عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 12:24
المحور:
الادب والفن
قال لها :
هذه السِّياسةُ ،
لا أعرفُ أبجديَّتها
كأنَّها
أصواتُ موتى
أو ألغازٌ اسطوريَّة
أو كأنَّها امرأةٌ
تنامُ كلَّ يومٍ في فِراش
وتنثرُ خصائلَ شعرِها
على أجسادِ مئاتِ الرِّجال !
هذه السِّياسةُ _ حين أُصغي إليها -
لا أعرفُ ماذا يحدثُ في عمَّانَ
أو لبنانَ
إو مصرَ
أو العراقِ
او صنعاء !
أُحسُّ عصوراً من الأكاذيبِ والحيلِ
تتراكمُ في عقلي
أو تنهارُ على صدري
كأنَّها الصُّخور !
ما أصعبَ تلك اللُّغة التي
يصاغُ بها الخِطابُ
كأنَّها فيزياءُ السُّكونِ
أو كيمياءُ الصَّقيع !
السِّياسةُ هنا
حالةٌ قذرةٌ
أو حالةٌ مرضيَّةً
تشبهُ لحمَ ناقةٍ هزيلٍ
تُصيبُ العقولَ
بعسرِ الهضمِ
والعيونَ
بالنُّعاسِ الثَّقيل !
شمعةٌ واحدةٌ لا نكفي
فالطَّريقُ المُظلمُ
طويلٌ
والخلاصُ المُنتظَرُ
بعيد !
كأسٌ واحدةٌ لا تكفي
فالدَّمُ الذي تخمَّرَ منذُ أولَّ فتنةٍ
كالبترولِ المحروق !
القلوبُ صحراء
إلا من أشجارٍ يابسةٍ
في كلِّ قطرٍ
أو قبيلةٍ
أو دولةٍ
أو ضميرٍ
شجرةٌ
وكلُّ شجرةٍ
لا تطرحُ إلا الثَّمرَ المسموم
والغيومُ
التي تحجبُ الضُّوءَ
لا تشربُ السُّموم !
ليتني أبحرُ في اللاشعورِ
عكس الرَّيحِ
فالوعي المجنونُ
يأتيكَ من هناك
كأنَّه سُلَّمٌ شفَّاف
يرنو إلى السَّماءِ !
عفواً فيثاغورس
كلُّ العقولِ مائلةٌ
وكلُّ الخطوطِ متعرِّجةٌ
والخطُّ الواصلُ من أرضنا
إلى السَّماءِ
مقطوع !
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