أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - الشجرة . قصة. آسيا الطعامنة














المزيد.....

الشجرة . قصة. آسيا الطعامنة


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 6799 - 2021 / 1 / 26 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


يقول الأديب السويسري الحائز على جائزة نوبل للأدب -عام - 1946 (( : بالنسبة لي الأشجار عادة ماتكون المبشر والواعظ صاحب النظرة المخترقة للمألوف والنظرة البعيدة، إن الأشجار معابد للذين يجيدون الحديث معها ويجيدون الإصغاء إليها هي تعلمهم الحقيقة ))
فالشجرة رمز مقدس في الخَلق، فشجرة الحياة مقدسة في الجنة وكذلك عند أغلب الأديان والمعتقدات وهي رمز للإنتماء الوطني وكذلك رمز للجذور والتاريخ وهي طاقة حيوية من ماء وتربة ونور وهواء.
هي السر الكامن في ذات الإنسان والقدرة اللامتناهية في العطاء، وهي كذلك تعطينا القدرة على الصمود ،
والإيحاء بأن الحياة جميلة وتستحق أن تعاش،
ليس بإعطاء الأمل وحده ولكن أيضا ً وأيضاً بإعطائنا المحبة والصفاء.
قصة الكاتبة الأردنية : آسيا الطعامنة - عن شجرة السرو - المزروعة في حديقة البيت - فيها الكثير مما ذَكرنا فهي شجرة سرو سامقة تــُرى من بعيد وأُخذت رمز للمعرفة والدلالة والسمو، إذ أنها شجرة تنمو للأعلى بكبرياء - وهي تــُطاول السماء - غير هيـّابة، غايتها مداعبة الغيم لتمشط جدائلها وتزهو بالعنفوان ، وتستحم بالندى.
وفي القصة يكمن الرمز في سلوك ( الجار السيئ ) الذي تصور له مخيلته المريضة ان الأغصان أفاعٍ تلتهم العصافير الحاطة على الشجرة،
إذ هو رمز للحقد على الحياة والجمال وعنوان الكراهية ،
وبذلك - زمنياً - يكون معادياً لرمز الحياة الذي هو الأب، الذي زرع الشجرة واعتنى بها مع رمز البراءة والنقاء الذين هم الأطفال، .... الذين أحبوا الشجرة وفرحوا بها وسـقوها بالماء الذي كان مصدر سعادتهم وفرحهم.
وهكذا كبر الاطفال مع الشجرة وصارت رمزاً وروحاً لهم وتعطيهم قوة وصلابة الأب، وقدرته على خلق الحياة. (( فسال دمي غزيراً ، عبأته بقوارير إثنتين وعشرين ، وعلقتها بخيوط على أعلى الأغصان في الشجرة، ابتسمت وانا اسمعها الشجرة تصدر صوتاً واحداً متجانساً ، ثم أويت الى فراشي وأنا أشعر بسعادة غامرة )) .
هي هكذا الكاتبة علقت براءة وأرواح الأطفال وتاريخهم على اغصان الشجرة.
وهنا يكمن التجسيد العميق لروح الإنسان النقي مع الشجرة، مع النقاء، مع الرمز، مع الخلود والحياة الطاهرة النقية.
أما في الصباح فتأتي البلدية مسلحة بحقد الرجل الكاره والحاقد على الشجرة رمز الحياة والنقاء، وكذلك مسلحة بالآليات الحديدِّية التي بلا روح لتطيح بالشجرة التي من لحم ودم.
وهكذا ترى بطلة القصة بأم عينها كيف تحتمي أغصان الشجرة بها وهي تلوذ بشبـّاكها بأنين خافت ، وألم كبير وتسحب الغطاء لتدفن رأسها لتحتمي به من شرور البشر، وكأنها طفلة تحتمي بحنان الفراش.
( آسيا الطعامنة ). قاصة موهوبة تملك لغة جميلة وقدرة تخيل وكثافة رؤيوية واحساس عميق بالمفردة والمحيط وقلق داخلي وتواتر نفسي يصنع منها كاتبة جادة صاحبة رؤية متميزة والأدب ليس سوى مكنونات الذات
.لبوسه الثقافة والحرية وقدرة التعبير والغوص في عمق وتجليات الذات الكاتبة وهي كذلك إن عملت على إتقان ماذُكر بصبر ٍ ودراية .
: وفي قصة الشجرة القصيرة هذه ، الحوار داخلي بين جميع الأرواح. الأب، الأطفال ، الشجرة، العصافير، الرجل الشرير،
الجيران، البلدية ، صوت الشجرة ، ارتطامها بالأرض الموجع، صوت الرياح، كلها تـتـناجا ، وتتحاور مع بعضها ككائنات حية تحدث نفسها بصوت هامس خفيض. مشبع بأسرار كل ماذُكر كمسرحية صامتة تُمثَّـل على مسرح الحياة. بقلم كاتبة جادة وواعدة .



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياديرتي ياديرتْ حزن ْ
- الشاعر الشعبي. محمود الذخيرة.
- أطفال سوريا يموتون من البرد والجوع.
- هل المرأة رسول الشيطان؟
- لها الجلال وسرمد الجمال
- وادعة كما الغيوم في صفاء
- الحرمل. رواية. سيرة الأب.. 1.
- مقطع من رواية الحرمل. 8
- الكل يأكل لحم الوطن
- الليل ُبياض الهم وقناديل الريح
- الليل بياض الهم وقناديل الريح
- نظرت أمامي وورائي
- أنت يامن تريد طعني
- أمي. ومحرقة النار ، وتوحش السرطان
- يلبط الليل ُ في دمي
- نص أدبي متجاهل للمعنى
- عجب ٌ عجب ْ
- الغرنوق الذي زرعته الملائكة في غابة السماء
- كون في عرفي المرأة
- قل أعوذ برب الفلق


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - الشجرة . قصة. آسيا الطعامنة