تحدي الانتخابات

علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6797 - 2021 / 1 / 24 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وجدت السلطة السياسية، اية سلطة سياسية وفي اي بلد، لتأدية وظائف معينة منها اصلية واخرى فرعية، وكلها تصبّ في نتيجة واحدة وهي رعاية شؤون الناس وتلبية حاجاتهم وتوفير الخدمات وايجاد قوانين تمنع التجاوزات وتضبط حركة المجتمع، واذا فقدت السلطة السياسية القدرة على تأدية وظائفها لاي سبب كان فإن وجودها يكون وبالاً على المجتمع لا في خدمته، لذا فان الحزب او الاحزاب التي تفوز في الانتخابات وتصل الى السلطة تعمل جاهدة لتأدية وظائفها في سبيل اقناع الجمهور لاعادة انتخابها مرة اخرى.. وهكذا.
تأدية السلطة السياسية لوظائفها تحتاج الى ممكنات وستراتيجيات، وهذه الممكنات يوجدها النظام السياسي وكل من يندرج تحت هذا المفهوم، وكلما كان هذا النظام رصينا قويا صحيح التأسيس والانشاء كلما كان قادرا على تجاوز معوقات استمراره وفاعليته، والعكس صحيح، فكلما كان النظام رخوا فيه عيوب كثيرة من حيث التأسيس والممارسة كلما انعكس ذلك على اداء السلطة السياسية وتأثرها بأية اهتزازات يتعرض لها من الداخل، لاسيما اذا كانت هذه الاهتزازات شعبية تتمظهر على شكل تظاهرات او حروب اهلية او عصيان وتمرد على السلطة وكل ما من شأنه ان يؤدي الى عدم الاستقرار الداخلي للمجتمع، لذا فان اول معالجة هو تغيير اداء تلك السلطة السياسية - وهنا نتحدث عن السلطة بمفهومها العام لا بمصاديقها- ويأتي هذا التغيير سريعا لتفادي استمرار عدم الاستقرار الذي يتطور كلما أُهملت المعاجات السريعة.
الانتخابات المبكرة ومنح الشعب فرصة اخرى لاختيار ممثليه وحاكميه احدى اهم تلك المعالجات السريعة على ان تُقام بشرطها وشروطها لئلا تتكرر مشاهد عوق السلطة السياسية من اداء وظائفها، وهنا يكون مجرد اجراء تلك الانتخابات تحديا بحد ذاته في بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية اقل ما يقال عنها انها غير مستقرة تعترضها الخلافات والانحدارات والتوترات، وهذا المشهد ينطبق تماما على واقعنا اليوم لاجل انقاذ الوضع غير المستقر في مجمل مرافق وقطاعات الدولة وباتت الانتخابات الحل الوحيد المتيسر أمامنا فلا مجال بأي حال من الاحوال تغيير هذا النظام بل يمكن تحسين اداء سلطته السياسية من خلال انتخاب سلطة تشريعية جديدة تنتج لنا سلطة تنفيذية جديدة تعمل على ازالة معوقات تأدية وظائفها في رعاية شؤون المجتمع وتقدم لهم الخدمات وتوفر لهم الحاجيات لتكون بهذا سلطة مقبولة من قبلهم ويكون النظام السياسي قادرا على الاستمرار ومعالجة اسباب عيوبه
وأخطائه.

#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل