أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - ماتَ بعد أن علَّمَها الطَّيران ..














المزيد.....

ماتَ بعد أن علَّمَها الطَّيران ..


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


قال لها :

هل أنا حياتُكِ
أو هل أنا مرآتُكِ
ما الفرقُ يا أنتِ بين الحياةِ .. الحياةِ
والمرآةِ ؟

حينَ تقفينَ طويلاً أمامَ المرآةِ
هل تأتيكِ صورٌ من أمسكِ العتيقِ
من طفولتكِ ؟
هل تلمحينَ وجهيَ هناك ؟

حينَ تغرقينَ في تلك المرآةِ
وتغيبينَ غيبةَ الحُلمِ
هل تأتيكِ صُوري ؟

هل ترينَ ملامحَ وجهي
تسيرُ كغيمةٍ ماطرةٍ
في منعطفاتِ دروبٍ بلا ظِلال ؟

هل سألتِ أحلامكِ
التي تدورُ حولَ الماءِ
هل سألتِها يوماً
كيف استطاعتْ أن تلِدَنِي
أن تخلِقَني
على هيئةِ بشرٍ
أو شجرٍ
أو عطرٍ
أو مطر ؟

أصغِي لصمتِ المرآة
حاوري صمتَها بعينيكِ
واسألي عن تلكَ الطِّفلةِ
التي تسكنُ في أعماقِكِ
هل أنجبَني خيالُها
دون أن تدري ؟

استحضري تلكَ الطِّفلة
وافتحي لها
أبوابَ تلك المرآةِ المُوصدةِ
واسأليها عن أوَّلِ لعبةٍ
ضمَّتْها بين ذراعيها
هل كنتُ الرُّوحَ فيها
أم كنتُ الدَّمَ
أم كنتُ اللَّغزَ الخفيَّ فيها
أم كنتُ الحُبَّ المُحتَشِدَ بصمتِها
أم كنتُ خياليَ الذي يأتيكِ في الأحلامِ
ممتلئاً حُبَّاً وحنين ؟

افتحي نوافذَ المرآةِ
واستخرجي الذِّكرياتِ من أمسِكِ القديم
هناك ستلمحينَ زهرةً تبكي
وشمعةً تخبو نارُها شيئاً فشيئاً
وخلفَ تلك الذِّكرياتِ
يتجمَّعُ قلبٌ مطعونٌ بسكِّين ..

وعلى الضِّفةِ الأخرى
ستجدينَ حروفاً من مشاعري
تقطُرُ دمعاً
يصيرُ ندىً
يسقي زهرَ الدَّحنون ..

وعلى الضِّفةِ الأُولى
يتسلَّلُ إيقاعُ أغاني الحبِّ والموت
وآااهٍ تخرجُ من صدرِ صراخٍ ثَمِلٍ مجنون
وهناك في أقصى حديقةِ الذِّكريات
ثمَّةَ شجرة لا شرقيَّةٌ ولا غربيَّةٌ
تمدُّ إليكِ يداً من ضوء
تأتيكِ على هيئةِ طائرٍ
يحطُّ على كاهلِكِ
يأخذُكِ نحو حافَّةِ ذلك الوادي السَّحيق
يقولُ لكِ :
انظري كيف تتضاءلُ الأشياء
التي كنَّا نحسبُها يوماً عظيمةً
في قاعِ الواد
وانظري كيف تخبو النَّارُ
في عروقِ هذا الواد
اتبعيني
سنُحلِّقُ معاً
وإيَّاكِ أن تنظري إلى الوراء
اتبعيني
فهذا الضُّوءُ المُتدفِّقُ من جناحيَّ
سيُعلِّمكِ الفرقَ
كيف يكونُ السُّقوطُ
وكيف يكونُ الطَّيران ..

هامش :
تقولُ الاسطورةُ :
إنَّ هذا الطَّائرَ قد فارقَ الحياة
وبقي في المرآة
بعد أنَّ علَّمَها الطَّيران ..

د.عاطف الدرابسة



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى مجنونةٌ ..
- حين أحلُُّ فيكِ
- تحدَّث إليٌَ بلغة لا تشبه لغتَهم
- من الرماد .. ينبعث
- لا أنصحكُم بقراءةِ أفكاري ..
- المسافةُ بين عقلي وقلبي
- أنا الذي قتلَ الشَّيطان ..
- شيطانُ الخيالِ ..
- زهرةُ روحي
- اجلسي أمامي
- كأنَّكِ السؤال
- رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :
- الولادة الثالثة
- رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاء ...
- شمعة واحدة لا تكفي !
- أنتِ .. والبلد !
- العمر المجنون
- نصٌّ للكهولِ فقط !
- للعاشقينَ فقط !
- شعبٌ مُصابٌ بارتفاعِ الضغط


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - ماتَ بعد أن علَّمَها الطَّيران ..