أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - تصدّع حوامل الحداثة العربية














المزيد.....

تصدّع حوامل الحداثة العربية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ونحن نكثر الحديث عن نكوص الحداثة العربية، ولنقل عن النزر اليسير الذي تحقق منها، علينا مقاربة الموضوع من جوانبه المختلفة، لا الاكتفاء بجانب وحيد منه.
نال الشق الثقافي - الفكري حيزاً ملحوظاً من الاهتمام لدى من يبحثون في أمر هذا النكوص، وهم في ذلك محقون، فمكان النزعات الحداثية، كما وجدناها في التيارات الفكرية الجديدة، ومنطلقات مشروع النهضة والتجديد الديني على أيادي رواده الكبار في مصر وبلاد الشام وتونس والمغرب وغيرها من الأقاليم العربية، حلت النزعات السلفية والأصولية، التي من تحت عباءتها خرجت أفاعي التكفير والتطرف والدعوة للعنف والتحريض عليه، لا ضد الحكومات وحدها، وإنما ضد المجتمع برمته.
ويدور حديث مهم عن تراجع منظومة التعليم العربية، ودون استثناء، التي عهد بها إلى مسؤولين أبعد ما يكونون عن الصفات التي يفترض أن تتوفر في من يضع برامج ومناهج وخطط التعليم في عالم اليوم، وفي حالات كثيرة، وتحت شعار تطوير التعليم، تمّ اللجوء إلى بيوت الخبرة الأجنبية، ظناً منا أنها ستقوم بما عجزنا نحن عنه، فلم تفعل شيئاً يعتد به.
وصفات بيوت الخبرة هذه ركزت على شق واحد يتيم هو ملاءمة، أو تكييف التعليم لسوق العمل، بمعزل عن الرسالة التربوية والتثقيفية للتعليم، وأيضاً بمعزل عن حقيقة أن التنمية نفسها حين يغيب عنها بعد العدالة الاجتماعية، تتحول، على الأقل في بعض أبعادها، إلى إحدى آليات الإفقار وتوسيع شقة التفاوتات الطبقية في المجتمع.
ما هو جدير بالمزيد من البحث المعمق هو تصدع الحوامل الاجتماعية للحداثة، ويجري حديث مهم ومحق أيضاً عن تلاشي أو تفكك الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية، وآثار ذلك على تضاؤل حيز الحداثة التي تكاد تنكفئ إلى جزر صغيرة معزولة في محيط محافظ، بالنظر إلى أن هذه الطبقة، وفي كل المجتمعات، هي أحد أهم الحوامل الاجتماعية للحداثة، كون قوامها يعتمد على المتعلمين بصورة جيدة والتكنوقراط والمنخرطين في الأنشطة الذهنية، تمييزاً لها عن الأنشطة اليدوية.
لكن في هذا الشق بالذات ينبغي ملاحظة أنه ليس الطبقة الوسطى وحدها من تصدعت بسبب تزايد اتساع الشقة بين أقلية مترفة وغالبية فقيرة، حتى بالمفهوم النسبي للفقر، وإنما أيضاً تصدع الطبقة العاملة الحديثة، المرتبطة بالصناعة تحديداً، والتي كانت تتمركز في مواقع عمل ذات طاقة استيعاب كبيرة جداً، فمن هذه الطبقة بالذات برزت النقابات العمالية المستقلة والفاعلة، وأدى ارتباط هذه الطبقة بالتكنولوجيا الحديثة إلى توسيع مداركها ومهاراتها، وقابلياتها لتشرب أفكار الحداثة والتقدم.
أدت الخصخصة العشوائية وتفكيك القطاع العام وتصفية دوره القيادي في اقتصاد بلدان مكتظة بالسكان، وتقليص الدور الاجتماعي للدولة تدريجياً وصولاً لتخليها، في حالات كثيرة عن هذا الدور، إلى تشتيت هذه الطبقة وإفقارها، ما انعكس، سلباً، على علاقتها بالحداثة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كورونا) شأن سياسي
- أوهام ملفوفة بورق السيلفون
- قنابل شتاينبك الموسيقية
- حنين الكمنجات وحنينها
- فاطمة المرنيسي ونشيد النساء نحو الحرية
- في ذكرى صالح علماني مكتشف القارة اللاتينية
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- رضوى المصرية الفلسطينية الغرناطية
- رامبو العدني الماشي على نعال من ريح
- الضمير الشقي
- في ذكرى هيئة الاتحاد الوطني، كيف صنع البحرينيون وحدتهم؟
- من الوطنية إلى المحلية
- (أوروبة) أوروبا
- الرهان الوطني
- غربتان في الزمان والمكان
- البرجوازي غير النبيل
- سلامة موسى علّمني
- أي أوجاع يُوَرث المنفى؟
- بين السياسي والمثقف
- ما بعد الجائحة: مقدّمات عالم قَيدْ التشكّلْ


المزيد.....




- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...
- المسيحيون قي سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - تصدّع حوامل الحداثة العربية