أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - واثق الجلبي .. حفريات معرفية - - متوارية















المزيد.....

واثق الجلبي .. حفريات معرفية - - متوارية


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2021 / 1 / 1 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


يوسف لايعرف الحب - - شفاء الشطرنج - - كل انواع الحلى لا تفيد الموتى
ثلاث روايات قصيرة للقاص والشاعر واثق الجلبى -
الناقد عبد الهادى الزعر
كيف يتم التأويل واختيار المقاربة النقدية اذا كان النص مستغلقاً ؟
عند قراءتنا لأى نص يتوجب علينا فهم معنى الكلمة وما بعدها فأغلب المفردات العربية تحمل اكثر من معنى معلن ربما تاسس ارضية لدراسة لاحقة او نواة متمردة عصية على التوصيف والتحديد
فالمفردات والجمل اللاحقة عادة محملة بمحتوى حدثى مهما كان شأنه صغيرا او كبيرا يوحى للتاويل فمثلاً قراءتنا للقران الكريم بتدبر وتؤدة غير قراءتنا للتصوص الوضعية الاخرى -
خذ على سبيل المثال السرود التاريخية هى ليست مرويات عن احداثٍ مضت وانما وجهات نظر مؤرخ او مُوثق اتكأ على فعلٍ ما بعينه وباقى الافكار تاّليف مغايرة لاتمت لصيرورة الاحداث بشىء بل شفرات عن المرجعيات والافعال والشخوص والهرمونطيقا -
يتحول السرد بنظر المُدون الى فضاء شاسع لاعلاقة له بارضية الحدث وزمانه لذا يطلق العنان للافتراض والتغريب لسد الثغرات وكما قال بارت ( هناك نوعان اساسيان من النصوص يمكن فرزهما -- القابلة للقراءة والقابلة على الكتابة ) والثانىة هى التى يمكن التعويل عليها -
النصوص انثى ولادة لاتصل لسن اليأس يرنفع شأنها كلما عثر عليها قارىء ناقد يبث فيها دماً جديداً ؛ فالكلمات وتكويناتها تعكس احاسيسنا وردة افعالنا نحو عالمنا المحيط او تبوح بتصورنا الشخصى لما يمكن فهمه او عدم فهمه فاجسادنا المتعبة تستجيب مرغمة لفعل الضغوط التى نشاهدها فتفرض علينا ترجمة للحظة المعاشة وهو انعكاس شرطى عن المحسوسات كما يؤوله علم النفس الفرويدى فاللاوعى المعرفى المكتسب اتاح لنا التغلغل فى مسامات غير مرئية
جاء فى الفصل الاول من قصة يوسف لايعرف الحب :
( يمد يده الى جيبه ليخرج وجهاً بحجم قبلات العواهر ، هذا الوجه الاسمنتى لا تلهيه نهود الزانيات )
بعض النابهين يغور بعيدا فى استبطان المعانى غايته كشف المضمر - فالكلمات بوصفها كيانات قائمة لها مدلولاتها ومعانيها الم تخاطب ملكة سبأ قومها بان كتابا انزل يقول
(بسم الله الرحمن الرحيم ) فالكلمات بحور غائرة لاحدود لمعانيها -
فى ملحمة جلجامش برواية طه باقر كان البحر فاصلا بين الموت والخلود وفى الشيخ والبحر لهمنغواى عدائيا قاتلا لايأتى بالنفع الا بالمجاهدة والمغامرة بينما عبر عنه جنكيز ايماتوف بالخلق الاول الاسطورى اما بنظر الديانات السماوية هو اساس الديمومة والنماء ولهذا اقام الله عرشه على الماء
ووصفه جيمس جويس -- موضع الحوريات الجميلات وغوته فى فاوست معتبرا اياه قوة دينامية لبناء المستقبل وفى رأى السندباد العراقى متاهة واكتشاف مجاهيل - ( *)
مما تقدم ان لكل كلمة معنى يطول ويقصر والبحر لايفرض استثنائه علينا إلا اذا هاج وماج كما فى التوسونامى الذى احال نصف اسيا المتشاطئة الى رميمٍ تذروه الرياح -
يقول الناقد ياسين النصير فى كتابه كلام النص : الكلمات تعنى شيئا وتشير باطنيا لشىء اّخر فماء البحر وهو يجرى معنى وماء المطر معنى وماء الثلج حين يذوب معنى -
لايتقيد معنى الكلمة بمصادرها اللغوية فلها دلالات لايحددها النص كم هى صور وإحالات
فى قصة شفاه الشطرنج :
