روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 02:28
المحور:
الادب والفن
كأني ألطم وجه السماء
بحقيبة أنثى
أكرعت في ليلة زفافها أقداحا من هذيان الشامبانيا
وتزوجت فستان عرسها
حين ولدتُ فوق عربة مدفع
تطلق كل إفطار .. قذائف من دمي
كأني هناك .. في السماء
على حافر خيل أصابه النعاس
أكتب إلى الله تقارير البؤساء
وأزف إلى فراشات الغد
التهام الزوابع لأصيص الاقحوان
في مملكتي
كأني أزحف مع السحاب
أطارد غيمة هاربة
أمطرت ذات صقيع في مدينتي
حين كانت العصافير
تلتم حول رأس ثعبان
أشعل في الحي ثورة ..
أنجبتنا من مقل الحالمين
كأني هناك .. في الحي
أدحرج كرات الثلج فوق جسدي
والعصافير تزقزق من جحر الثعبان
تناجي الموت بأجنحتها ..
اقترب ... اقترب أكثر فأكثر
كأني حارس بوابات المساء
حين كل مساء
لا نجوم تفطر من خرج الراحلين إلى قهقهاتهم
لا أضواء تكشف عن رسغي وشمة الصرخة الأولى
إنه المساء وحده
يحرسني واحرسه
ولا صوت سوى دبيب قلبي
الخارج مني
الراحل إلي
كأني هناك .. قضمة صندويشة في فم نازح
يرخي تكة سرواله
ويهرب من مضغة إلى مضغة
بانتظار عاصفة
تقتلع عينيه من محطات الانتظار
كأني خيط نازح في مسلة
استوطنت رقعة شطرنج
يتبارز الجنود عليها
لالتهام جيفة الملك
والمعركة تدحرجني إلى خد رجل
احمرّ من قبلات تائهة
حين كان المطر ينتقم من الأرض
فيرسم بجنونه الصيفي
قبعات جنود هربوا من توابيت العناق
كأني هناك ... في معزل الحرمان
يخيطني شبح المقابر بأظافر النبلاء
وأخيط صرخة الشهيد
حين كل هتاف .. ينادي باسمي
وأنا الهارب إلى أسماء الفجر
قبل إعلان ساعة الصيام
25/11/2020
#روني_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