أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - كيف سيصف أريك هوبسباوم الحقبة التي يمر بها العالم اليوم لوظل على قيد الحياة؟؟















المزيد.....

كيف سيصف أريك هوبسباوم الحقبة التي يمر بها العالم اليوم لوظل على قيد الحياة؟؟


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر إريك هوبسباوم واحداً من أعظم المؤرخين في القرن العشرين. ولد في مدينة الأسكندرية-مصر، من أصول بولونية - نمساوية في عام 1917. وأضطر في الثلاثينيات ومع الموجة الفاشية والنازية في أوربا إلى الهجرة إلى بريطانيا والتجنس بجنسيتها، وتوفي في لندن عام 2012 عن عمر ناهز الخامسة والتسعين. وقد شغل منصب رئيس كلية "بيركبك" في جامعة لندن، كما أنه عمل كبروفسور فخري في "ذي النيو سكول" للبحوث الإجتماعية في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. وتشمل قائمة مؤلفاته الطويلة ثلاثيته الشهيرة عن القرن التاسع عشر الطويل، وهي : كتاب "عصرالثورة"(Age Of Revolution)، في أوروبا في فترة 1789 – 1848"، الذي صدر في العام 1962، وكتاب "عصر رأس المال (Age of Capital)، 1848 – 1874" الذي صدر في العام 1975، وكتاب "عصر الإمبراطورية (Age of Empire): 1875 – 1914" الذي صدر في العام 1987. كما تشمل القائمة كتاب "عصر التطرف (Age of Extremes) في القرن العشرين: 1914- 1991" الذي صدر في عام 1994. كما كتب هوبسباوم الكثير من الكتب والمقالات وكان آخر ما ألفه "كيف نغير العالم"(How to Change The World) ونشر في عام 1994.
أتقن أريك هوبسباوم اللغات الألمانية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية، وكان يطالع الكتب البرتغالية والكاتالونية. التحق أريك هوبسباوم بصفوف الحزب الشيوعي البريطاني عام 1936 في فترة دراسته في جامعة كمبريدج لنيل شهادة الكتوراه لإطروحتة حول "الجمعية الفابية"، كما إلتحق بالنادي الاشتراكي في جامعة كامبريدج. وظل في صفوف الحزب الشيوعي حتى عام 1956، وغادر الحزب بعد تدخل القوات السوفياتية في الأحداث التي جرت في هنغاريا. ولكنه ظل متاثراً بنهج كارل ماركس وفلسفته ونظرته إلى التاريخ، إضافة إلى تأثره بإطروحات القائد الشيوعي الإيطالي إنطونيو فرانسيسكو غرامشي وفلسفته ونظريته السياسية ووجهات نظره في علم الإجتماع والتاريخ، خاصة تلك التي كتبها عندما كان في السجون الإيطالية.
ثقافت أريك هوبسباوم الموسوعية وقدراته المعرفية مكنته من الغور في عمق أحداث التاريخ، وخاصة تاريخ القرن التاسع عشر الأوربي، كمحلل وليس كمؤرخ سردي وراوي للتاريخ. فقد بحث في ظواهر التاريخ الأساسية والأحداث الكبرى المؤثرة في حياة الناس في المجتمعات البشرية، وصنفها وحلل أسبابها المباشرة وغير المباشرة، وربط بعضها ببعض على نحو متكامل، سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً، وعرض حصيلتها كصورة للواقع البشري في حقبات تاريخية، أضفى عليها سمة وصفة محددة...حقبة الرأسمال...حقبة الامبراطورية....حقبة الثورة ليختتمها بحقبة التطرف. وبذلك أحتل أريك هوبسباوم منزلة رفيعة في علم التاريخ الماركسي. أنه على عكس البعض الآخر، فقد حقق هوبسباوم هذا الاعتراف الأوسع به دون الوقوف ضد أو التراجع عن الماركسية أو منهج ماركس. ففي عام الـ 1994 نشر كتابه بعنوان (How to Change the World)، وهو يعد دفاع قوي عن أهمية منهج ماركس التاريخي في أعقاب الانهيار المصرفي 2008-2010. وعلاوة على ذلك، فقد بلغ ذروة مكانته في وقت كانت فيه الأفكار والمشاريع الاشتراكية التي حركت الكثير من كتاباته لأكثر من نصف قرن في حالة من الفوضى التاريخية والتراجع.
أريك هوبسباوم رحل، ولم ير الغرائب في هذا العالم المفعم بالغرائب التي نعيشها الآن كي يسِمَه، ويصف الحقبة التي تمر البشرية بها. ماذا سيقول عن د. ترامب الرئيس الأمريكي، ورئيس أول دولة ديمقراطية في العالم، الذي لم يبق على أية إتفاقية دولية دون أن يتخلى عنها، إتفاقية البيئة واليونسكو وإالاتفاقية النووية بين الدول الأوربية وأمريكا مع إيران وغيرها. كما ألتف على هيئة الأمم المتحدة وقراراتها، فلم يحترم أي من مواثيقها، وساهم في تهميش هذه المنظمة الدولية التي تأسست على أنقاض وخراب ومجازر الحرب العالمية الثانية، والتي لم يعد لها الآن أي دور في حل المشاكل الدولية والحفاظ على السلام والأمن في كوكبنا جراء تصرفات هذا الرئيس الأمريكي. فهذا الرئيس يتبرع بالجولان تارة والضفة الغربي لإسرائيل ويهدي القدرس الشرقية لها تارو أخرى خلافاً لقرارات الأمم المتحدة. لقد دفع بالعالم إلى حافة الحرب والتوتر الدولي بحيث لم يعد لهذه الدولة "الديمقراطية" أي صديق أو شريك دولي بما في ذلك حلفائها الأوربيين في حلف الناتو، سوى دولة التطرف الإسرائيلي. وهو لا يبحث مع ضيوفه الأمور السياسية، بل يخرج من أبطه صور الدبات والصواريخ والطائرات العسكرية، شأنه في ذلك شأن دلالي وسماسرة الشركات، كما حصل عند إستقباله الأمير السعودي محمد بن سلمان. والقائمة تطول لهذه التصرفات الغريبة غير القانونية، وكان آخر بلطجة له وقوفه بوجه نتائج الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وإعلانه عدم إستعداده للقبول بنتائجها والتخلي عن كرسيه وسكنه في البيت الأبيض. إنه يريد أرجاع الولايات المتحدة إلى الحقبة التي سبقت حكم أبراهام لنكولن الذي قام بتحرير العبيد في الولايات المتحدة، وإعادة سطوة وبلطجة البيض على الحكم في البلاد.
هذه الفتوة والبلطجة وخرق الاتفاقيات والمعاهدات والقوانين لم تقتصر على أول دولة "ديمقراطية"، فقد شاع وباء هذه الممارسات الخطرة من قبل العديد من الدول والأحزاب السياسية في العالم، ومنها منطقتنا المنكوبة بهذه النماذج من الحكام. فمثال طيب أردوغان في تركية وولي الفقيه في إيران وممارساتهم في المنطقة وخاجها خير تقليد لبلطجة دونالد ترامب وسلوكه الشعبوي الضار. فهاتين الدولتين تنشر قواتها المسلحة وأذرعها المسلحة في المنطقة وتعرضها إلى مخاطر وضحايا وخراب لم تشهد له مثيل. وتتنافس على هذه الممارسة على تطبيقها وممارساتها أحزاب وتيارات سياسية، وخاصة الدينية المتطرفة منها، ولعل مثال داعش والميليشات العراقية والطالبان وبوكو حرام في نيجريا وحركة الشياب في الصومال وغيرها من فلول القاعدة وأمثالها، مثال دموي آخر على إستفحال البلطجة والتنكر للقوانين والبطش وسفك الدماء التي تعرضت وتتعرض لها شعوب العالم تحت راية مزيفة للدين والإيمان لديني، التي إنتعشت منذ أن بادرت الولايات المتحدة وحلفائها إلى دعم هذه التيارات الدينية المتطرفة بزعم تحرير الشعب الإفغاني من الكفرة السوفييت. فماذا سيطلق أريك هوبسباوم على هذه الحقبة؟ هل هي "حقبة الخارجين عن القانون والبلطجية"، (The Age of Thuggery and bullies)، ربما لأنها صفة تتلائم معسلوك هؤلاء الحكام.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يصبح أصحاب البليين بليونيرية؟
- العراق، آذربايجان أخرى بالنسبة إلى تركية
- جنون قادة أمريكا
- الصحراء الغربية في سياسة العولمة
- المهمة السرية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي
- اردوغان والخميني، التشابه والتفاوت
- الناخبون يمنحون بايدن النصر، لكن التوترات السياسية في أمريكا ...
- مرور 250 سنة على ولادة الموسيقار لودفيج فان بيتهوفن
- تتجاوز الكتلة العسكرية لحلف الناتو المهام العسكرية البحتة
- هل سينعم العراقيون في حزيران المقبل بقدر من النزاهة والشفافي ...
- على طريق الدولة التركية الإسلامية العظمى
- يبدو أن اغتيال عالم إيراني يهدف إلى تقويض الاتفاق النووي
- -الكمان الثاني للشيوعية-: كيف أستعد المدير الأعلى إنجلز للثو ...
- وجد العراق طريقة لإلحاق الهزيمة بالفساد الذي لا يقهر
- نظرة على كتاب -وكالة المخابرات المركزية والحرب الباردة الثقا ...
- القاء الضوء على الانتخابات الحساسة الراهنة في الولايات المتح ...
- عبد الهادي عبد الحسين الجواهري:شاعر وأديب وصحفي
- السيوف في مُحرَّم، مظهر من مظاهر تجاوز رجال الدين على القوان ...
- لندمر الأسلحة وليعيش الإنسان بسلام
- عودة لهيب الحرب في سماء ناغورنو قره باغ


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - كيف سيصف أريك هوبسباوم الحقبة التي يمر بها العالم اليوم لوظل على قيد الحياة؟؟