أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - سلالةُ البحار














المزيد.....

سلالةُ البحار


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 05:40
المحور: الادب والفن
    


أرجو أن تقرأ بعيداً عن متناول الأطفال .

قلتُ لها :

أنحدرُ من سُلالاتِ البحارِ العظيمةِ
والمحيطات ..
أحملُ في كينونتي ملايينَ الجينات :
جيناتِ المدِّ والجزرِ
الموجِ والغضبِ
البيانِ والسّحرِ
اللغةِ والحرفِ
العواصفِ والرّياحِ
وبينَ تفاصيلي العميقةِ
تُقيمُ أسماكُ القرشِ والحيتان
تقتاتُ على الأسماكِ الضعيفةِ
مثلَ السياسيين
ورجالِ الأعمالِ
حينَ يقتاتونَ من لحمِ الفُقراء ..

أنا من سُلالة البحارِ العتيقةِ
أحملُ على ظهري
سُفُنَ الغذاءِ والدّواءِ
وسُفُنَ الموتِ ( حاملات الطائرات )
وحينَ أثورُ
لا يعرفونَ مدى ارتدادِ أمواجي
وشدّةَ دورانِ أعاصيري
فتختفي مُدنٌ
وتحيا مُدنٌ
وحينَ تهدأُ ثورتي
تروني رقيقاً كالأطفال ..

أنا من سُلالة البحارِ
في جوفي جزرٌ
تستحمُّ بالخوفِ والحُزن
وجزرٌ تستحمُّ بالدّمِ والنّار
وجزرٌ تستحمُّ بالمسكِ والعنبرِ وأرجِ الأزهار ..

أنا من سلالةِ البحارِ الأبديّةِ
بيني وبينَ الشّمسِ
لغةُ عشقٍ وحوار
وبيني وبينَ النّهارِ
مسافاتٌ من الأملِ والرُّعبِ والعذاب
تغفو على شواطئي مُدنٌ للجمالِ
ومُدنٌ للظّلام ..

أنا من سُلالةِ البحارِ
بيني وبينَ ثقافةِ الصّحراءِ
مسافةٌ كبُعدِ الأرضِ عن السّماءِ ..

أنا من سُلالةِ البحارِ
أقترفُ كلَّ أشكالِ الخطايا والآثامِ
وحينَ أدخلُ في دورةِ السّكونِ
أغتسلُ بماءِ الأنهار ..

أنا من سُلالةِ البحارِ
أقرأُ الجروحَ العميقةَ في الأرض :
الوديانَ والأنهارَ
وأستحمُّ بماءِ الشّمسِ
وأتركُ الرّيحَ تمشّطُ شعري
والليلَ يعرجُ بي نحوَ السّماءِ
كأنّني قمرٌ سكران ..

أنا من سُلالةِ البحارِ
مخرتْ عُبابي آلافُ السُّفنِ والقواربِ
وثوى في أعماقي :
الهاربُ والمنبوذُ
الثائرُ والمهاجرُ
والمقموع ..

أنا من سُلالةِ البحارِ العظيمةِ
حينَ تحتضرُ الطبيعةُ
ويموتُ في السّماءِ الضّياءُ
وتجفرُ الابتسامةُ على الشّفاه
ويرحلُ الربيعُ عن الحياة
ويبكي الأملُ في عيونِ الأطفالِ
ويضيعُ الحقُّ في الزّحامِ
وتحينُ لحظةُ الاحتضارِ العظيمِ
أُطلقُ العنانَ لنغمي الحزينِ
وأُعلنُ للجميع :
أنا المعبرُ الأولُ
وأنا المعبرُ الأخير ..

د.عاطف الدرابسة



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجونٌ .. لا تنتهي !
- صدى الظمأ
- عقولٌ .. حديثةُ الولادة
- حين يعانقُ الشَّوكُ الياسمينَ !
- زمنُ الكلاب
- الصَّوتُ المُسافرُ في الرُّوح ..
- الفسادُ في أوطاننا .. مشروعٌ نهضوِّي
- أملٌ .. بزمنٍ جديد
- أبناء الظلام
- أين مفتاحُ الوطن ؟
- آخرُ قطرةِ ضوء ..
- حلمٌ في خريفِ الليل ..
- حيث البداياتِ .. كان الوصول
- أبتعدُ .. لأرى ..
- التيه الأخير
- الثقة العمياء
- دموعٌ عتيقة ..
- سيمياءُ العلم الأمريكي
- للبالغينَ فقط ..
- مَن يرمي الحجرَ في المياه الراكدة ؟


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - سلالةُ البحار