اجبني يا أبا ذر

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أجبني يا أبا ذر .. أجبني
واثق الجلبي
ما زلت لا اعرف اين ستاخذنا السياسة ، هل نتجه نحو الهاوية ؟ ام نحن في الهاوية بالفعل ؟ اسئلة تتمحور في مرتكز الذات ولا تجد لها جوابا .. قوم في الصين وآخرون يجوبون العالم بحثا عن فرصة أخرى للكسب وابناؤهم في شعاب الارض يتنعمون بكل شيء . لا اعرف لماذا تذكرت أبا ذر الغفاري ؟ هل اخرج على الناس شاهرا سيفي ؟ فلا سيف لي إلا قلما تحول في عصر الرقمنة المعلوماتية الى ازرار نكبسها ليظهر اي حرف نريده .. لم نعد بحاجة الى يراع لنكتب او حبر يسكب .. لقد سكبنا كل أحبارنا فصار العراق فريسة للجميع . يا أبا ذر : ماذا فعلت كي يخرجك الخليفة وينفيك عن اهلك ووطنك ؟ ثم الى الربذة حيث صارعت الاهوال في الصحراء وحدك .. ألم تكن أصدق لهجة من البعض ؟ لماذا خافك الناس على دنياهم وخفتهم على آخرتك ؟ سيفك لسانك وما زلت صادقا ايها البطل .. كم واحدا منا يمثلك ؟ ويمثل مدرستك التي تعلمت فيها ان تتكلم وإن نفوك ؟ هل ننفى ام نقتل ؟ اجبني يا ابا ذر ؟ أجبني أجد فيك طعم علي ابن ابي طالب ووجه الحسن والحسين وهم يودعانك بحرارة الشوق وأنت تقول لهم : ليس عندي في المدينة سكن ولا حبيب ولا اهل سواكم .. انتم تذكرونني بحبيبي رسول الله . دمعكم في قارورة من اللهفة على ضياع الحقوق في بلاد الحرب واللامبالاة . موتك في الصحراء أفرح الخليفة ظانا انه اسكت صوتا أرقه كثيرا .. المال لله وليس لأحد . لم اعلم ان هذه الكلمات تخيف الكثيرين حتى من تربع على عرش الخلافة وسدة الحكم . من أجل المال قتل الكثير وفني المال وبقي صوتك يطوي ظلام النفوس . اجبني يا ابا ذر : هل نعم الخليفة بالمال ؟ أم وجوده مقتولا مضرجا بدمه ؟ وأنت في تلك الصحراء يبقى صوتك يقرع اصحاب الكروش : المال لله وليس لكم . لقد عدمنا الناصر يا أبا ذر .. ابلغ سلامي لمن تحب ايها الغفاري.

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل