أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق الحاج - من الآخر..!!















المزيد.....

من الآخر..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 12:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في حرب الاسرى هذه..والتى تقترب من نهاية شهرها الاول ..‏
لن تنتصر اسرائيل..ولن تهزم المقاومة الفلسطينية..ولن يفكك حزب الله..‏
المنتصر الوحيد ..سيكون المفاوضات مباشرة كانت أم غير مباشرة..!!‏
اسرائيل رغم ما تفعله في لبنان ستقضم قليلا من عنجهيتها وتنزل رويدا رويدا عن ‏شجرة شروطها العالية تحت ضغط النزف الاقتصادي وعدم تحمل شمالها وجنوبها ‏البقاء في الملاجىء هربا من أمطار الكاتيوشا والقسام ولقناعتها كذلك بعدم جدوى ‏فزاعتها العسكرية برغم ما تخلفه من مذابح ودمار فلا هي حطمت بطائراتها ‏الجهنمية حزب الله في أربعة أيام كما وعد جنرالاتها ولا هي استردت حتى بسطار ‏اسير من أسراها في غزة أو لبنان .‏
وما تتوقع حدوثه في الجنوب على طريقة "فتح لاند " لن يحدث مع "حزب الله لاند ‏‏"لأن الفارق كبير في القوة والاسناد والتجربة وهذا ما يدعو إلى احباط وارتباك ‏متزايد في قيادتيها السياسية والعسكرية معا وقد ظهر ذلك في التعتيم الاعلامي ‏واعتقال المراسلين وتهديد رئيس شبكة معا بالقتل إن لم يتوقف عن الترجمة الفورية ‏لردود الفعل في التلفزيون والصحافة العبرية..!!‏

حزب الله كذلك بغض النظرعن عواطفنا المتأججة معه وبرغم انه فعل ما لم يفعله ‏العرب مجتمعين منذ نشوء الصراع لن ينتصر كما فعل في عام 2000 بسبب تجييش ‏أمريكا العلني للعالم و الطابور اللبناني الخامس مع ثلاثة أرباع الحكام العرب وراء ‏اسرائيل..ومع كذلك لن تستطيع هذه القوى مجتمعة أو منفردة تفكيكه كما تحلم برغم ‏ال350ضحيةلبنانية حتى الآن والتدميرالهمجي الواسع ..!!‏

لقد باتت اسرائيل للاسف الشديد تستنجد بتصريحات مسمومة لبعض الساسة ‏اللبنانيين والعرب المعروفين بولآتهم المريبة إلى درجة إن سفيرها في الامم المتحدة ‏يستشهد علنا بأقوال بعضهم ..!!وكذلك فأن معظم الحكام العرب باتوا في حرج شديد ‏مما يفعله حزب الله وأصبحوا يتمنون سحقه بل إن بعضهم تجاوز الامنيات إلى دائرة ‏التواطؤ .‏

إن المتأمل جيدا لما يدور الان يرى إن الامر أشبه بلعبة ورق بين لاعبين كبيرين ‏وكل منهما يملك جواكرا هامة في حسم اللعبة ومما يؤسف له أن العرب جميعا مجرد ‏جزء من أوراق اللعب هذه رغم أن اللعبة تجري على صدورهم ومؤخراتهم..!!‏

من مفارقات هذه الحرب إن اسرائيل تتباهى بوقوف دول العالم المؤمرك معها وهي ‏التى لم تعر اهتماما لذلك طوال تاريخها وتطالب بتنفيذ قرار مجلس الامن 1559 ‏بخصوص لبنان وهي التى بالت على كل قرارات الامم المتحدة السابقة ولم تنفذ منها ‏إلا قرار اعلانها كدولة ..!‏
‏ ‏
ومن المفارقات كذلك إن دولا عربية وقفت وتقف أمام مايجري في فلسطين ولبنان ‏بحجة العقلانية موقفا مخزيا هو أقرب مايكون إلى موقف كوستاريكا وجاميكا والله ‏يخلف على فنزويلا شافيزالتي بدت أكثر اسلاما وعروبة ونخوة..!!‏

