أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط















المزيد.....

ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط 

تميزت سياسة ترامب في العالم ومنطقة الشرق الاوسط بالتوتر وعدم اليقين . ويتطلع العالم الى التغييرات التي ستحدث في عهد الرئيس الديموقراطي جو بايدن في منطقة الشرق الاوسط التي تعد من اهم مناطق العالم الساخنة . ويبدو ان بايدن السيناتور المخضرم سوف لن يكون نسخة جديدة من اوباما الذي كان نائبا له خلال سنوات طويلة.
ومن خلال مسيرته السياسية وماطرحه من اراء ووجهات نظر ، يمكن قراءة بعض سياساته العامة في منطقة الشرق الاوسط .

ويعد الملف النووي الايراني من اكثر المسائل الجدلية في المنطقة .
وفي تقديرنا فان بايدن سيبدي مرونة اكبر في تعامله مع هذا الملف ، ولكن ليس بالشكل الذي ينتظره قادة إيران الذين توقعوا انفراجا حادا في الازمة النووية الايرانية ، خصوصا بعد تصريحه بانه يفضل مقاربة أكثر ليونة للجمهورية الاسلامية ، حيث إن سياسات ترامب جعلت إيران "أقرب إلى امتلاك ما يكفي من المواد النووية لصنع قنبلة" على حد قوله .
ولذلك فان العلاقات الأميركية الإيرانية ستشهد تحسناً طفيفاً ، ولكن هذا الأمر مرتبط بمدى تجاوب إيران مع الشروط التي وضعها بايدن للعودة الى طاولة المفاوضات . وان ذلك سوف لن ينعكس بالسلب على العلاقات الأميركية الخليجية كما يضن البعض . فدول الخليج والسعودية على الاخص تعتبر من المجال الحيوي الامريكي الذي لايمكن التفريط به الى امد ليس بالقصير . رغم وجود خشية مبطنة من قادة الخليج في العودة لسياسات أوباما المعادية للعرب ، والتي ساهمت في التمدد الايراني في المنطقة .

ان التحدي التقني الذي اثاره استئناف ايران للمشروع النووي سيكون محل خلافات جديدة مع طهران . وفي كل الاحوال سوف لن تكون هناك عودة لنفس الاتفاق النووي ، حسبما تتوقع ، او تريده ايران .

وعلى الصعيد الخليجي فان الحوار الاقليمي السعودي الاماراتي مع قطر  سيظل مستمرا . كما لايمكن استبعاد محادثات سعودية إيرانية للتوصل الى توافقات في العديد من القضايا ، وهذا الأمر دعمه الأوروبيون منذ فترة لتحقيق استقرار المنطقة ، ولوضع حد للحرب اليمنية التي طالت كثيرا وتسببت في معاناة انسانية متفاقمة . ولذلك فان ادارة بايدن ستكون بحاجة الى الجهود الاوروبية بهذا الخصوص .

وفيما يتعلق بفلسطين فإن معظم حكومات المنطقة ستستقبل مقترحات بايدن بشأن القضية الفلسطينية برحابة صدر ، نتيجة التوتر الذي احدثه ترامب وصهره في الضغط على الدول العربية للتطبيع المبكر مع اسرائيل ، قبل ايجاد حلول مقبولة للقضية الفلسطينية .
كما نتوقع تجديد المساعدات الأمريكية للفلسطينيين ، وإعادة فتح البعثة الفلسطينية في واشنطن . اضافة الى العودة لمشروع الدولتين ، التي يؤمن بها العرب والاتحاد الاوروبي . على الرغم من ان بايدن قد رحب باتفاقيات التطبيع السابقة ، الا انه يعارض المنطق الأحادي الذي مارسه ترامب تجاه إسرائيل .

وقد يكون بايدن مقيدًا أيضًا من قبل الكونغرس الأمريكي الذي يتمتع بسلطة كبيرة في هذا الملف. ومع ذلك ، فإن التغيير في مزاج  واشنطن قد يحدث فرقًا تجاه القضية الفلسطينية . وعلى الارجح فان المفاوضات الفلسطينة الاسرائيلية ستعود مجددا برعاية الولايات المتحدة . 

وفي الموضوع السوري المعقد فان بايدن سيدعم العملية السياسية للأمم المتحدة بشكل كبير ، لانه يرغب في اطفاء حرائق المنطقة، مع الإبقاء على العقوبات تجاه الحكومة السورية . وسيتفق الأوروبيون مع هذا النهج ، لكن ينبغي استمرار الضغط من أجل سياسة أكثر فاعلية بالنظر  لتمسك نظام الأسد بالسلطة ، وماتبعه من الانهيار الاجتماعي والاقتصادي المتفاقم في البلاد ، والمعاناة المتزايدة لشعبها . 
ولكن من غير المرجح أن يقود بايدن أي مسعى دبلوماسي في المسألة السورية حتى لايثير غضب روسيا وهذا مالايريده .

وبخصوص العلاقة مع تركيا فاننا على الارجح سننتظر شهورا عديدة لإعادة ضبط العلاقات المتوترة نتيجة عقوبات ترامب عليها .
وهناك سببان يدعوان تركيا للقلق من سياسة بايدن تجاهها . الأول هو الخوف من اثارة المسألة الديمقراطية ، وحقوق الإنسان  فيها . والثاني تقييد النفوذ التركي المتنامي من جديد . ولذلك فانه سيدعم سياسة احتواء تركيا في ليبيا وسوريا وشرق البحر المتوسط ​​.

المسألة الكردية
يولي بايدن اهتماما كبيرا بالكورد ، وستكون هناك تداعيات مهمة للسياسة الامريكية في المنطقة لكون توجهاته بهذا الشأن ستثير حفيظة كل من تركيا وايران والعراق .

وفيما يتعلق بمصر فقد انتقد بايدن ومستشاروه انتهاكات حقوق الإنسان فيها ، وسوف تتخذ مواقف أكثر صرامة تجاه هذه المسألة مستقبلا . مما قد يؤدي الى توتر في العلاقات بينهما ، ويعتقد بعض مستشاري بايدن أن نهج الرئيس عبد الفتاح السيسي القاسي يؤدي إلى نتائج عكسية لأنه يشجع على التطرف على حد زعمهم .
ولكن من المستبعد استخدام الإخوان كورقة ضاغطة على مصر لكون الظروف الامنية والسياسية الحالية لاتحتمل مثل هذه المناورات .
وعلى العموم فان بايدن يدرك جيدا ان الشعب المصري قد اثبت اكثر من مرة ان ارادته الشعبية هي المحرك الرئيسي للسياسة المصرية ولايمكن النيل من المكتسبات المتحققة باي شكل كان .

اما موقفه تجاه الاوضاع في ليبيا
فقد كان ضد التدخل فيها عام 2011 . ولذلك فمن غير المرجح
  أن يعطي الأولوية لتحقيق الاستقرار فيها . ولكن الدور ألامريكي سيكون أكثر حزماً في حال ظهور اي تهديد أمني جاد فيها ، مثل عودة تنظيم الدولة "داعش" ، مما قد يؤدي الى تدخل عسكري محدود جدا فيها .

وفيما يتعلق بالعراق. فان الاحزاب السياسية الحاكمة والميليشيات المسلحة قد استبشرت خيرا بفوز بايدن على خصمه ترامب ، حيث استفاد قادة هذه الأحزاب من العلاقة الجيدة التي كانت تربط إدارة أوباما ونائبه بايدن بإيران ، إذ شجعت هذه الإدارة على التدخل الإيراني في العراق بعد توقيع الاتفاق النووي ، وقد اثار هذا المخطط نزاعات طائفية اوشكت على تقسيم البلاد وفق اسس عرقية وطائفية .
الا ان قتراح بايدن السابق بتوزيع  السلطة في العراق، عبر ثلاث حكومات محلية سوف لن يكون له اي اثر في سياسة بايدن المستقبلية تجاه العراق ، لكون الاوضاع الداخلية والاقليمية قد تغيرت تماما ولايمكن العودة الى نفس  الاطروحات السابقة .
وبكل الأحوال ستكون أمام بايدن فرصة كبيرة لإصلاح أخطاء الماضي في العراق، ومعالجة مخلفات أوباما السيئة ، مع تفادي طريق ترامب المتناقض وغير الواضح .
ولكن الولايات المتحدة في عهد بايدن ستستمر في سحب قواتها بحوالي  3000 جندي .
الا ان كل المعطيات تدل على ان واشنطن سوف لن تنسحب كليا من العراق ، وان انسحاب بعض قواتها لايمكن ان يضعف  نفوذها في بلد يمثل الركيزة الاساسية لاستراتيجيتها في منطقة الشرق الأوسط ، لكون العراق يقع في وسط منطقة ملتهبة ، تعد من اكثر مناطق العالم حيوية لوفرة النفط والمعادن فيها اضافة الى الموقع الاستراتيجي المهم .

يأمل كثير من العراقيين في الخروج من عنق الزجاجة لتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والامني ، وتحسين الوضع الاقتصادي المتردي والقضاء على الفساد ، من خلال الحد من النفوذين الامريكي والايراني في بلادهم . ويطمحون في عراق مستقل ذو سيادة وطنية بعيدة عن كل الصراعات الدولية والإقليمية .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية


المزيد.....




- ترامب لا يستبعد حدوث أعمال عنف من مؤيديه إذا خسر الانتخابات. ...
- -كلاشينكوف- تسلّم القوات الخاصة الروسية دفعة جديدة من الأسلح ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب
- مسؤول أممي يحذر من أن اجتياح إسرائيل رفح سيكون -مأساة تفوق ا ...
- مصر.. اشتباكات مسلحة بين عائلتين تسفر عن اشتعال النيران في م ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حظر استيراد اليورانيوم المخصب ...
- تحطم طائرة أمريكية من طراز -إف – 16- قرب قاعدة هولومان الجوي ...
- الصين: -حماس- و-فتح- أعربتا عن رغبتيهما في المصالحة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط