كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 14:00
المحور:
الادب والفن
بعد كلّ مصيبة يكتبها الله في هذا الوطن، تقوم المناحة و يبدأ العويل، ليس في بيوت الضّحايا فهذا قد يكون مفهوم، و لكن في ملعب الإعلام الطّويل العريض حيث يكثر المتبارين و يتكاثر المتدخّلين من هوّاة التّحليل و محترفي التّضليل و التّهويل.
إعلاميين و سياسيين، نوّاب و مسؤولين يرسمون ملامح الحزن و الغضب على وجوههم و يشرعون في التباكي على حال تونس اليوم و من ثمة مهاجمة المسئولين و اتهامهم بالتقصير حتّى و إن كانوا أحيانا... هم أنفسهم المسؤولين!
ألم يصرخ ذات أزمة بعد الثورة، رئيس حكومة، أمام المصوّرين: و لكن كيف يحدث هذا؟ و أين الحكومة؟!!!
أيّها التُجّار الشُطّار المُتذاكين:
كفّوا عن الرّقص فوق جثث المحرومين و المغدورين و المحزونين!
بئس البضاعة بضاعتكم.
ما أسوأ تمثيلكم...
ما أبرد تعبيركم...
كفّوا اليوم عنّا.
كسدت بضاعتكم و رأينا حقيقتكم من خلف أقنعتكم فابحثوا عن بضاعة جديدة لتسويق صوركم بعيدا عن حزن المحزونين، و احزنوا، إن شئتم أن تحزنوا و لكن ليس أمام المُصوّرين.
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