ياعيب الشوم..!!

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 10:45
المحور: القضية الفلسطينية
    

الأخبار السيئة تنتقل بسرعة ولاتنتظر حتى الصباح الباكر ‏وفي خان يونس المدينة التي تنام على تاريخ متناقض من ‏البطولات والزعرنات كل شيء ممكن ومتوقع ..!!‏

قبل أبام حذرت أنا العبد الفقير ابن المدينة التى تضم ألف ‏زعيم وزعيم من فتن قادمة تقسم الناس من أهلى أو ‏زمالك الى فتح أو حماس يعني ببساطة قيس ويمن ‏بطريقة عصرية فكلا التنظيمين في الحقيقة تاجر شاطر ‏الاول بضاعته الوطن والوطنية والثاني على نفس القدر ‏من الشطارة وبضاعته الدين..!!‏

المواطن العادي للاسف يدفع ثمن البطولات الزائفة ‏والعنتريات التي يقوم بها قبضايات الفريقين من أمنه ودمه ‏وأعصابه وكأنه لاتكفيه وجبات الاحتلال اليومية ولابد ان ‏يتصبح ويتمسى بأخبار التحرير المتبادل بين فصيلين ‏ينسى أمراء السلاح فيهما أنهما من جرح ودم فلسطيني ‏أولا وأخيرا..!!‏

ثلاثة قتلى وعشرون مصابا في كر وفر بين قبيلتي ‏داحس والغبراء بدون مبرر ولا أدري هل يوجد من بيننا هرم ‏بن سنان يبلسم الجراح ويدفع الديات..!!‏

الغريب أن دعاة الفريقين يقدمون القتلى لنا شهداء وهم ‏يعلمون جيدا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ‏هذا الشأن.واستطيع القول ان هؤلاء الذين قضوا في ‏سبيل راية فلان أو علان انما هم خسارة فلسطينية ‏فادحة لامبرر لها وخطيئة تضاف الى مئات الخطايا التى ‏يرتكبها قادة السلاح..!!‏
فهذا يريد أن يذهب بدم أخيه الى الجنة وذاك يريد ان ‏يستعيد بدم أخيه ما فقد من سلطة.‏

ياعيب الشوم..‏

ما حدث في المنطقة الشرقية هو عار بكل مافي الكلمة ‏من معني يلحق بنا وبالتنظيمين العتيدين ويعطي انطباعا ‏قويا عن أن كل القصائد والخطب عن الوحدة الوطنية ‏والتلاحم الأخوي تذهب أدراج الرياح مع أول فورة غضب ‏لحامل بندقية..!!‏

ياعيب الشوم..‏

رغم مايمر فيه المواطن الغلبان من هم يومي خانق ‏وضائقة مالية في ظل غياب الراتب الحبيب ولا حبيب غيره ‏عند مواجهة البقال والجزار والسوق ومصاريف الاولاد
رغم كل ذلك..يجعجع الرصاص في مكان وزمان غير ‏مناسبين بما يدلل على ان الآتي ربما يكون أسوأ
ولننظر الى محاولات السرقة والسطو المسلح المرشحة ‏للازدياد في الفترة القادمة ان لم تجد أزمة الرواتب لها ‏حلا..!!‏

ان الناس الان على شفا الجوع ولن تجدي معهم كل ‏النظريات البراقة عن الصمود خاصة وانهم يشاهدون كثيرا ‏من الاغنياء والموسرين الذين يمتطون التنظيمين ‏الزعيمين يكتفون بالتنظير والتخدير في حين يكنزون على ‏قلوبهم مايكنزون ويضنون بالفتات على أبناء شعبهم من ‏الأيتام والفقراء فلا تكافل ولا أثرة و سلم لي على ‏الدولار..!!‏

إننا حقا بحاجة الى رجال ..رجال يخلصون لله ثم الوطن ‏ولا يتاجرون بهما طمعا في كرسي أو طموح أو جاه..‏
رجال يصدقون ماعاهدو الله عليه عند اللزوم ..سلاحهم ‏لايوجه الا لمحتل و أياديهم بيضاء ناصعة لم تتلطخ يوما ‏بدم بريء من أبناء شعبهم

ان الاسابيع القليلة القادمة ستحمل ما تحمل وتكشف ما ‏تكشف وما يبدو الآن ذهبا قد يبدو تنكا وقد علمتنا ‏التجارب الا نراهن على قول أحد ما لم يفحمنا بفعله
فلم العجلة..؟!!‏
ولم الصراع ونحن لا نزال نتشمس تحت صرامي ‏الاحتلال..؟!!‏
وهل كتب علينا ألا نتشطر الا على بعضنا البعض ونجرب ‏سلاحنا في رقابنا..ثم عند ساعة الجد يختفي..؟!!‏
نعم ..‏
يجب علينا من أجل تاريخنا ومستقبل أبنائنا و ورأفة بمن ‏حولنا أن نستحي قليلا..‏
أليس كذلك..؟!!‏

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل