أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - الصحراء الغربية في سياسة العولمة















المزيد.....

الصحراء الغربية في سياسة العولمة


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم البرفسور ألكسندر بوريسوفيتش ميزيايف
رئيس قسم الحق الدستورية والدولية في جامعة "تيسبي" في قازان، جمهورية تاتارستان – روسيا الإتحادية

ترجمة عادل حبه

الصراع من أجل الأرض مستمر منذ أكثر من ستة عقود
في العاشر من كانون الأول، قبل ثلاثة أيام من التصويت الانتخابي في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي د. ترامب الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية. وكان القرار غير متوقع، بل ويتعارض مع السياسة التي تبنتها الولايات المتحدة حول هذه القضية في العقود الماضية.
بعد ذلك مباشرة، وفي اتصال مباشر بهذا، تم الإعلان عن اعتراف المملكة المغربية بدولة إسرائيل. وبذلك أصبح المغرب البلد السادس في العالم العربي الذي يعترف بالدولة الصهيونية. وإذا ما حدثت الاعترافات الأولى منذ وقت طويل (على سبيل المثال، تم الاعتراف بإسرائيل من قبل مصر عام 1979) ، فإن الاعترافات الثلاثة الأخيرة - الإمارات والسودان والمغرب – أعلنت في عام 2020. بالمناسبة، وفي ظل هذه التطورات استبعدت الولايات المتحدة للتو السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب الدولي!!!.

نشأت مشكلة الصحراء الغربية منذ أوائل الستينيات عندما لم يتم إنهاء السيطرة الإستعمارية هذه المنطقة بسبب مطالبات المغرب وموريتانيا. بالإضافة إلى أراضيها الشاسعة (حوالي 270 ألف كيلومتر مربع) ، فإن الصحراء الغربية هي أيضاً تحوي في مكامنها رواسب كبيرة من الفوسفوريت وخامات الحديد علاوة على وفرة زيت الرف وموارد بحرية غنية جراء ساحلها الكبير جداً.
لعدة عقود، خضعت الصحراء الغربية لسيطرة الولايات المتحدة. على سبيل المثال، في الأعوام الممتدة بين 1997-2004، أصبح وزير خارجية الولايات المتحدة السابق جيه بيكر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية. وتمسك الأمريكان بقبضة قوية على نبض الحياة في الصحراء الغربية .
لقد أعلن بولتون، الذي شغل منصب مساعد الأمن القومي في عهد ترامب، إن بايدن سيتعين عليه سحب قرار الإدارة الحالية القاضية بضم الصحراء إلى المغرب. وقال جيه بيكر بصراحة إن الإدارة الجديدة ستفعل ذلك بالتأكيد.
لقد اتخذ د. ترامب عموماً في الأسابيع الأخيرة، وربما سيتخذ المزيد،عدداً من القرارات التي ستلغيها الإدارة الجديدة. وهكذا، أعلن بايدن بالفعل أنه سيرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على قضاة المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك إلغاء انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة تغير المناخ. ومن المحتمل أن الأمر نفسه ينتظر الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
الصراع على هذه الأرض مستمر منذ أكثر من ستة عقود. وتتقدم عملية "وساطة" الأمم المتحدة ببطء شديد. إن التأخير في الاستفتاء على استقلال الصحراء الغربية مفيد للمغرب لأن السلطات المغربية تسيطر بشكل مصطنع على الأراضي المحتلة لضمان نتيجة مواتية للاستفتاء. كان آخر قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء الغربية هو القرار رقم 2548، الذي تم تبنيه في 30 تشرين الأول عام 2020، في إطار مشروع أمريكي. وينص المشروع على تمديد آخر لولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية ودعوة الأطراف المتنازعة لاستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة. ولم يتم تبني القرار بالإجماع. وعلى الرغم من عدم تصويت أي عضو ضده، فقد امتنعت دولتان، جنوب إفريقيا وروسيا، عن التصويت.
لقد تم إعداد المسودة الأمريكية سراً، ولم يؤخذ بنظر الاعتبار أي من المقترحات المقدمة من روسيا وأعضاء آخرين في المجلس. بالإضافة إلى ذلك، في السنوات الأخيرة، بدأت قرارات مجلس الأمن بشأن التمديد الروتيني لولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (هدف البعثة هو ضمان إجراء استفتاء على وضع الإقليم) تنطوي على المزيد والمزيد من "الشوائب". ولذلك، فبدلاً من التمسك بقواعد القانون الدولي، بدأت تظهر في القرارات أطروحات من قبيل "الحاجة إلى الالتزام بمقاربات واقعية، و"دعوات لتقديم حلول وسط" وما شاكل ذلك.
الموقف الرسمي لروسيا فيما يتعلق بالصحراء الغربية هو أن الحل الطويل الأمد والعادل لا يمكن تحقيقه إلا على أساس تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إطار الإجراءات المتناسبة مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة. والطريق إلى ذلك يكمن في استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بوساطة الأمم المتحدة. يعود قرار إدارة الرئيس ترامب إلى حد كبير إلى الموقف المبدئي لعضو آخر في مجلس الأمن - جنوب إفريقيا (RSA). إن حكومة جمهورية جنوب إفريقيا، قبل فترة طويلة من انتخابها لمجلس الأمن الدولي، هي في الواقع ممثل حكومة جمهورية الصحراء الغربية لدى الأمم المتحدة، حيث أرسلت رسائل من رئيس الجمهورية الصحراوية الصحراوية إبراهيم غالي إلى جميع هيئاتها الرئيسية. ويدعم العديد من الأحزاب في جنوب إفريقيا موقف حكومتهم، بما في ذلك الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي، الذي أصدر بيانًا شديد اللهجة رداً على الإجراء الأمريكي ؛ وأشار البيان إلى "استمرار القمع الاستعماري لشعب الصحراء الغربية".
وقبل أيام قليلة، بعثت السلطات المغربية برسالة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفيد بأنه "لا يوجد قرار واحد من مجلس الأمن يحتوي على هذا النص". وأشار ابراهيم غالي رئيس الجمهورية الديمقراطية الصحراوية منذ عام 2016، إن هذا للتعميم غير معترف به". ورداً على ذلك، أعلنت حكومة جنوب إفريقيا بشكل منطقي إن جمهورية الصحراء الديمقراطية هي عضو في الاتحاد الأفريقي، وإن كلا من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ورئيسها معترف بهما من قبل الاتحاد، وأن موقف جمهورية جنوب إفريقيا يعكس تماماً موقف المنظمة القارية، التي يجب أن تسعى لتحقيق مصالحها كعضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .
إن موقف جنوب إفريقيا من هذه القضية لا يمكن أن يكون مؤثراً من الناحية القانونية، لكن يجب استكماله سياسياً. فإذا كان الاعتراف بالجمهورية الصحراوية قبل عشر سنوات مدعوماُ من قبل الأغلبية المطلقة من أعضاء الاتحاد الأفريقي، فقد حدثت زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي التي تعترف بحقوق المغرب في الصحراء الغربية. في العام الماضي، عاد المغرب إلى عضويته في الاتحاد الأفريقي لأول مرة، وخلال السنوات الماضية منذ إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963 و حتى عام 2002، ورفض المغرب أن يكون عضوا في الاتحاد بسبب اعترافه باستقلال الصحراء الغربية.
تحتوي رسائل رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ب. غالي إلى الأمم المتحدة على معلومات مهمة لم يتم سماعها سواء في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة أو في خطابات أعضاء مجلس الأمن. فعلى سبيل المثال، تشير رسالة ب. غالي الأخيرة إلى تقاعس بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية فيما يتعلق بفتح السلطات المغربية لممر جديد يتم عبره نقل "السكان المدنيين" من المغرب إلى الصحراء الغربية لتغيير التركيب الديموغرافي من أجل التأثير على نتائج الاستفتاء. وعرضت وقائع تدخل قوات البعثة وقمع احتجاجات المواطنين الصحراويين ضد الاحتلال المغربي، في حين أن قمع السلطات المغربية للمواطنين الصحراويين لا يثير أي اهتمام بالبعثة، بالرغم من حدوثها على مقربة أمتار قليلة من بنايتها .
إن قرار ترامب يقوض مبدأ حل مشكلة الصحراء الغربية على أساس القانون الدولي الذي ينص على تحديد الوضع النهائي لهذه المنطقة من خلال استفتاء. في اليوم السابق للتصويت على المسودة الأمريكية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، قدمت مجموعة من الدول الأفريقية مشروع قرارها بشأن الصحراء الغربية إلى اللجنة الرابعة (بشأن إنهاء الاستعمار) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى عكس المشروع الأمريكي، الذي تم طرحه في مجلس الأمن الدولي، فإن المشروع الأفريقي لا يدعو إلى "تنازلات واقعية"، ولكنه ينادي بتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهمة السرية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي
- اردوغان والخميني، التشابه والتفاوت
- الناخبون يمنحون بايدن النصر، لكن التوترات السياسية في أمريكا ...
- مرور 250 سنة على ولادة الموسيقار لودفيج فان بيتهوفن
- تتجاوز الكتلة العسكرية لحلف الناتو المهام العسكرية البحتة
- هل سينعم العراقيون في حزيران المقبل بقدر من النزاهة والشفافي ...
- على طريق الدولة التركية الإسلامية العظمى
- يبدو أن اغتيال عالم إيراني يهدف إلى تقويض الاتفاق النووي
- -الكمان الثاني للشيوعية-: كيف أستعد المدير الأعلى إنجلز للثو ...
- وجد العراق طريقة لإلحاق الهزيمة بالفساد الذي لا يقهر
- نظرة على كتاب -وكالة المخابرات المركزية والحرب الباردة الثقا ...
- القاء الضوء على الانتخابات الحساسة الراهنة في الولايات المتح ...
- عبد الهادي عبد الحسين الجواهري:شاعر وأديب وصحفي
- السيوف في مُحرَّم، مظهر من مظاهر تجاوز رجال الدين على القوان ...
- لندمر الأسلحة وليعيش الإنسان بسلام
- عودة لهيب الحرب في سماء ناغورنو قره باغ
- ماليخوليا تصدير الثورة وتحدي المعارضين
- الوثائق تتكلم عن الحرب العراقية الايرانية
- سعدي الشيرازي: شاعر وفليسوف حامل المثل الإنسانية
- عصر الرقمنة وصحافة المواطن (2-2)


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - الصحراء الغربية في سياسة العولمة