؟
ما خدعوك القوم بعيشهم، وما صدعوك بأنهم تقاةٌ أولياء. هو العيشُ عيشُهم وكما ابتغيت أنتَ مفصّلاً لعيش السعداء.
وإنسَ ولتنسَ ذريتك قانوناً نزل ذات فجرٍ من السماء؛
{ قِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}عن أهليهم وعن عهدهم والوفاء؟
وهذي صَبيّتُك تدفعُ الآن ثمن الهروب وذاك الغروب وذاك الولاء،
ولاخيارَ لك إلا أن تمكثَ سَرِيَّاً بأنينك في دروبهم والبقاء،
ولا ضير أن تبعث لنا بزخرفٍ من صورٍ توحي بعيش الامراء، بينما أنت مَجمَعٌ من أشلاء، مدمعٌ في هباء، ومقطعٌ من بؤسٍ في رواياتِ البؤساء.
إدفعْ..
إدفع الثمن -يا خِلُّ- باهضاً على مافرطت بصمت وخفاء، وذاك -لعمري-هوَ الشقاء في بطنِ الشقاء, وهو العواء في وطن الغثاء، وذلك هو ليَ ولكَ خسران مبين، وحُقَّ لكلينا الوجعُ والبكاء.
ألا ليتك -ياخِلُّ- تنهضُ فتَكِّرُّ عَودَاً الى أحضان الضاد وكيفهِ والسناء.
ألا ليتكَ -ياخِلُّ- تنفضُ فتفِّرُّ من قعر الوباء وزيفهِ والهراء، فتلفظُ عنك لباس كل كرب وبلاء.

ألا ليتَ قومي يعلمون بثمنٍ باهظٍ يدفعهُ كلُّ غريبِ دارٍ بصمتٍ وخفاء، ودون شكوى منه ولا نداء ولاجدوى من إستياء،
ولو علموا لما هَجَرَ مواطنٌ موطنَهُ، لاعلماؤه منهم ولاجهلاؤه على سواء، بل ولا حتى الأغبياء.

يبدو أنّ هجائي سيطيحُ برؤوسِ أصدقائي فأفقدهم على غليظ قولٍ مني بغباء! رغم أن نبضي يفتقدهم وإذ كانوا معيَ (حلوينَ) وكانوا حقّاً لطفاء كرماء، ظرفاء وأوفياء .
وما زالــــــوا في مقلتيَّ حلويـن وأوفياء وأعزاء، بيد أن لساني! واهٍ من لساني!
لعلّهُ رَضَعَ خِلسةً مع صغير حرباء!
لساني لسانُ لا يستقطبُ إلا الجفاء، ولايسترطبُ إلا هجاءَ الأخلاء.
أنا منه براء .



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زفرةٌ معَ أبي العَتاهية
- تَفصيلٌ‮ لرحلَتي‮ حَجٍّ‮ غَيرِ مبرورٍ
- طُرفةُ صَديقتي الخَالة
- * إتيكيتُ ذي السيجارةِ *
- القُدسُ!
- أَفَحقاً يَتَعامَلُ الإلهُ بالآجل؟
- ( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )
- (نصف سي سي)
- *القصفُ : سَأَلَنِي فطَأطَأتُ بِلا جَوَاب! *
- أفحقّاً يتعاملُ إلهُنا ب (الرِّشوة) !
- *وإذ نحنُ حَولَ مائِدَتِنا قُعودٌ*
- كيلا تَخلُوَ الأكمامُ مِن ثَمَراتِها
- (وَكُلٌّ مُغرَمٌ بِلَيلَاهُ يَاحَمدَانَ)!
- *حقائق الخطى*
- ** حدقة السعادة **
- -خدودُ البرتقالةِ المفقودة-
- المسيو-ماكرون- وجدّتي المُدام:-نونة-
- * حبيبتي : إنتِصار*
- حتى أنت يازول!
- إنَّهُ خَليلي : نَبَاتُ الصّبَّار


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - هجاءُ الأخِلّاء