أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - العمر المجنون














المزيد.....

العمر المجنون


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 02:43
المحور: الادب والفن
    


قلت لها :

لا تحاولي أن تسرقي النَّدمَ من عينيَّ
أو من تفاصيلِ الجسد
فلن أحجبَ عن نفسي وعنكِ
خيبةَ الأمل !

كلَّ يومٍ أقتربُ من الحقيقةِ
كلمةً أو كلمتين
أحاولُ أن أُمسكَ بكلِّ الخيوطِ المجهولةِ
التي تُحرِّكُنا كالعرائسِ في مسرحِ الحياة !

لن أهربَ من هزائمِنا
لن أهربَ من أسرارِ عذابِنا
أو أسرارِ فسادِنا
لن أهربَ من جهلِنا
ومن حمقِ أحلامِنا
لن أهربَ من عينيكِ
حين كانت تنظرُ إليَّ باحتقارٍ
وهي تُفتِّشُ عن معاني الرُّجولةِ
أو البطولةِ
في ملامحِ وجهيَ المهزوم !

هل تعرفينَ ؟
لقد خلعتُ إرادتي على ذلك السَّريرِ
وتركتُ كرامتي تتألمُ على وسائدِ اللَّيل
وفقدتُ شهامتي على شواطئِ شفاهِ بناتِ اللَّيلِ
لم أعدْ أُتقنُ المشيَ واثقاً دونَ انحناء
لم أعدْ أجيدُ الغضبَ
لم أعدْ أُتقنُ لغةَ الثَّورةِ
أو فلسفةَ الرَّفض
باختصارٍ ..
لم أعدْ أنا .. أنا !
كلُّ الدموعِ التي أذرفها
لا تُطهِّرُ إثماً واحداً من آثامي
فالغارقُ بالآثامِ لا يخشى الخطأ !

أخجلُ من عروبتي
وعينايَ لا ترى سوى امرأةٍ
بثوبِ نومٍ أحمرَ
وشعرٍ على الصدرٍ منثورٍ
وعطرٍ يفوحُ بالعبيرِ
وشفاهٍ بلونِ الكرزِ
أو بلونِ القرميد
وجسدٍ يفيضُ رغبةً
كموجِ البحورِ
وكأسٍ مُعتَّقةٍ
وسريرٍ في فندقٍ لا تَحدُّه النُّجومِ
وغرفةٍ مجنونةِ الألوانِ
مجنونةِ الشُّموع
ترقصُ فيها الأضواءُ
على الجدرانِ
كدوائرِ الماءِ
حين يتنزَّلُ عليها المطرُ !

أخجلُ من عروبتي
وعينايَ لا ترى
سوى وطنٍ من الغثيانِ
يضيعُ
يتبخَّرُ كالماءِ دون درجةِ الغليانِ
يتجمَّدُ على درجةِ حرارةٍ فوقَ الأربعين !

أخجلُ من عروبتي
وعينايَ ترى كالأعمى بلا عصا
أفكاراً مُستعادةً
أحلاماً مُنتهيةَ الصَّلاحيةِ
شباباً ينامُ على حافَّةِ اليأسِ
نساءً لا تلدُ إلا القهرِ
آااااه
ما أكثرَ البعوضَ في ليلِ وطني
لا أعلم :
هل الدَّمُ الذي يجري في شراييني يكفي ؟

أخجلُ من عروبتي
والكذبُ يتسلَّلُ إلى دماغي بتثاقلٍ
كأنَّه دودةٌ عجوزٌ
أو سلحفاةٌ عمياءُ
تشبهُ اقتصادَنا
وصوتٌ كاذبٌ يخطبُ في الحشودِ :
افتحوا كلَّ الأبوابِ
واتركوا البلادَ
تعبثُ بها أيادي الفساد !
افتحوا كلَّ المعابرِ
للعُهرِ وشياطينِ الاقتصاد !
افتحوا كلَّ المنافذِ
وكلَّ الأسواقِ للبيعِ والشراء !
فالأسعارُ هنا - كما علَّمنا حكماؤُنا الجهلاءُ - أرخصُ من التُّرابِ
فضاعَ كلُّ التراب !
آاااه
ما أفسدَ ثقافتَنا !
وما أغلى التُّراب !

د.عاطف الدرابسة



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصٌّ للكهولِ فقط !
- للعاشقينَ فقط !
- شعبٌ مُصابٌ بارتفاعِ الضغط
- سلالةُ البحار
- سجونٌ .. لا تنتهي !
- صدى الظمأ
- عقولٌ .. حديثةُ الولادة
- حين يعانقُ الشَّوكُ الياسمينَ !
- زمنُ الكلاب
- الصَّوتُ المُسافرُ في الرُّوح ..
- الفسادُ في أوطاننا .. مشروعٌ نهضوِّي
- أملٌ .. بزمنٍ جديد
- أبناء الظلام
- أين مفتاحُ الوطن ؟
- آخرُ قطرةِ ضوء ..
- حلمٌ في خريفِ الليل ..
- حيث البداياتِ .. كان الوصول
- أبتعدُ .. لأرى ..
- التيه الأخير
- الثقة العمياء


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - العمر المجنون