فلفلة

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 15:07
المحور: الادب والفن
    

للفلافل طعم ومذاق يكاد يسحر الالباب المتيمة برخص لفة الفلافل الطازجة حيث تجذبك الرائحة فتهيم على وجهك وتنسى المفخخات وكلمات بعض الساسة الماسخ بالسين وبالصاد التي يعطيك حرفها قوة المعنى المهم ان عطر الفلافل ينسيك الهموم فكانك تطير الى المطعم الفلفولي الذي يقع على حافة وادي الفلفل الغارق بالفلافيل المتفلفلة ولا تتذكر الباجة ولا الدولمة ولا شربت الزبيب . شاهدت رجلين يأكلان الفلافل وخلفهما شاشة عريضة تنقل مشادة كلامية بين نائبين عظيمين لكن من ياكل الفلافل ينسى عراك السياسيين . هي دعوة بريئة لبعض السياسيين الذين أدمنوا قراع الكتائب وسلّ الأسياف من الأغماد الى جلسة بسيطة وأكل الفلافل بالعنبة أو الصاص وفي الباب الشرقي بالتحديد لأن فلافل الباب الشرقي منكهة باللون الأخضر القريب . فالدهن محروق تماما ولا يحمل إلا الفايروسات المستمكنة من الفقراء أما الطاوة الرائعة فلم تغسل جوفها منذ قرون ، والصمون اليابس عندما تنام على جنبيه الفلفولة لتفرش مساحاته الصحراوية بالدهن والسخونة لتعطيه رونقاً لم يحلم به هارون أيام ملكه . ولك أن تتخيل الجواري وهن يؤدين رقصة الفلافل على نغم الدهن الأسود وصوت الباعة في ردهات القصر تنذر بعاصفة فلفولية راقية ويأتيك الفلفل الأكبر بكرش ممدود وخد موّرد وعينان جاحظتان تحيطه القدود الفلفولية معبرة عن امتنانها لهذه الجلسات الرائعة . لترحب المغنيات بالرئيس الفلفلي قائلة : يا فلفلة يا فلفلة بجوقة مجحفلة تحط عنها الفيلة تبرز عند المنزلة بعسكرٍ مجوقلة والزحف زحف المهزلة برايةٍ منخذلة كروشهم مزلزلة والوجه وجه سخلة أو قردة مسترجلة ، أما الجواب الرئاسي فيكون فيجيب بصوت مرتفع ومعنويات عالية وهمة عظيمة : شكرا لكم احبتي فاليوم يوم المحفلة هزوا لكم أعطافكم فالشعب مات اكمله غنوا معي يا فلفلة فالعمر عود السنبلة والناس مات جلهم من أجل طعم الفلفلة صمونة قديمة والدهن راقٍ منهله هيا ارقصوا طاب لنا فدرلة مفدرلة نرفع اعلام الخنا فوق الرؤوس المُهمَلة فدولة مفلفلة منعّمة منجذلة امريكة تركية وجارة منهدلة . بعد أن نفدت الفلافل عاد الكل الى وعيه وهم في سلال النفايات .

[email protected]

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل