أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - وجهان للتطرف..!!














المزيد.....

وجهان للتطرف..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب المبدع عندما يلاحقه هاجس ما وتفترسه الفكرة..يعاني مخاضه بصمت شارد الذهن ومحاولا ان ينقل مشاعره الى المتلقي بأمانة وصدق وعبر كلمات معبرة وموحية واسلوب فيه جدة يحرك النفس الراكدة..!!
والكاتب المبدع كذلك يسر أيما سرور عندما يتواصل مع قارئه عبر صفحة كتاب اوجريدة أو ويب ويتحاور معه من أجل وضع رؤيا مشتركة وأجابات موضوعية لتساؤلات سياسية وحضارية وثقافية ملحة تفرض نفسها وربما تكون مثار أختلاف في الرأي وحساسية في التناول .
ولكن مشكلة المشاكل عند الكاتب والمبدع العربي هي أنه يجد نفسه أحيانا أمام قارىء متطرف النظرة ..متسرع .. لاطاقة له ولاصبر على القراءة بعمق وتأن فيكتفي بسطر أو سطرين أو قراءة العنوان فقط ليطلق صليات حكمه على طريقة عادل امام "ابيض ..!! أو اسوووود " متكئا على ذخيرة حية مختومة بما يؤمن ويعتقد ومن غير الممكن ان يحاول حك قشرة دماغه فاعادة التفكير أو تحديث الموروث مرتبط عنده بمسألة الكرامة ولامجال مطلقا للتنازل أوالخروج من خندقه الا منتصرا لاعتقاده الراسخ بما لايقبل النقاش أن في يده الصواب دون غيره .

هذه المعضلة الفكرية المستحكمه في الشرق لها جذور ترجع الى البداوة التي وصفها ابن خلدون بحدة الطبع فالبدوى متطرف في حبه وفي كرهه صعب المراس وصعب الاقتناع بغير مايقتنع وأرى ذلك يتجسد بشكل واضح في الجدالات السياسية كما في برنامج "الاتجاه المعاكس " مثلا حيث يغلب الزعيق والمقاطعة وربما التراشق بالسباب والتخوين ويخرج المشاهد من حوار الطرشان غالبا بالصداع و بخفى حنين..!!

قلة هم الذين يقبضون على جمر عقولهم في زمن يقود الجهل فيه القطيع وأقل هم الذين يفتحون أذهانهم على مصارعيها لتمحص وتقبل فكرة الاخر ان وافقت الصواب حتى ولو كان طفلا فلا عيب ولاضير ان نتعلم جديدا مفيدا بل العيب كل العيب ان نتعفن على تابوهات موروثة مغلقة..!!
ولعل "التجربة الدنماركية "..!! كمثال حي وقريب قد دلت على أزمة الكاتب والمتلقي معا في الشرق العربي والاسلامي فكليهما انقسما على نفسيهما وبشكل تلقائي مابين ضفتي النهر بالنظر الى التراكمات المسبقة والقناعات المقدسة عند كل منهما لامبالين تقريبا بضرورات التواصل بين الافكار الانسانية وصولا لقناعات مشتركة أكثر تفهما وعقلانية .
فعلى الضفة اليمنى يقف من يلوم على الكاتب المتزن عدم غيرته على دينه ويستهجن تقاعسه عن اظهار غضب يحرق الاخضر واليابس وكأن الغضب و العنف وحدهما هما العلامات الفارقة في البطاقة الثبوتية لكل مسلم وربما يصل الامر بهولاء ان ينعتوا الكاتب بالالحاد والعلمنة وطبعا الفرنجة والمولاة للغرب..!!
بينما يقف على الضفة اليسرى الذين يحكمون بمعلمة وثقة فوقيةعلى الكاتب نفسه بالتخلف والتعصب والتبعيه الالية للقطيع وعدم فهم المضامين الحضارية .... و....و....

وفي رأيي المتواضع ان كلا الفريقين وجهان لعملة واحدة هي التطرف الفكري سواء كان الى يمين اليمين أو يسار اليسار فكل طرف يدعي امتلاك الحقيقة دون الطرف الاخر وهما أيضا غير مستعدين للتقدم كل باتجاه الاخر ومن المفارقات المضحكة ان كلا منهما يخدم مصالح الآخر في النهاية فالتطرف الاسلامي يصب في جيوب المتطرفين الصليبيين وااللادينيين والعكس صحيح..!!
وغني عن القول أن التطرف الديني هو بؤرة شيطانية نشطة لاشتعال الاحقاد والكراهية بين شعوب الارض ومن لايصدق هذا فلينظر الى مايحدث بشكل شبه يومي بين المسلمين والهندوس من حرق متبادل للمساجد والمعابد ومادار ويدور بين المسلمين والمسيحيين واليهود من حروب وفظائع..!! وكذلك مادار ويدور من صراع وتناحر وتكفير حتى بين أبناءمذاهب الملة الواحدة..!!
ومن هنا فأني بت أعتقد ان التطرف ليس فقط ان تندفع هائجا في مشاعرك وتحاول ازاحة من يعترض طريقك بالحرق أو بالقتل بل ان التطرف أيضا ان تتبلد مشاعرك تجاه الاخرين ولاتعترف بحقوقهم أو تحترم مشاعرهم ومعتقداتهم ومقدساتهم وكأنهم دون مستوى البشر
وأعتقد أيضا ان العقل والمنطق أقرب الى الصواب دائما بينما الاستسلام السهل لدفة العاطفةله مزالق خطيرة وقد لايرسو بالسفينة على شاطىء السلامة ولربمايكون مصيرها لاسمح الله الغرق..!!
وأؤكد في النهاية وبكل ثقة ان وجهة النظر هذه التي خلصت اليها قابلة للتحديث والتغيير الى الافضل قناعة بتلاقح الافكار وقيمة التواصل والتزاما بما أوردته آنفا في مقالى هذا شرط ان تجد العناية اللائقة والموضوعيةمن المتلقي قبل ابداء رأيه الذي لايقل أهمية عن رأيي.
أما بالنسبة للقارىء العزيز الذي صاح بي موقظا لاعتقاده باني أغط في النوم فاقول له"سامحك الله " مشفقا عليه حقا من رعونة المضغ وعسر الفهم وأخشى أن يذهب في "كوما" عقلية عميقة لايعود منها أبدا..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاسة ضايعة..!!
- مجرد حلم..!!
- ..!!غاضبون ولكن
- قراءة في منتهى البراءة....!!
- اللهم لا حسد..!!
- لطفا..لم نصوت لأحد..!!
- دموع في عيون وقحة..!!
- فانتازيا ممكنة..!!
- سحابة صيف..!!
- على أونا.. على دووووى..!!
- يالسخرية القدر..!!
- فتح ستان..حماس لبان..!!
- ضحك ولعب وكذب ونصب..!!
- مقارنة غير بريئة..!!
- ..!!تبشير ثقافي بالكاتشوب
- تفكيك وتركيب..!!
- الناس..في كفر غزة..!!
- جمهوريات في خان يونس..!!
- جدارية العار..!!
- تحية..لهذا الأمي..!!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - وجهان للتطرف..!!