أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدن - غطرسة الثقافة














المزيد.....

غطرسة الثقافة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 10:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ليسوا كثراً، في الحقيقة، الكتّاب الذين جمعوا بين الكتابة الإبداعية والترجمة، ومهما كثر عددهم، فإن نسبتهم تظلّ قليلة، حيث جرت العادة أن يكتفي الأديب بمنتجه الإبداعي، فيما يكّرس المترجم كل جهوده في الترجمة. ومن بين القلة الذين جمعوا بين كتابة الأدب والترجمة يرد اسم الأديبة العراقية لطفية الدليمي.
إضافة إلى منجزها الروائي والقصصي المتميز، فإن الدليمي أغنت المكتبة العربية بمجموعة كبيرة من الكتب التي ترجمتها من الإنجليزية، بعضها روايات عالمية شهيرة، وبعضها دراسات وأبحاث تتصل بالرواية والأدب عامة، أو بالدراسات الثقافية والفكرية من تلك التي تتناول قضايا راهنة ترصد وتحلل تحولات الثقافة في عالم اليوم. وهي كتب تهم الباحث مثلما تهمّ القارئ المعني بالثقافة.
يقول الكاتب جوزيه ساراماجو: «الكتّاب يقدموّن أدباً وطنياً، أما المترجمون فيقدمون أدباً عالمياً». وبهذا المعنى، فإن لطفية الدليمي تقدّم الأمرين، ففي رواياتها ومجموعاتها القصصية تقدّم أدباً وطنياً تتبع فيه تفاصيل الحياة وتحولاتها في بلدها المنكوب، في تاريخه الحديث بالحروب والفتن والطغيان، وفي ترجماتها لا تقدّم لنا أدباً عالمياً فحسب، بل تقدم فكراً عالمياً أيضاً.
ومن عناوين ترجماتها المتصلة بالأدب «أصوات الرواية»، و«الروايات التي أحب»، وهما عبارة عن حوارات مع نخبة من الروائيات والروائيين، و«تطوّر الرواية الحديثة»، و«فيزياء الرواية وموسيقى الفلسفة»، و«قوة الكلمات»، وهو بدوره عبارة عن حوارات ومقالات، ولكن لنخبة من المفكرين والفلاسفة هذه المرة.
ومن ترجمات الدليمي في مجال الدراسات الثقافية كتابا «الثقافتان»، تأليف تشارلس بيرس سنو، و«الثقافة» تأليف تيري ايجلتُن، الذي نودّ الوقوف هنا عند قضية مهمة يثيرها هذا الكاتب، في خلاصة مبحثه، عما دعاه «غطرسة الثقافة».
يبدي الكاتب القلق من انسحاب الدراسات الأدبية من الفضاء العام، وتقوقعها في الدوائر الأكاديمية الضيقة، بحيث بات ينظر إليها، وبالكثير من الازدراء، كشأن نخبوي لا ضرورة له، لكن ما يقلق الكاتب أكثر هو تحويل الثقافة إلى صناعة، يكون الدافع إليها تحقيق الربح بالدرجة الأولى، وبمفرداته فإن «صناعة الثقافة أقل إخلاصاً لموضوع مركزية الثقافة في المجتمع».
قد يبدو باهراً للرائي سطوة التقنيات الثقافية الجديدة: العلامة، الصورة، الماركة التجارية، الأيقونات، الفانتازيات، التصميم، الإعلان وكافة مظاهر الحياة الاستهلاكية التي تشي ببذخ مفترض قد لا يكون حقيقياً، بطريقة توحي بأننا انتقلنا إلى شكل جديد للثقافة غير تقليدي، لكن إيجلتن يرى في كتابه: «أن نمط الإنتاج الرأسمالي المضمخ بنكهة جمالية بات أكثر قسوة وتوظيفاً للوسائل الآلية»، أكثر من عنايته بالحاجات الروحية للإنسان التي تحققها الثقافة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرفانتس العاشق
- تصدّع حوامل الحداثة العربية
- (كورونا) شأن سياسي
- أوهام ملفوفة بورق السيلفون
- قنابل شتاينبك الموسيقية
- حنين الكمنجات وحنينها
- فاطمة المرنيسي ونشيد النساء نحو الحرية
- في ذكرى صالح علماني مكتشف القارة اللاتينية
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- رضوى المصرية الفلسطينية الغرناطية
- رامبو العدني الماشي على نعال من ريح
- الضمير الشقي
- في ذكرى هيئة الاتحاد الوطني، كيف صنع البحرينيون وحدتهم؟
- من الوطنية إلى المحلية
- (أوروبة) أوروبا
- الرهان الوطني
- غربتان في الزمان والمكان
- البرجوازي غير النبيل
- سلامة موسى علّمني
- أي أوجاع يُوَرث المنفى؟


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدن - غطرسة الثقافة