أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - دور النُخبة














المزيد.....

دور النُخبة


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حديثنا هنا عن دور النخبة بعدّها جماعة من الناس، أو فئة قليلة منهم، تحظى بمكانة اجتماعية عالية الشأن وتؤثر في الشرائح الأخرى، وتتمتع بسمات خاصة كالقدرات الفكرية والأدبية، أو الوضع الإداري المتميز والعالي، ما يجعلها ذات هيبة عالية ونفوذ واسع الانتشار. ويستخدم مفهوم النخبة (Elite) في العلوم الاجتماعية للدلالة على الجماعات الاجتماعية المتميزة بخصائصها ومواقعها الاجتماعية والإدارية. لهذا فإن لهذه النخبة – بهذا المعنى- حتماً دور مؤثر في المجتمع سلباً وإيجاباً، فكلما كان دورها إيجابياً إزاء حدث أو موقف معين كلما استطاعت إقناع الناس عامة في إيجابيته، وكذلك الحال إقناعهم بسلبيته إذا كان موقفهم منه سلبياً باعتبار أنهم يملكون وسائل التأثير والإقناع بغيرهم لأنهم يملكون أدوات ذلك.
للنخبة دورٌ مهم في الدول المتقدمة والأمم الحضارية في قيادة المجتمع ومعالجة الأخطاء والأزمات والمشكلات التي تمر به، وتسعى هذه الأمم إلى وضعهم في مقدمة من يفكر بالمستقبل ويرسم طريقه ويضع ستراتيجياته.
لا نستطيع نفي دور النخبة في العراق وتأثيرها، لكن هذا الدور متأثر إلى حد كبير بالسلوك السياسي للطبقة السياسية ومتأثر كذلك بالطائفية السياسية وتجاذباتها، إذ لم تستطع النخبة أن تُخرج نفسها عن (طوأفة) الحياة في العراق من قبل الطائفيين، كما أنها لم تستطع أن تمثل نداً نوعياً ناقداً بنّاءً للأداء السياسي، تارة بسبب دكتاتورية النظام السياسي قبل 2003، وأخرى بسبب مصالح بعض النخب مع أداءات تلك الطبقة السياسية، وهنا “مربط الفرس”، فكلما كانت النخبة بعيدة عن مصالح السلطة، كلما كان أداؤها منطلقاً من مصلحة عامة تبحث في بناء الدولة والمجتمع، والعكس صحيح إذ كلما كانت مصالح هذه النخبة تقترب مع مصالح السلطة، كلما كان أداؤها متعثراً غير موحد إزاء بناء الدولة وتشكيل دعامات تقدمها.
الحديث حتماً لا يسري على كل النُخب في العراق، فهناك أكاديميون ومثقفون وأصحاب رأي كنخبة لهم مواقف مهمة إزاء تراجع هذه الأمة ودفعوا أثماناً باهظة سابقاً وحالياً وما زالوا يدفعون. لكن واقع الحال أن تأثيرها بات متراجعاً في السنوات الماضية، تارة بسبب عدم رغبة أصحاب القرار في الاستماع لهم، ما ولد انكفاءهم وانطواءهم على مساحات اشتغالهم فيما بينهم، وأخرى بسبب تراكمات هذا التراجع في بناء الدولة ومؤسساتها وعدم إيجادهم قواسم مشتركة يجتمعون عليها لتقاطع مصالحهم التي ارتبطت بمصالح الأداءات السياسية المتعددة.
وها نحن اليوم بأمسِّ الحاجة إلى تفعيل دور النخب من خلال فسح المجال لهم والاستماع لمشورتهم وتمكينهم من أدوات تأثيرهم في المجتمع، وهذا لن يتم إلا من خلال وجود إرادة سياسية تعي أن استمرار غياب دور النخبة يعني مزيداً من التجهيل و(التثويل) الذي إن خدم بعض المصالح السياسية على مستوى التكتيك، لكنه حتماً يؤدي إلى تراجعات وانهيارات لا يمكن معالجتها على مستوى الستراتيج، كما يقع على هذه النخب، كلٌ بمساحة اشتغاله، أن تعمل على أن تكون مؤثرة في محيطها وأن تتنازل عن محدداتها الشخصية، فكرية كانت أم أيديولوجية أم مذهبية أم قومية أم عرقية أم غيرها في سبيل “صالح عام” يخدم الأمة وتقدمها ويعالج أزماتها. وهنا تكون المسؤولية مشتركة بين الجميع، وننتظر من يبدأ خطوة الألف ميل في هذا الطريق.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة خبز العراق- الموانئ (2)
- طلايب واتسابية
- تحدي الانتخابات
- إسقاط القدوة
- دينياً
- الأمل.. صناعة
- البصرة خبز العراق... الغاز (1)
- تجار الازمات
- ثقافياً.. فكرياً.. معرفياً
- اقتصاديا
- سياسياً
- يوم انتصرنا
- اجتماعيا
- الإيجابي والسلبي
- نازحون في شتاء ممطر
- ننتظر حلولاً لا بكاء
- الإصلاح المؤسسي
- رؤوس الفساد
- وأد الفتنة
- وعي.. وعي


المزيد.....




- بعمر 79 عاما.. أمريكية تهجر صخب نيويورك لتعيش الحلم الفرنسي ...
- الرئيس بزشكيان أصيب في الهجوم على مركز القيادة وإسرائيل خططت ...
- استحواذ -نخبوي- على المناصب القيادية العليا.. حتى في ألمانيا ...
- دراسة حديثة: الشمبانزي تتبع صيحات الموضة تماماً كالبشر
- -زلة لسان- ترامب حول لغة رئيس ليبيريا تثير جدلا وحكومة منروف ...
- نتنياهو: إيران لا تزال تحت المراقبة ونظامها في ورطة كبيرة
- وزير الطاقة الإسرائيلي: غزة يجب أن تبقى مدمرة لعقود
- كل الشكر لكل من ساعدنا وتضامن معنا في استعادة منزلنا المحجوز ...
- رسوم ترامب الجمركية الجديدة.. تداعيات وتوعد بالمزيد بحلول ال ...
- -لن يُحاسب-، عندما تفقد عاملات في منظمّات حقوقيّة الإيمان با ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - دور النُخبة