ومن المفارقات أيضا..أن نقرأ ونسمع لنخبة المستعقلين والمستغربين جدا من المثقفين ‏العرب الذين يفتون في عضدنا ويبثون عن عمد روحا انهزامية محبطة يهش لها ‏الاسرائيليون..!! وتنز من تحليلاتهم وتحللاتهم ولاءات لامتناهية لوحدانية أمريكا ‏ونبوة اسرائيل وتلمس بين كلماتهم الوقحة شماتة وحقدا متحجرا على الرموز ‏‏..والتاريخ.. والهوية دون أدنى ذرة خجل..ولايعدمون حججا تافهة وملقنة عن خطر ‏النفوذ الايراني على المنطقة وكأننا كنا دائما في ظل طوائفهم المتهالكة ننعم بحرية ‏ورخاء منقطعي النظير وهم يعلمون أنهم و سادتهم لم يكونوا في أفضل الاحوال إلا ‏نعاجا مترهلة في حظائر تكساس..!!‏

ربما كنت سأصدق مقولات هؤلاء لو استطاعوا بعقلانيتهم الفذة تحرير ولو عشرة ‏أسرى من سجون الاحتلال أما تحرير الصورة بعيون اسرائيكية بداعي الحرص ‏على الامة والخوف على الارض والعرض فهذا شأن الاتباع دائما.‏
ومما يؤسف له إن ينظر علينا تافه مسترخ في سريره وهو يدخن المالبورو ويعلمنا ‏حكمة الهروب في الوقت الذي يسقط فيه الرجال والنساء والاطفال دفاعا عن شرف ‏أمه .‏

لقد كان هناك دائما في كل عصرانهزمت فيه الامة العربية والاسلامية أشباها من ‏هؤلاء ففي زمن انهيار الخلافة العباسية أمام جحافل المغول والتتارمثلا لجأ البعض ‏إلى طلب الاستسلام انقاذا لرقابهم فلم يعطهم سيف هولاكو ما تمنوا وقضوا ‏كالخراف أو أقل..‏

إن مروجي ظاهرة الاستغراب أو التغريب من الكتبة والمرتزقين يقومون بما يشبه ‏عملية غسل الادمغة وتدجين المفاهيم والقيم بما يتفق وامبراطورية العولمة التى ‏تسعى اليها أمريكا بكل قوتها وترسيخ مقولة أن لاجدوى من المقاومة..!!‏
وهذا لايعنى البتة اننا مع الانغلاق وعبادة الافراد والشعارات بل العكس فنحن كنا ‏ولازلنا دائما مع الانفتاح على العالم فكرا وحبا وانسانية ولكن بما يحفظ لنا هويتنا ‏وأصالتنا.‏
وقد يظن ساذج أو مغرور أننا لانتحمل الاختلاف في وجهات النظر ونتأثر فيما ‏نقول بسيطرة بنظرية المؤامرة على عقولنا ولكن الأمرليس اختلافا في الرأي بقدر ‏ماهو ابتسار للحقائق وتسطيح كاذب للاحداث بحيث بات الدس واضحا لكل ذي ‏عينين فاللعب على المكشوف وأصبح التلبس أقرب من الاشتباه..!!‏
إن هدف أمريكا واسرائيل وعرب الانظمة هو القضاء على مفهوم المقاومة وثقافتها ‏بأي وسيلة وتأهيل الذهن العربي والإسلامي لقبول ما يفرض من عل وكل ما ‏يدوربيننا وحولنا يصب في هذا الاتجاه .‏

ونعود ثانية إلى ما نحن فيه.. لنقول بكل الهدوء والموضوعية إن كل السيناريوهات ‏المفروضة على الشعبين الفلسطيني واللبناني لن يكتب لها النجاح ففي فلسطين لم ‏يستطع الاسرائيليون حتى الان إن يحرروا اسيرهم رغم مرور شهر تقريبا على ‏اجتياحاتهم الدموية لغزة واستخدامهم أشد الاسلحة فتكا وبترا وهي المحرمة دوليا ‏بهدف تحويل الفلسطينيين اما إلى المقابر أو كراسي الاعاقة..كما ظهر جليا في ‏مذبحة المغازي التي توجت في حرب الاسرى هذه اكثرمن 140 شهيدا نصفهم من ‏الاطفال!!‏

