أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - أرجوك..يامشعل..!!















المزيد.....

أرجوك..يامشعل..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 04:23
المحور: الادب والفن
    


استمعت مثلي مثل كثيرين وباستهجان شديد الى ‏الخطاب الغاضب للسيد خالد مشعل رئيس المكتب ‏السياسي لحركة حماس في دمشق رغم اني أحترم ‏لحيته وأقدر تاريخه ولطالما لفت نظري بكاريزماه الواضحة ‏وذكاءه السياسي الذي خانه للاسف مرتين في شهر ‏واحد كما يبدو..‏
ومبعث الاستهجان هو ذلك الهجوم العلني الشديد ‏وبطريقة فضائحية مبتذلة على الرئيس عباس والحكومة ‏السابقة الى درجة الاتهام بالتآمر و في هذا حتى ولو ‏صدقت كل دعاواه صب للزيت على النار وربما اشعال مبكر ‏لفتنة في توقيت غاية في الاشتباك والالتباس ‏والخطورة..!!‏
ولن تساهم غضبته العنتريةمطلقا ومهما كانت ‏مبرراتهافي اخراجنا وحماس مما نحن فيه ..‏

ولننظر الى بركات السيد مشعل التي هبطت على ‏الجامعتين اللدودتين الاسلامية والازهر..!!‏
وياخوفي..‏
من أن تكون هذه بداية لفيلم رعب طويل..يقوم ببطولته ‏زعران الوطن وقواديه ..فتشمت بنا اسرائيل ويضحك علينا ‏العالم بكل اللغات ويدفع الثمن في البداية والنهاية ‏المواطن المسكين المشدود بين حصانين أهوجين ويموت ‏في كل يوم مليون مرة..!!‏

لن يجدينا ومشعل نفعا أن يولول عبر الفضائيات ويردح ‏لرموز حكومة فاسدة مضت بأخطائها وخطاياها فقد بدأت ‏شرعية جديدة عبر صناديق الانتخابات واختار الشعب ‏حكومته التي يجب أن تكون على مستوى التحدي وتوقع ‏وضع العصا في العجلة من الصديق قبل العدو..ومن ثم ‏البحث عن حلول ابداعية للازمة الراهنة بهدوء وروية.‏

وبقدر ما أقلقني خطاب مشعل اياه فقد أعاد الى نفسي ‏الثقة بحكمة القيادة الفلسطينية الجديدة ماقاله نائب ‏رئيس الوزراء ناصر الشاعر أن ماقاله مشعل يعبر عن رأيه ‏فقط و لايمثل رأي الحكومة الفلسطينية..!!‏
‏ ‏
‏ وللعلم فكما قلت آنفا أن هذا هو الخطأ الساذج الثاني ‏لمشعل في خلال شهر بعد الخطأ الاول الذي تمثل في ‏الغزل الاعتذاري الذي قدمه دون تفويض من شعبه حين ‏حل ضيفا على الحكومة الكويتية مدعما بالهجوم على ‏صدام حسين لانه هاجم واحتل الكويت في القرن ‏الماضي وما كان ليفعلها لو أن صداما بقى حاكما للعراق ‏مع علمي أن خالد مشعل ومعظم الحمساويين قد حولو ا ‏عداوتهم لعروبة صدام وقوميته الى تأييد ودعوة له في ‏المساجد..خاصة عندما أسلم حرب الخليج الثانية ووضع ‏عبارة الله أكبر على العلم العراقي!!‏
وما فعله خالد مشعل في الكويت رغم انه يندرج في اطار ‏علاقات "خذ وهات " الا انه تجن فاضح على شعبه ‏والتاريخ وتكرار لما فعله الشاعر الانتهازي اياه وبعض ‏الساسة الفلسطينيين عندما حجوا الى الكويت طلبا ‏للرضا والاشتياق الى بريق الدينار الكويتي المعظم..!! ‏

نعم..لقد أيد الشعب الفلسطيني صدام في دفاعه عن ‏البوابة الشرقية للوطن العربي كما أيده الكويتيون أنفسهم ‏ولن يخجل من ذلك.و أيده أيضا في عروبته وقوميته ووقوفه ‏المنفرد أمام الهيمنة الامريكية في وقت أعلنت فيه معظم ‏الانظمة العربية خضوعها لارادة البيت الابيض وتنفيذها ‏لمخططاته..!!‏
ومع ذلك فان الشعب الفلسطيني لم يؤيد صدام في ‏احتلاله للكويت أو فيما ارتكبه بحق شعبه من خطايا ‏وأخطاء وبالتالي فاننا لم نخطىء بحق شعب شقيق بما ‏يستوجب الاعتذار ومن يحاول القيام بذلك من وراء ظهورنا ‏فهو يجير كرامة شعبه لمصالح خاصة ولايستحق الا ‏الاستهجان و الازدراء..!! ‏
وأنا كفلسطيني.. ‏
عندما أقرأ بعض الصحف الكويتية أشعر بالغصة وتعتمل ‏في صدري مشاعر ممزوجة بمهانة الذكريات السوداء ‏والغضب ..!! وأعرف أن من "الكوايتة"من يحمل أطنانا من ‏الكراهية للفلسطينيين دون وجه حق أو ربما بسبب ‏تصرفات فردية ضيقة ومحدودة وبات يؤمن بأن اسرائيل ‏هي الاخت غير الشقيقة للكويت من أم أمريكية..!!‏
ولا أدري سببا لهذا الحقد العربي الاصيل..ربما لاننا نحن ‏الفلسطينيين أعلنا الحرب على الكويت وقمنا بنهب ‏البترول الكويتي..وقدنا الدبابات العراقية المهاجمة..وقصفنا ‏من حولنا بصواريخ سكاد..‏
أو ربما لاننا لم نتطوع في الجيش الامريكي الذي حرر ‏الكويت وبترولها من طمع الطامعين وجعلها قاعدةللامن ‏والامان..!!‏

لقد كانت مهزلة غزو الكويت ببساطة وباعتراف المحللين ‏الغربيين بمثابة صفين جديدة رتب لها الغرب وامريكا بالذات ‏بتواطؤ من حلفاء الامس ممن احتموا بصدام ولقبوه ذات ‏يوم بفارس البوابة الشرقية مما أجج غروره ودفعه الى ما ‏هو مرسوم له من ارتكاب حماقات دفع ثمنها كل العرب
وزيادة في توضيح جحم المهزلة التاريخية العربية فان حرب ‏الخليج العراقية الايرانية التي انتصر لها معظم العرب لم ‏تكن الا ضمن مخطط امريكي لاضعاف صدام والخميني معا ‏لكي تبقي أمريكا صاحبة القوة الوحيدة في المنطقة ومع ‏الاسف ان الغباء العربي السياسي حين ذاك كان في قمة ‏تجلياته..!! ‏
والسؤال لمن يكتبون التاريخ الامريكي للمنطقة من ‏أصحاب الدشاديش المنمقة..‏

ماذا فعلنا ..؟! وماذا أسأنا ..؟!‏
هل كتب علينا دائما أن نكون "الحيط الواطية " و" ‏ملطشة" كل الهاربين من وجه قضيتهم والمتنكرين ‏لعروبتهم..!!‏
ولنفترض أن زعيمنا الراحل قد أخطأ وانتصر للجهة ‏الخطأ..فهل نستحق كشعب عربي أن نكتوي بنار ‏اسرائيل ثانية..؟
‏!!‏
ماذا فعل الفلسطينيون لكي يصر أمراء الكويت على ‏الاعتذار..؟!!ومن الذي يجب أن يعتذر..؟!!‏
هل يعتذر أطفال المدرس "خليل بحور " الذي سحل حيا ‏في الشوارع المظفرة بعد فقء عينيه وهرس جمجمته ‏وتقطيع جسده بفظاعة فاقت مهنيا مافعل ويفعل ‏الاسرائيليون..؟!!‏

هل تعتذر الصبايا الفلسطينييات عن اغتصابهن في ‏احتفالات وطنية من قبل فحول الكويت الاشاوس..؟!!‏

أليس في الاعتذار المزيف باسم الشعب الفلسطيني ‏ودون علمه ورضاه انتهازية فاقعة وتجن صريح على ‏الشعب والتاريخ مهما كانت الدوافع وراء ذلك..؟!! ‏

ان الشعب الفلسطيني لم ولن يعتذر عما لم يرتكب حتى ‏لو قام بذلك دون تفويض سياسي منافق أو شاعر متملق ‏لان ذلك يتنافى وكرامته وليعلم أمراء الكويت أن ظلم ذوي ‏القربى أشد مضاضة ..ومن العيب والعار ان تستمر الفرية ‏الغريبة ضد شعب عظيم كالشعب الفلسطيني لم يقبل ‏لاي شعب آخر في العالم أن يعيش الاحتلال لحظة..فكيف ‏به يقبل ذلك لشعب شقيق ..!! وهو أي الشعب ‏الفلسطيني الذي قدم مخلصا للكويت خاصة المداميك ‏الاولى في نهضته من عرق وخبرة وعلم ابنائه ..؟!!!‏

ان الذنب الحقيقي للشعب الفلسطيني انه كان دائمابلا ‏قيادة تستحقه وبلا وطن يحميه وبلا أهل وأخوة ينصفونه ‏ويدافعون عنه وبالتالي فقد بيع كما يباع دائما وفي أول ‏مساومة وكان كبش الفداء الملائم لوليمة استقبال ‏الاسكندر الامريكي..!!‏
ولا استغرب أن يتواصل مسلسل الاهانة والتمييز ‏والمطاردة مع بقايا الفلسطينيين في الكويت وبعد مرور ‏أكثر من 15 عاما على حرب البسوس الجديدة وحالهم بات ‏أسوأ بكثير من حال الخادمات الفلبينييات..!!‏
ولا أدل على ذلك الرسائل الفلسطينية المستغيثة ‏بمنظمات حقوق الانسان والتى تنشر بين الفينة والاخرى ‏في الصحف
لقد قطعنا الامل في عودة الكويت الرسمية الى عروبتها ‏ونخوتها و لن نفاجأ من القاعدة الامريكية العتيدة اذا ‏أعلنت حكومتها غدا اكتشافا تاريخيا يؤكد على وجود ‏التوأمة الشرعية وبرعاية امريكية مع تل أبيب..!! في زمن ‏أصبحت فيه العروبة نكتة بايخة تدعو الى الرثاء و من ثم ‏مواصلة البكاء..‏
وفي النهاية لابد من همسة صادقة في أذن السياسي ‏الشاب المتحمس خالد مشعل مع كل الاحترام مناشدا ‏فيه قوة ايمانه وانتمائه.. ‏
‏" أرجوك.. لا تتسرع بدافع الاجتهاد أو الغضب ..لقد أخطأت ‏مرتين في حق شعبك وكأن بداية القصيدة لا تبشر ‏بخير..!!‏
أرجوك..لاتكن شؤما علينا..وكن معنا من أجل وحدة الصف ‏والهدف.‏
وان كان عليك أن تعتذر لأحد فلتعتذر هذه المرة الى أصغر ‏طفل من أبناء شعبك "..!!‏
وكفى..‏



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتفتيح..ولاتحميس..
- صورة بالألوان..مع هنية..!!
- ساخرا..لازلت بيننا
- أمريكا..مرت من هنا
- خمسة شوربة..!!
- انفلونزا اسلامكو أراب..!!
- ياعم هنية..الحالة صومالية..!!
- أكثر زعرنة.. وأقل حكمة..!!
- الحرب الآن..!!
- كل عام وأنت ..امرأة !!
- ..!!هل نحن حقا.. مسلمون
- محكمة..آخر زمن..!!
- وجهان للتطرف..!!
- الطاسة ضايعة..!!
- مجرد حلم..!!
- ..!!غاضبون ولكن
- قراءة في منتهى البراءة....!!
- اللهم لا حسد..!!
- لطفا..لم نصوت لأحد..!!
- دموع في عيون وقحة..!!


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - أرجوك..يامشعل..!!