أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - ..!!غاضبون ولكن














المزيد.....

..!!غاضبون ولكن


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 04:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف عاقلان على أن ما نشرته الصحيفة الدنماركية من رسوم كاريكاتورية ساخرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان إساءة بليدة ومتعمدة للإسلام والمسلمين ووقاحة غير مبررة مغلفة بسيلوفان مزور أسمه حرية التعبير..!!وهي الحرية المنافقة التي لاتجرؤ على مجرد الاقتراب مما هو يهودي وخاصة من صنم الهولوكوست..حيث ممنوع الهمس واللمس!!والا فالرجم باللاسامية والشنق على مذبح الصهيونية العالمية أما بالنسبةللسخرية من الاسلام والمسلمين فالحرية مطلقةو كاملة..!!
وهذه الازدواجية وحدها كافية لتوقع حرية التعبير الغربية في هشاشة وابتذال مكشوف وتعريها من منطقها البراق ولايختلف مسلمان على أن ردة الفعل الإسلامية كانت ضرورية ومحقة عدا عن كونها قوية ومتوقعة..!!
ولكن أهمس لنفسي..
هل تكون ردة الفعل هكذا لو حدث الامر من صحيفة أمريكية..؟!
ألا تقوم أمريكا يوميا من خلال ساستها وصحافتها ورجال دين فيها بالاساءة للاسلام والمسلمين قتلا للابرياء وتدميرا للمساجد والعتبات واغتصابا للحرائر واذلالا للمعتقلين المختطفين وتشويها للصورة والفكر وتجنيا على الحق وتحيزا للقهر..وسط صمت عربي واسلامي شبه مطبق؟!
لقد أتحفنا الاعلام الرسمي العربي مؤخرا بخبر صغير ومعتم عن "بيل هاندل" المذيع الامريكي في محطة kfi الاذاعية بلوس انجلوس يصف فيهالاسلام كدين غريب..!! والحجاج المسلمين كقطعان الماشية..!! وسبق للمذيع نفسه وصف المسلمين بالتخلف ومضاجعة حيواناتهم وتجنب الاستحمام والهوس بقتل اليهود..!!
ومع ذلك لم نسمع ولو موجزا من نشرةالحرب المفصلة والمعلنة على الدنمارك.!
أنا لست من هواة الجبن الفاخر والألبان الشهية..!!ولست في عمر يجعلني ألهث وراء الجمال الصارخ لشقراوات كوبنهاجن لكي أدافع عن الدنمارك مع أني ككاتب وقارئ مسلم وموحد بالله أفهم جيدا الظروف و الدوافع والأسباب التي تؤدي بالعالمين العربي والإسلامي إلى ابتلاع الاهانات الأمريكية وطبعا الإسرائيلية دون الاهانة الدنماركية..!!
فهنا ينطبق علينا تماما المثل القائل "مقدرش على الحمار نط ع البردعة"..!
ان هذا الغضب التنفيسي العارم والموجه خصيصا نحو الدنمارك له نقطة قصور واحدة في رأيي وهي أنه لم يحاصر الجهة المسيئة بالقوة والحكمة الرادعة منذ البداية وانما كان بمثابة عاصفة انفعالية شاملة ضد أساءة حمقى وغباءدولةكان بالامكان ان تتجنب الكثير من المتاعب بالاعتذار وغياب شعب لايهتم بما وراء حدوده أصلا ولكن يفترض أن له من السيادة والكرامة مثل ما لنا، فوطء وحرق العلم الدنماركي وسرعةاعلان المقاطعة للبضائع الدنماركية رغم ايماني العميق بجسامة الاساءة، لم يساهما في استنهاض حوار بناء بين العقلاء يرسخ لقناعات الاحترام المتبادل للمشاعر والمصالح ويؤدي أيضا الى تفهم الدنماركيين للحساسيه الاسلامية مما نشر ولم ينجحا كذلك في لجم الاساءة وبالتالي فقد انتقلت للاسف كعدوى انفلونزا الطيور من دولة الى أخرى حتى وصلت الى البيت العربي من خلال صحيفة "شيحان" الاردنية.. ولسه..!!
فلو تحقق واتمنى ألا يتحقق مايقال عن النية في حرق نسخ من القرآن الكريم في كوبنهاجن ردا على حرق العلم الدنماركي فستحل الكارثة وتتكرس القطيعة بين دينين وشعبين وحضارتين وبالتالي فالخاسر الوحيد هو الانسانية ومنطق العقل..!!
اني أعتقد انه لو كان نبينا المعظم بيننا الآن لتعامل مع هذة الاساءة وغيرها منذ البدايةبقدر عال من السمو والتسامح والصفح لانه كرسول أفضل أمة أخرجت للناس وكقدوة للعالمين أكبر من تهزه تفاهة أو تزعجه حماقة ولما فكر مطلقا بمنطق متشنج كما رأينا ونرى،خاصة وان في الغرب من يريد عمدا بمثل هذه الاساءة الدنماركية وغيرها أن يخرجنا من سمتنا و أخلاقنا الهادئة الى حاله يريدها لنا غاية في البدائية والتوحش..لتشويه صورة الاسلام والمسلمين.
الكل بات يعرف ان سمعة الدين الاسلامي كدين انساني تأثرت سلبا في العالم الغربي بالذات بدرجة كبيرة لعدة أسباب أهمها:
1-
تعاظم الصحوة والمد الاسلامي بما يتناقض و المصالح الدينية والسياسية الغربية وبالتالي تبني الغرب لحملة صليبية ضد الاسلام والمسلمين تحت مسمى شيطاني زائف هو "محاربة الارهاب" وظهور المزيد من عمليات التفجيرات الاستخباريةالمشبوهة لتشويه وجه المقاومة الاسلامية ويبدو ذلك جليا في العراق.
2-
تقاعس المحافل الدينية الإسلامية في الداخل والخارج عن القيام بواجبها في التعريف بالإسلام كعقيدة توحيد تدعو إلى خير الإنسان والتسامح مع الآخر بل تقوم للأسف الشديد اما بتحليل وتبرير خطايا الحكام أو باصدار فتاوى متطرفة جدابما يعزز صورة منفرة ملؤها الترهيب والتكفير
3-
قيامنا نحن كمسلمين بالإساءة إلى ديننا وعن عمد جهارا نهارا عندما نقوم بداع الجهاد وعلى الفضائيات مباشرة بقطع رؤوس الرهائن..!!
وعندما يقوم مسلم بذبح ابنته الصغيرة كدجاجة ليوصلها الى الجنة.!!
وعندما يقوم شبابنا باللهاث وراء الجنس الرخيص في اليمن وشرق أسيا..!!
وعندما تقوم حكوماتنا بالاهانات المستمرة لحقوق الإنسان ومعاملة معارضيها ككلاب ضالة بحيث يتمنى الواحد منهم ان ينال عشرا من العطف الذي تناله قطة دنماركية..!!
وعندما يقوم أولادنا وأحفادنا بسب الذات الإلهية علنا دون زجر وكأنهم يشربون مياها غازية..!!
وعندما يمارس أدعياء الدين وباسم الدين الدجل والشعوذة..والجبروت!!
وعندما..
وعندما..
مرة أخرى يجب أن نلوم أنفسنا على مهانة صنعناها بأيدينا قبل أي إنسان آخر وعلينا أن اشتقنا حقا لنفس من كرامة ان نبدأ من حيث نقف لا من حيث يقف الاخرون.
إن من حقنا ان نغضب لديننا ورسولناالكريم وكرامتنا ولكن رغم انفلات عواطفنا يجب ألا تفارقنا الحكمة ويجب ألا نكيل بمكيالين فكما غضبنا من الدنمارك..يجب أن نغضب أكثر من أمريكا وإسرائيل و أكثر فأكثر من أنفسنا..
أليس كذلك أيها الغاضبون.؟!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في منتهى البراءة....!!
- اللهم لا حسد..!!
- لطفا..لم نصوت لأحد..!!
- دموع في عيون وقحة..!!
- فانتازيا ممكنة..!!
- سحابة صيف..!!
- على أونا.. على دووووى..!!
- يالسخرية القدر..!!
- فتح ستان..حماس لبان..!!
- ضحك ولعب وكذب ونصب..!!
- مقارنة غير بريئة..!!
- ..!!تبشير ثقافي بالكاتشوب
- تفكيك وتركيب..!!
- الناس..في كفر غزة..!!
- جمهوريات في خان يونس..!!
- جدارية العار..!!
- تحية..لهذا الأمي..!!
- مطلوب عميل..!!
- تفوووو.. على هيك عيشة..!!
- بلاغ الى امرأة..!!


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - ..!!غاضبون ولكن