أما في لبنان فلن تستطيع القوات دولية أو اللبنانية في مشروع الشرق الاوسط الجديد ‏الذي تزمع أمريكا تدشينه بمعزل عن سوريا وايران منع انطلاق الكاتيوشا إلى ‏الشمال الاسرائيلي مثلما لم ولن تنجح اسرائيل في ذلك مهما أوتيت من قوة وهذا ‏يؤدي قطعا إلى تآكل متزايد في هيبتها العسكرية وقدرتها مستقبلا على المبادرة ‏وحسم الامور لصالحها كما كانت تفعل منذ تأسيسها.‏

إن المشكلة برمتها لن تحل إلا بمفاوضات مباشرة أوغير مباشرة بين لاعبين كبير ‏فقد يكون هناك تنازل امريكي لمصلحة ايران فيما يتعلق بالملف النووي يقابله تنازل ‏ايراني في العراق أو لبنان والعكس صحيح. وستتم الصفقات لامحالة بينما العرب ‏ينظرون إلى اللعبة فاغري الافواه كعادتهم ..الا اني أعتقد إن حزب الله اليوم ليس ‏كحزب الله بالامس فهو بما ابداه ويبديه من صلابة وبما قدمه ويقدمه من مفاجآ ت ‏سيكون أكبر بكثير من ورقة رابحة في هذه اليد أو تلك بل ربما يكون لاعبا آخر في ‏المنطقة يحسب له كل الحساب وذلك يعتمد فقط على ما يحققه من ثبات وصمود.‏
فكلا الفريقين اسرائيل وحزب الله يراهن في لعبة عض الاصابع على انهيار الجبهة ‏الداخلية للاخر ويبدو إن كلتا الجبهتين تعانيان ضغطا متزايدا بمرور الوقت.‏
لذا فاني اتوقع إن تستمر الحرب اسبوعا أو اسبوعين آخرين ريثما تفرض الوقائع ‏والمساعي بعده احد السيناريوهين التاليين
‏- في حالة صمود حزب الله في ربع الساعة الاخير ‏
‏*وقف اطلاق نارغير مشروط..‏
‏*الدخول السريع في مفاوضات بوساطة المانية لعقد صفقة تبادل اسرى.‏
‏*ضمان الهدوء على الحدود اللبنانية بترتيبات دولية تشارك فيها ايران وسوريا.‏
‏- في حالة انهيار مقاومة حزب الله لا سمح الله‏
‏*أقامة شرق أوسط جديد تحت سيطرة كاملة لامريكا واسرائيل ‏
‏*قوات لبنانية أودولية مؤقتة قي الجنوب
‏*الابقاء على حزب الله كواجهة لبنانية سياسية مهمشة و ذليله.‏
‏*زيادة عزلة لسوريا وايران والبدء في تصفية شاملة للمقاومة الفلسطينية.‏
‏*اعطاء الادوار الشكلية البراقة وقص الاشرطة للزعامات العربية المتعاونة والامم ‏المتحدة.‏
‏* توطين دائم للفلسطينيين في لبنان.‏
‏*تشكيل حكومة فلسطينية موالية وموازية للحكومة اللبنانية الحالية توقع على حل ‏سياسي أسوأ بكثير من اتفاق اوسلو

إلا اني ومع دراستي المتأنية لتاريخ الصراعات بين القوى العظمى والشعوب ‏المقاومة لم أعثر على مثال واحد نجحت فيه القوة الباغية في تحقيق أجندتها كاملة ‏وكما تتمنى ولننظر من هنا إلى العراق وافغانستان ومن هناك إلى كوبا وفنزويلا
ولا زلت أعتقد انه لن ينتصر أحد..‏
إلا العقل الذي يدير لعبة المفاوضات . .!!‏



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبرتي 2006
- أخضر..أبيض..أسود..أحمر..
- يحيا العراق..!!
- أيها اللحام ..شكرا
- عاجل :لا تقتلوا جلعاد..!!
- المحيط قي خطف شاليط
- مهاتفة..لن تصل إلى بدوي أحمر..!!
- برقيات ..فضفضة..!!
- صوما-طين
- مونديال مغمس بدم..!!
- عائد الى هيفا..!!
- رسالة في قمة الوجع..!!
- على بلاطة
- ..!!كوع في الممنوع.
- !!..سوق للمقاومة
- ياعيب الشوم..!!
- لأ
- 345
- أرجوك..يامشعل..!!
- لاتفتيح..ولاتحميس..


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق الحاج - من الآخر..!!