( النفوس لم تعد كما كانت ، الالوان فقدت عذريتها والخطابات المتعالية تبث السموم والفقراء ملوا البلاد واصبحت وجوههم قطع نردية بلا ارقام ؛ كيف يصلح المُدان كل هذا الخراب )
كم سعدنا حين قرأنا التراث الاندلسى الثر وكم خلف لنا جماليات هائلة من خلال الموشح كما ان الفلسفة المتمثلة بابن رشيق وابن ميمون وابن رشد وابن طفيل لا زالت قيد الدرس -
لنذهب الى سياق اّخر يعطى الكلمة اكثر من رؤيا :
ديكارت ابا الحداثة فى مركزية الانا - انا افكر اذن انا موجود - معلناً ان الذات الطبيعية يكتب لها ويفكر وهى تنقل - - فى حين عد هيغل الذات جزء من المطلق ووفق ذاك المعيار تمسى الجملة جماعة والعبارة طائفة والنص امة والحرف كيان -
شبه ابن رشيق بيت الشعر بالخيمة بعمودها الوسطى واروقتها و اوتادها وربما المتصوفة سبقوا ابن رشيق بالتمثيل يقول احد العارفين حضرت مجلسا لمتصوفى بغداد فأذا قال احدهم ( قافاً ) بكوا واذا ذكر الاّخر( ميماً ) تبسموا -
قال ابن سينا هذه الابيات الفلسفية فى الروح :
رب ورقاء هتوفٍ فى الضحى - - ذات شدوٍ صدحت فى فنن
ذكرت إالفاً ودهرا سالفاً - - فبكت حزناً فهاجت حزنى
ولقد تشكو فما افهمها - - ولقد اشكو فما تفهمنى
غير انى بالشجا اعرفها وهى ايظاً بالجوى تعرفنى
لازلت كغيرى من الاربعينيون تأسرنى المفردة المعبرة العميقة المعنى !
النابهون من كتاب اليوم يمتطون المفردة القلقة فيسخروها فى مدوناتهم الشعرية والسردية لانها تمد المعنى بطاقة اضافية ديناميكية هائلة تجعل القارىء يسيح فى لججٍ عميقة الغور ! محاولا مسك المعنى ولنا فى شعر الجواهرى والمتنبى وعبد الرزاق عبد الواحد عبرة
بالرغم من شكل القصيدة العادى المتواتر نرى اغلب الشعراء حديثى التجربة قصائدهم مبناها ومعناها مستقر يمكن الامساك به من اول وهلة بينما يمتطى الخبراء المجربون المفردة القلقة التى تخرب بيتها وتبنيه عند كل قراءة -
الشاعر اللا مجدد يرضى لنفسه بيتاً يسكن به الى ان يرحل والشاعر المكين ينتقل كل يوم لبيت جديد -
اما فى قصة كل انواع الحلى لاتفيد الموتى :
(فى لحظة امساك الغيم لم يتوقع شوقى ان روحه ستمطر ندماً فليس من الممكن ترويض الشتاء ، ارصفته التائهة كعمره المهدور يتساقط ريش الطائر على متن السهول المنبطحة والممتدة بين عين الدهر وزنده )
الاسلوب هو الرجل جملة رددها طه حسين يرحمه الله منذ عشرينيات القرن الماضى و الشعر والسرد المتقن صناعة فردية وفن يتميز به كل مبدع واصيل بالمراس والمران تلك الصناعة مكتسبة وقليل قليل هو الموروث فوادى عبقر لم يحدد له وجود على تضاريس خريطة اليوم وبقى قولا لافعلا -
فحسن التاليف والديباجة تزيد المعنى وضوحا وصاحب الاسلوب ماهو الا فنان يرسم و يصور افكاره على نحو متفرد ولما كانت اللغة صناعة فانه يستخدمها ويضيف عليها اسرار تعبيرية ايحائية ؛ فلغة الابداع قائمة بين الانتقاء والصياغة والشعر ثورة متجددة لاتعرف الهدوء والاستكانه -
الكلمات كالعصافير تطير فى فضاء الورقة وبطيرانها تزيل البياض الزائف وتثبت بياض حقيقى - - ذلك ماوجدته مع واثق الجلبى السارد الشاعر المفكر -
المصادر:
صراع التأويلات -- بول ريكور
الهورمينو طيقا - - عبد الغنى باره



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمامة .. ولكنها غراب
- اجيال الرفض
- خارج الزمن
- لا تزعجوا الفيس
- العراقي دمه حار جدا
- الم أقل لكم ؟
- من هو الفاشل ؟
- اجبني يا أبا ذر
- القمر
- هيلا .. ترامب
- وصية
- تنكلوشا
- عظام
- فلفلة
- مجنون
- إنقاذ
- احتجاج
- أوباماتين
- مدينتي
- هدهد


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - واثق الجلبي .. حفريات معرفية - - متوارية