جبرتي 2006

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أنا عبد الله بن مسلم بن عربي الجبرتي رهين قرنين من زمن ‏الانحطاط
لربما بعد خمسين عاما أو خمسمائة عام تقع هذه الاوراق صدفة ‏في يد أحد أحفادي فيقرأ جزءا عابرا من مذكراتي بعد أن يقف ‏لحظة عند قبري–إن وجد- ويترحم على بالفاتحة مع تنهيدة طويلة ‏تليق بجد عاش ومات مقهورا

فجر الاربعاء 12/7‏

‏- سهرة اجبارية في منفاي الاختياري فوق"السطوح" على وقع ‏قنابل الميركفاه شرق دير البلح وذكريات حاجز أبو هولي تلح ‏علي بشدة..لقد كنت اتوقع دائما عودة الفاتحين في حين كان ‏اللحظويون يتضاحكون ويتغامزون ويعتبرون ذلك من رابع ‏المستحيلات.‏
‏- اتهيأ للنوم وأنا في كمد على الأسرة التي صعدت كاملة إلى ‏بارئها للتتناول طعام الافطار على شرف المولى.‏
لقد ذبح ابناء راحيل أكثر من 20 شهيدا في ساعتين بحجة قنص ‏محمد الضيف..!!‏

صباح الاربعاء12/7‏

‏- أيقظنى ابني الاصغر مبشرا بعملية ناجحة لحزب الله قتل فيها ‏ثلاثةاسرائيليين وأسر اثنين
‏..احسست بأني اتنفس بعمق لأول مرة منذ اسبوعين والتصقت ‏بصديقى القديم الذي يهمس همسا فهو يعاني هبوطا في ضغط ‏بطارياته وبدأت رحلة مكوكية بين صوت الاقصى فالشعب ‏فالشباب فالحرية ...ثم استقر بي الحال عند الترجمة الفورية لرد ‏الفعل .‏
‏-‏ أخبار غزة تتراجع من العناوين إلى التفاصيل

مساء الاربعاء 12/7‏

غريب أمر الاسرائيليين ..يبدو انهم لا يأكلون ولا يشربون ولا ‏يفهمون ولا يؤمنون إلا بالغرور والقوة ..هاهم يوزعون تهديداتهم ‏على أفراد ومنظمات ودول تماما كما يفعل الزعران مع أطفال ‏الحارة..ضباظ اسرائيليون كبار يهددون علنا باعادة لبنان خمسين ‏عاما إلى الوراء ..الليلة ستنام بيروت على العتمة..سنعود براس ‏نصراللة ..فقط امهلونا أربعة أيام..!!‏

فجر الخميس 13/7‏

‏-اسرائيل تقصف جنوب لبنان بعنف..تحاصر لبنان برا وبحر ‏وجوا..تقصف مطار بيروت ..مذابح جديدة في الطريق..بالمقابل ‏كاتيوشا حزب الله تمطر على الشمال والمستوطنين يهرعون إلى ‏الملاجىء.‏
‏- غزة في فانتازيا مضحكة ..تتحول من شدي حيلك يابلد..الى ‏وحياة قلبي وافراحه.‏

مساء الخميس 13/7‏

‏-أتابع لحظة بلحظة صرخات مراسل القناة العاشرة ..الآن ..في ‏هذه اللحظة ..صاروخ .لا بل.صاروخان على حيفا..نعم على حيفا ‏‏..نصر الله صدق وعده..ولكن حزب الله ينفي
‏- تصريح سعودي بلسان امريكي يتهم حزب الله ..كأن اشبه ‏بجردل ماء مجاري يندلق على رؤوسنا..اتفووووووو
‏-غزة تقدم دما جديدا كهدية رمزية إلى نصر الله الذي خفف عنها ‏الضغط قليلا
‏-فيتو امريكي على قرار يدين انتهاكات اسرائيل في القطاع..وضاع ‏توسل المندوب الفلسطيني سدى.. مبروك ياعرب مع تنهيدة ‏متقطعة
‏-ثمة من يتساءل اذا كان حزب الله ولعها فماذا فعل العقلاء العرب ‏من قبل ومن بعد لتحرير أكثر من عشرة الاف اسير في زنازين ‏الاحتلال..؟!!‏

صباح الجمعة14/7‏

‏-اسرائيل تصف الضاحية الجنوبية معقل حزب الله..وقناة ‏المنار..والسؤال هل يرد نصر الله بقصف حيفا ..؟!!‏



مساء الجمعة 14/7‏

‏-اسرائيل تقوم بعدة محاولات لاغتيا ل نصر الله..وتؤكد اصابته ‏‏..بعد عشرين دقيقة يقفز نصرالله في خطاب مسجل محييا ‏المقاومة ومتهكما على عرب أمريكا ويقدم هدية فورية إلى ‏الاسرائيليين .."احتراق ساغر" ..متوعدا بالقصف إلى مابعد مابعد ‏حيفا ‏
‏- الان أشعر بما شعر به والدي قبل اربعين عاما عندما أعلن عبد ‏الناصر تأميم قناة السويس واشعر بنفس الشعور الذي غمرني ‏في شبابي عندما اغرق جندي مصري شريف المدمرة"ايلات".‏

صباح السبت 15 /7‏

مذبحة بطعم اسرائيلي في مروحين مع تواطؤ اليونيفيل....قصف ‏حارة حريك..أخبار عن قصف مواقع عسكرية سورية قرب ‏المصنع..والسؤال هل تتسع الحرب وتشمل دمشق..؟!!‏
‏-سوريا تكذب الاخبار عن قصف مواقع لها..‏

صباح الاحد 16/7‏

‏-حزب الله يقصف حيفا..محطة القطارات ..صواريخ باتريوت تحال ‏إلى التقاعد ..هلع وخوف لم يسبق له مثيل يسيطر على الاعلام ‏العبري ،ويذكرنا بزمن سكاد..!!‏
‏-لحظة لاتتكرر تنفجر فيها كل مشاعر القهر والذل والكبت..‏

إلى هنا ..أقدم أربعة أيام من يوليو تشبها بكتاب شهير عن الايام ‏الحاسمة للثورة الامريكية على الاحتلال الانجليزي لاذكر ‏الامريكان بماضيهم الذي يبصقون عليه بحاضرهم ولعل هذه الايام ‏الاربعة تكون بداية البداية لاسترداد ولو قبضة من الكرامة العربية ‏المبعثرة..‏
نعم ايها الاحفاد ..‏
لقد وصلنا بانهيارنا إلى قمة البلاغة ..بينما وصل الآخرون بغرورهم ‏إلى قمة البشاعة ..‏
أوصيكم..أذا قامت من بعدي للعرب قائمة أن تتذكروني بأغنية ‏للفجر كان يترنم بها في العتمات طفل محروم.‏

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل