أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - طلايب واتسابية














المزيد.....

طلايب واتسابية


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باتت وسائط التواصل الاجتماعي بشكل عام وكروبات الواتساب بشكل خاص، المساحة الافضل والاكثر التي يتواجد فيها المثقفون والنخب من صحفيين وسياسيين وفنانين ورياضيين واكاديميين وموظفين حكوميين بدرجات رفيعة ونواب برلمان وقادة رأي عام، وباتت هذه الكروبات توفر مادة اخبارية من نشاطات ومواقف واحداث بشكل سريع تسبق شاشات التلفاز ووكالات الانباء ومنصات الفيس بوك وتويتر وغيرها من تلك الوسائط لسهولة النشر وسرعة الانتشار وهو ما يبحث عنه ناشر الخبر او المعلومة. ومع كل حدث استثنائي يحدث في البلاد تعج هذه الكروبات باختلاف الآراء بشأن هذا الحدث، وربما يكون هذا الاختلاف محموداً في بعضه اذ انه يبين للمتلقي حقيقة الحدث وبياناته ومعلوماته بعد تقاطع اختلاف الآراء بشأنه، لكنه في الوقت نفسه يفرز صراعا ايديولوجيا غير محمود كثيرا ما يتحول الى معارك واتسابية بين طرفين يرتفع صراخهما داخل المجموعة كلٌ يدافع عن وجهة نظره باتهام الآخر لا من خلال توضيح الحقيقة حتى ينتهي الامر بالسباب والشتائم المتبادلة التي يتحمل قراءتها ومتابعتها بقية اعضاء الكروب على مضض او “فرجة مجانية” الامر الذي يتطلب اغلاق المجموعة مؤقتا من قبل المشرفين عليها ولسان حالهم يردد “ما ردنه الطلايب بس تجي گوه». الامر يمكن قبوله اذ كان الحدث او الموقف المُختَلف بشأنه حدثا سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا او دينيا او ثقافيا او غيره، لكن ان نختلف و”نتناگر” فيما بيننا ودماء ابنائنا لم تجف على ارض الانفجار فهذا “قيح” لا يمكن قبوله من اي احد، ففي الانفجار الاخير الذي وقع في ساحة الطيران تحولت اغلب كروبات الواتساب الى حلبة صراع فيمن نفذ هذا الهجوم الارهابي وكلٌ يحاول توجيه الانظار عمن يختلف معه وبالمقابل يناكفه الاخر بذلك، حتى بعد ان تبنى تنظيم داعش الارهابي هذه الجريمة، بل ذهب بعضنا للبحث في اسماء وعناوين ومذهب الشهيد، واختلف بعضهم بذلك كثيرا من دون ان يترحموا على الشهداء او يساهموا بصناعة رأي عام رافض ومستنكر لهذه الجريمة او على الاقل مواساة ذوي الشهداء بكلمات او مواقف تخفف جراحاتهم. التشنج و”الطلايب” في هذه المجموعات وغيرها في منصات الفيس بوك وتويتر باتت وسيلة لبث الكراهية والبغضاء وصناعة الخلاف والاختلاف في امة لا تزال تعاني من موروث موغل بالخلاف والصراع الاجتماعي والمذهبي ولا يحتاج الامر الا الى اثارة صغيرة هنا وهناك لاستعادة الصراع في جميع مفاصل المجتمع ومفردات حياته، واوجدت تلك المنصات بيئة جيدة لتلك الاثارات التي تزيد يوما بعد يوم من تلك “الطلايب” على اختلاف مسمياتها. دور النخبة هو اذكاء “فعل الخير” بكل تمظهراته لا اذكاء الانقسام والكراهية وكل افعال السوء والشر، لكن ما يحصل اليوم مع الاسف هو انسحاب تلك النخبة عن قصد او دونه الى اذكاء افعال السوء والخوض فيها وسيطرة الايديولوجيات على افكارهم وكتاباتهم بشكل بات يخرج عن المألوف او المسموح او المتوقع منهم، وقد تحولت كثير من تلك المنصات الى مقاه “يتعارك” فيها خصوم ويتفرج فيها اخرون، بل ان بعضهم وجد ذلك عملا يسترزق منه. نحتاج الى مراجعة نخبوية حقيقية في طبيعة الدور الذي يجب ان تؤديه النخبة في وسائط التواصل الاجتماعي بعّد هذه الوسائط الوسيلة ربما الوحيدة لبث الافكار والنقاش بشأنها وتوجيه الرأي العام فيجب استثمارها بشكل يؤدي الى “ فعل الخير لا الشر».



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدي الانتخابات
- إسقاط القدوة
- دينياً
- الأمل.. صناعة
- البصرة خبز العراق... الغاز (1)
- تجار الازمات
- ثقافياً.. فكرياً.. معرفياً
- اقتصاديا
- سياسياً
- يوم انتصرنا
- اجتماعيا
- الإيجابي والسلبي
- نازحون في شتاء ممطر
- ننتظر حلولاً لا بكاء
- الإصلاح المؤسسي
- رؤوس الفساد
- وأد الفتنة
- وعي.. وعي
- مخيمات الايواء – المعالجات
- مخيمات الايواء – المشكلة


المزيد.....




- -مجموعة جبناء-.. شاهد انفعال ترامب تعليقًا على تقرير CNN بشأ ...
- ترامب يشعل تفاعلا بكشف ما قاله لبوتين عندما عرض الأخير المسا ...
- إيرانيون بمظاهرة تؤيد الحكومة لـCNN: وقف إطلاق النار ليس كاف ...
- ماذا لو فقدت وظيفتك؟ توصيات خبراء للحفاظ على صحتك العقلية وإ ...
- أبرز النقاط حول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- ما بعد الهدنة: خطوات تصعيدية إيرانية تجاه الوكالة الذرية وجد ...
- تقرير استخباراتي أمريكي يُشكك في التدمير الكامل للبرنامج الن ...
- حذر وترقب بشأن صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل سبعة من جنوده في جنوب قطاع غزة
- -إف بي آي- كثف التركيز على مكافحة الإرهاب بعد ضربة إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - طلايب واتسابية