أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - عويل آدمي معلن يخرق متون العفة في اوقات الاندحار















المزيد.....

عويل آدمي معلن يخرق متون العفة في اوقات الاندحار


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6785 - 2021 / 1 / 11 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


عويل آدمي معلن يخرق متون العفة في اوقات الاندحار .. تحولات واثق الچلبي السردية وسطوة الشعر

اللعبة السردية الحاذقة التي جاء بها الروائي واثق الچلبي انطلت على فكرة الصدمة او احاطة المتلقي بالفواجع والانهيارات

قراءة / صباح محسن
لم تكن الرواية ، في جوهرها سوى امتثال فطن لوقائع تتداخل بين ما يطفو على سطح الحياة ، وبين ما هو متخيل لإضفاء لمسة الفن في عمقها المسور بالحكي والوصف .
وهذا ما كانت عليه الرواية في تناولاتها النبيلة في كشف عوالم لم تُمس ، ودخولها أمكنة أكثر حيطة وحذر ، بأنساق ورؤى تمدها بديمومة تدغعها لفتح دروبا ومساحات غير مأهولة ، لتبث روحا جديدة عبر متوالية بنائها الرصين ، والذي يقيها عثرات التقليد والتماهي مع ما سبقها من نتاج سردي يصل بحيثياته لمتلقي يجلس مع نفسه بألفة !
ان التطورات التي اصابت جسد وروح الرواية عبر تاريخها الطويل ، ومتغيرات الشكل والمضمون في تناولاتها لوقائع قد تبدو مغايرة لما نعيشه ونحسه ، وتزجنا بأمكنة مقفرة وغير ودية ، لنتدارك بعدها قوة الصدمة التي احدثتها وقائعها برؤوسنا .
اننا أزاء عمل روائي تقرب وبوعي لبناءات سردية مغايرة في واجهة الشكل الروائي وتشكيل عالم مغرق بتفاصيله السرية ! ومساحة انتمائه لمجسات بشرية غاية في الخصوصية والبوح ، وبفرادة عالمهم الاكثر حصانة من مؤسسة امنية ! مع اسقاط جوهري معزز ببناء نفسي وشخصاني على واقع يمور بالمتغيرات والمحركات الاجتماعية الاكثر غموض ، مع هيمنة فاضحة لسلوكيات تتفاقم في مراحل الانهيارات التاريخية ، والاقتصادية ، جراء خراب شامل يسير جنبا لجنب مثل ظل مع انفاسهم .
ان اللعبة السردية الحاذقة التي جاء بها الروائي واثق الچلبي انطلت على فكرة الصدمة ، او احاطة المتلقي بالفواجع والانهيارات متعددة الاوجه والاشكال ، ليردم حالة الخوف المتأصلة بروح المتلقي المستكين لقراءات ذات نزعة تربوية واخلاقية تلتزم بقواعد غض الطرف عن غير المألوف والمسكوت عنه ! والغاء عنصر التهويم ، والاجترار الذي عادة ما يصاحب الاشتغالات السردية ذات النزعة التقليدية ، ومحاولة ركز المتلقي لأتون وقائع غير مرئية .
ان اشتغال الروائي واثق الچلبي على ثيمة مختلفة في تناوله السردي ، في روايته شفاه الشطرنج ، أزاح الكثير من العقبات المتواترة في جسم السرد ، عبر آلية اشتغال اكثر جرأة بتحييد ما هو سري ، ومغلق ، وصعب ، ليزج بالمتلقي بأمكنة جديرة وصادمة ، وجره بهدوء ، وحنكة ، لعالمه الذي ابتكره ، وركّب أمثلته بمصهر رؤيته الفنية ، والفكرية ، لإتمام حيازة قارئ حاذق يتماهى مع طروحاته السردية .
رواية شفاه الشطرنج جاءت بعدد صفحاتها المحدودة ( 62 ) صفحة ، وبعناوين منفصلة بواقع ( 12 ) عنوان موازي للأحداث ، وكما تم تأشيرها ، تاريخ قدح ، ماذا تعرف عن القلب ، لا تثق بالورود ، روائح الفردوس في عطلة ، موعد مع زوج خشبي ، لقاء اللذة الخائبة ، بداية بلون الحقيقة ، بطولة امرأة ، لعنة تومي ، عائلة الفوضى ، اسرار لاتشبه الصناديق ، وبمتوالية تعدد الاصوات في شكل الرواية وبناء احداثها ، حاول السارد ان يحطم الشكل التقليدي في بنائية الرواية التي رزحت طويلا تحت وطء بناءات مملة !
تقرب السارد واثق الچلبي بحذر لخصوصيات ابطاله ، ولكي يسد طريق التمرد او الافلات من قبضته الروائية المحكمة ، حيث استخدم الكاتب مفردات شعرية ، واسلوب شعري ، ليتحاشى سطوة الواقع ، واحداث قريبة من حياة الابطال ، عن طريق اشاراته في بعض من مفاصل الرواية عن الاحتلال ، وخراب بغداد ، مع الاشارة للخراب الروحي الذي هيمن على الناس .
يْشعرك السارد وبمفردات انيقة ، ورشيقة لا تتناسب وبشاعة بعض الممارسات والتدني الذي كان يعيش فيه اغلب ابطال روايته ، ولكي لا يقع في فخ الملل ، عمد للتقطيع ، وبطريقة المونتاج السينمائي لإيصال قوة الحدث وحركة البطل عبر تعدد الاصوات والاحداث ، والتي ربطها بالثيمة الرئيسية ببراعة .
الشخصية الرئيسية هو مُدان الذي يغلب عليه طابع الرسوخ والاعتداد في بنائه النفسي والفكري ، والاستاذ الجامعي عماد المنحرف والذي يأتي بأفعال غاية في الشذوذ من خلال عشقه الغريب لصبي في العاشرة من عمره ! ودريد الصبي الضحية ، والذي يرمز اليه الكاتب بكيل الضياع والفقد وعدم وضوح الرؤية ، وأمثلة نسوية غريبة الطباع والتوجهات مثل رند ونيران ، وكلاهما ترمزان لتحولات اخرى صادمة في البناء الروائي وتأديتهما لأدوار صعبة وغريبة ، من مثل علاقة رند الجنسية مع كلبها ! ونفورها من عالم الرجال لأسباب تتعلق بنشأتها العاطفية ، وصديقتها نيران التي تأخذ شكلا مغايرا في بنائها الدرامي في واجهة الرواية .
برع السارد واثق الچلبي ببناء عمله الروائي صغير الحجم ، بتقربه من البناء القصصي لروايته شفاه الشطرنج ، ليزيح عن كاهل المتلقي الاضطرارات الطويلة ، وغير ذات النفع ، لشد المتلقي بأرسال جُمل مبتسرة وقصيرة وذات لبوس شعري لردم حال الملل الذي قد يعتري المتلقي جراء وقائع جد خاصة ، وليسحبه لعوالمه الاكثر ندرة في قنع رواية إدهاشية لم تمرق على قارئ تقليدي ، وليزجه في عالنه بوعي وفطنة .
ان رواية شفاه الشطرنج كشفت عن خللٍ اجتماعي ، وانهيار اخلاقي ، في عمق مجتمعنا ، باستخدام الصدمة بأدوات اشتغاله الفنية ، والفكرية ببناء حاذق ومذهل .
ان واثق الچلبي قدم لنا عملا روائيا مشحونا بالمفارقات ، والخصوصية ، بأحداث اتسمت بطابع الغموض ، والفرادة ، وكأنه يدفعنا للتقرب من تلك الوقائع واعلان صراخنا. ورفضنا لما آلت اليه المتغيرات في تكويننا بعد الانهيارات .
صدر للكاتب واثق الچلبي العديد من الاعمال الروائية والقصصية ، منها المجموعة القصصية الاغتيال الازرق ولحاء الطباشير في كتاب واحد ، ومجموعة اخرى بعنوان قشرة الملح ، ومن اعماله الروائية ، يوسف لا يعرف الحب ورواية كل انواع الحلي لا تفيد الموتى ورواية جديدة صدرت قريبا بعنوان فقيه الطين ومجموعة شعرية بعنوان شظايا لسان .
وكنت قد قلبت اوراق مجمل رواياته وقصصه وحزت معرفة بأسلوبه في الكتابة ، وصناعة اعماله وابتكار احداث وأمثلة لا تبتعد كثيرا عما تم تقديمه في عمله الرائع شفاه الشطرنج .



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ( يوسف لا يعرف الحب ) للكاتب واثق الجلبي .. قميص يرفض ...
- واثق الجلبي .. حفريات معرفية - - متوارية
- حمامة .. ولكنها غراب
- اجيال الرفض
- خارج الزمن
- لا تزعجوا الفيس
- العراقي دمه حار جدا
- الم أقل لكم ؟
- من هو الفاشل ؟
- اجبني يا أبا ذر
- القمر
- هيلا .. ترامب
- وصية
- تنكلوشا
- عظام
- فلفلة
- مجنون
- إنقاذ
- احتجاج
- أوباماتين


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - عويل آدمي معلن يخرق متون العفة في اوقات الاندحار