ارصفة

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 19:19
المحور: الادب والفن
    

أرصــفــة
ارصفتنا كثيرة .. منها العمر المهدور .. والشيب الخضيب .. والاطفال الملغيون من قائمة التحالف .. والنساء المقهورات تحت نير التسلط .. ما كانت الابل التي قادها ذلك الاعرابي ان تعطيه جوابا عن نضوح الماء من باطن الارض .. مزمار متوثب وحكايات ملؤها الاكاذيب .. هكذا افنينا حياتنا الملآى بالكآبة .. ارصفتنا مكتبات مرصوصة كالاجساد الخاوية تتقاذفها الريح لكنها غير سريعة الاشتعال .. هنيئا لمن امتلك رصيفا فهذا يعد تاريخا وذكريات لا يستطيع كرسي الخلافة ان يحدد من سطوته .. رصيف الذاكرة الملتهب يحن الى اشياء ربما لم تمر يوما به لكن ذاكرة الرصيف مجموعة في ذات واحدة .. رصيف هنا وكهف هناك وذاكرة شبحية مأكولة الاطراف .. نحن ارصفة ممتلئة بالتاريخ القسري لعنف اللغة وفظاظة الاشكال والانماط غير المتكافئة .. كل يحاول ان يرسم رصيفه ويعطي شكله وطوله .. من يستطيع ؟ رصيف القهر غادر اللعبة التي كانت بيد طفل لا يذكر ملامح والده .. هل هناك حاجة للتذكير بالقلوع السائرة نحو النهايات غير المبتدئة ؟ في الرصيف حياة .. الشوارع المحاذية تحيط المه بماء غير منهمر من المآسي .. بيوت لم تعرف ان تبتسم الا لتموت بعدها .. حيرة العصفور وهو يبحث عن غصن مبتل بدموع الام تستدعيه للقيام بالزقزقة فوق شجن الرصيف .. غربة متنوعة فيها الكثير من الحيرة المنبعثة من لهاث الانسان ( الرصيفي) .. من قتل الرصيف ؟ الرصيف صديقي لا يقتل بل يستباح ..هكذا اخبرتني النخلة الملقية على كانون الرصيف الذي اسكن فيه .. قبلتها لأنها عمتي .. حاولت ان تنهض لتعانقني . . اعاقها شيء ما .. امعنت النظر فاذا به رأسي .. راسي الذي ضجرت منه بسبب جنون يسكن فيه اسمه العقل .. الاغبياء هم اذكى الناس فالعاقل من ادرك بان الشمس ذرة رماد في طاحونة صحراء مقننة .. قصص الرصيف لن يكتبها الطبري وابن الاثير وابن أعثم ولم يستطع أحد من رواية جزء بسيط منها .. هل تعرفون لماذا ؟ لأن الرصيف لا يعترف به الملوك .. ثورة الرصيف حكاية عشق تخرج من فم ناي مصنوع من الآدمية .. هكذا قدمت مرافعتي لحضرة ( السيء) الرئيس مدافعا عن الرصيف .. لكن الرأي العام أقرّ بأن الرصيف متجاوز على البشرية فتم بذلك اخراجي من المحكمة وتم اعتقال الرصيف.

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل