أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - الرَّئِيس يَلْتَجِئ إِلَى ʺالمَعَرِّيʺ... وَ مَنْ غَيْرُ ʺالمَعَرِّيʺ سَيُخَفِّفْ عَنْهُ وَ يُوَاسِيهْ!!














المزيد.....

الرَّئِيس يَلْتَجِئ إِلَى ʺالمَعَرِّيʺ... وَ مَنْ غَيْرُ ʺالمَعَرِّيʺ سَيُخَفِّفْ عَنْهُ وَ يُوَاسِيهْ!!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 9 - 14:50
المحور: الادب والفن
    


إذا كان سياسيو تونس في هذا الزمان قد نجحوا في شيء، في ظل فشلهم الذّريع في خدمة البلاد، فهو نجاحهم في خذلان الشّباب الحالم و صرفه عن الاهتمام بالشأن السياسي و الانخراط فيه بعد فورة الثورة و بداياتها الواعدة، و ذلك لما ظلّ يراه فيهم من تناقضات و تلاعب و مهاترات، قبل كل انتخابات و بعد كلّ انتخابات.
و في المقابل فإنّ، قيس سعيّد، قد توفّق، لوحده و بمداخلات قصيرة في جعل الشباب التونسي الهائم على وجهه اليوم، يلتفت للأدب العربي القديم و يسأل و يبحث عن شخصيات تاريخية و مصطلحات أدبية كʺالاخشيديʺ و ʺابن القارحʺ أو ʺزقفونةʺ التي وردت في ʺرسالة الغفرانʺ للمعرّي و التي استعملها الرّئيس في أحد لقاءاته الأخيرة للإشارة لشركائه في حكم تونس رأسي الحكومة و البرلمان الذين يسعون لفرض وزراء جدد عليه تشوبهم الشوائب مطالبين إيّاه بأن يتراجع عن موقفه المبدئي من الفاسدين و أن يقبل فقط... بأدائهم اليمين!! و لأنّ هذا الوضع لا تُحسد عليه تونس و لا يُحسد عليه الرّئيس الذي وجد نفسه يحكم مع شركاء هم في الأصل أعتى المعارضين، فقد التجأ الرّئيس ʺالوحيدʺ إلى ʺالمعرّيʺ...! و من غير ʺالمعرّيʺ يُخفف عنه مُصابه و يُواسيه!
ʺالمعرّيʺ أشهر الأدباء العرب و أرقّهم طبعا و أصدقهم حرفا، لا يمكن لمن قرأه و تعمّق فيه أن لا يتأثر به و يتماهى معه في تقلّباته و معاناته الطويلة. و يبدو الرّئيس مفتونا بالمعرّي و إلاّ لما ظلت ذاكرته حيّه بتفصيلات دقيقة من ʺرسالة الغفرانʺ،استنجد بها لوصف وضع بلده اليوم فكان نِعم الاستشهاد بالأدب الرّفيع الذي يحيا في القلوب فيدوم و يدوم. و هذه هي إحدى مناقب هذا الرّئيس الذي سيُحسب له يوما، و بعد انتهاء عهدته، أنه قد صالح هذا الجيل التونسي الضائع في مهبّ التجاذبات السياسية و المعرفية و الدينية، مع ماضيه الإبداعي و الأدبي فصارت مصطلحات أدبية قديمة، كانت إلى زمن قريب حكرا على هوّاة الأدب و مُدرّسيه، متداولة لدى الجمهور الواسع في الشارع و في الفضاء الافتراضي.
إنّها و لا شك الخطوة الأولى في رحلة الجيل الجديد نحو ماضيه لقراءته و التمعّن فيه و فرز الغشّ من الثمين فيه.
فشباب لا يقرأ ماضيه لا يمكن أن يُعَوَّلَ عليه.
لن يفهم هذا الشباب حقيقة أوجاعه و سبب ما يعانيه إلاّ إذا فهم تاريخه بكلّ ما فيه فلتكن اليوم بداية العودة إلى الوراء ليفهم الجيل الجديد، لماذا جرى لنا... كلّ ما جرى!
و إلى أن يعود للأدب العربي صولته، كما كان يوما، هذه رسالة كتبتها منذ سنوات لصاحب ʺرسالة الغفرانʺ، صديقي ʺأبو العلاءʺ الذي لم يكن يحبّ الدّنيا و لم يكن يحبّ النساء...!!
ʺدخلتُ على المعرّي في محبسه، فصاح: ماذا تُريدين؟؟؟
قلت: جئتُ لِأَرَاكْ.
قال: لا أُحِبُّ الدّنيا...لا أُحِبُّ النّساء.
قلت: لستُ امرأة.
قال: فماذا تَكُونِينْ؟
قلت: أنا مثلك...بَشَرٌ حَزِينْ.ʺ



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابشروا...إنه الربيع البشري
- بركات الوباء
- لا في الفناء...و لا في البقاء
- مرحبا بالوباء
- حضارة طالت ...و اليوم إلى زوال
- أحبّ أدوارهم...
- نحن المطلوبون...للموت
- الكوكب الأجرب !!!
- لِتَفْهَمُوا...لماذا أَتَى!
- النّاس، بالخوف، ميّتون...
- ظَلَمُوا الكوكب البديع!
- النّهضة اللّعُوب التي أوقعت وطن
- فلسطين...أيا جرحنا الغائر
- لأنّ السّياسة قدر...
- بكلّ براءة!
- و كيف تنسى أيّها الرّئيس الجديد؟!
- كفى رقصا على جثث المحرومين
- مكانك في القلوب
- يا معشر الحداثيّون...
- لِكُلٍّ النّهاية التي يستحق.


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - الرَّئِيس يَلْتَجِئ إِلَى ʺالمَعَرِّيʺ... وَ مَنْ غَيْرُ ʺالمَعَرِّيʺ سَيُخَفِّفْ عَنْهُ وَ يُوَاسِيهْ!!