أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :














المزيد.....

رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :

يا أبتِ :
نهاري صارَ ليلاً
وليلي أصبحَ نهارا
ها أنا أُجيدُ فنَّ السّهرِ إلى الفجرِ
وأُمارسُ طقوسَ " الببجي "
حدَّ الصُّراخِ والجنون
أغيبُ معها كغيابِ الصّوفيِّ
لا أعرفُ ما الذي يجري في الوطن
قالوا لي :
إن الضرائبَ تتنزَّلُ على كواهلنا كالقنابلِ العنقوديّة
وقالوا لي :
إنَّ نسبةَ البطالةِ بين الشّبابِ حطَّمت الأرقام القياسية
وعلمتُ بأنَّ الكسادَ يغمرُ الأسواق
كما تغمرُ المياهُ الآسنةُ
المشاتلَ
والمزارعَ
وأقدامَ النساء ..

يا أبتِ :
ها أنا أُجيد " free fire "
فكن مطمئناً على مستقبلي
فما دخلتُ معركةً في الببجي
أو الfree fire
إلّا وانتصرتُ فيها
فقد حررتُ
كلَّ الأحصنةِ
وكلَّ المُدنِ
وكلَّ القلاع
ورفعتُ في ساحاتِ الببجي
راياتِ العزِّ والفخار
وعوّضتُ كلَّ هزائمنا
في فلسطينَ
والعراق
في ليبيا
وصنعاء ..

يا أبتِ ..
ضُمَّني إلى صدركَ
بكلِّ فخرٍ واعتزاز
فقد أجدتُ كلَّ أشكالِ التدخين
التبغ الملفوف
والغليون
والسيجارة الالكترونية
والأرجيلة
وتعاطيتُ باحترافٍ
كلَّ أنواعِ الحبوب المخدّرة والمُسهرة
وأتقنتُ التحشيشَ والتخزينَ
وها هو الأفيونُ
يبني أعشاشاً في رئتي
لأتنفسَ حريّةً وهميّة
وها هو الهيروين
يغزو خلايا عقلي
وخلايا دمي
لأبني فوقَ جبالِ الوهمِ
وطناً لا يُشبهُ وطنكم
وقصوراً لا تشبهُ قصوركم
واقتصاداً لا يُشبه اقتصادكم ..

يا أبتِ :
ها هي الشهاداتُ الجامعيّةُ
التي حصلنا عليها بعدَ سنين
تتراكمُ في ديوانِ الخدمة المدنيَّة
كما تتراكمُ الثّلوجُ في الصحراء
انظر إلى الشبابِ المُهاجرِ
والشّباب الذي يصطفُّ
أمامَ أبوابِ السفارات ذليلاً
كالجيوشِ المهزومة
يرحل عن البلد كما ترحلُ الطيور ..

يا أبتِ :
لا تُهاجمني
ولا تسخرْ منّي
إن جاءكَ خبرٌ أنِّي أعملُ طبيباً
في مشاريعِ الخيانة
أو مديراً في الشّركاتِ الفاسدة
أو عميلاً لدولةٍ أجنبية
أو تاجرَ مخدّرات ..

يا أبتِ :
لا تخجلْ مني إن علمتَ يوماً
إنّي سطوتُ على بنكٍ
أو قتلتُ امرأةً عجوزاً
من أجل دينار ..

يا أبتِ :
لا تخشَ عليَّ إن أخبروكَ
أني أنامُ على حاشية الرصيف
فهذا الزّمنُ عاهرٌ
كأنهُ مصابٌ بالإيدز
أو كأنهُ مُصابٌ بالزهايمر
فالوطنُ الخربُ
حينَ يُصابُ بالفسادِ
يدفعُنا إلى الجنون ..

د.عاطف الدرابسة



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة الثالثة
- رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاء ...
- شمعة واحدة لا تكفي !
- أنتِ .. والبلد !
- العمر المجنون
- نصٌّ للكهولِ فقط !
- للعاشقينَ فقط !
- شعبٌ مُصابٌ بارتفاعِ الضغط
- سلالةُ البحار
- سجونٌ .. لا تنتهي !
- صدى الظمأ
- عقولٌ .. حديثةُ الولادة
- حين يعانقُ الشَّوكُ الياسمينَ !
- زمنُ الكلاب
- الصَّوتُ المُسافرُ في الرُّوح ..
- الفسادُ في أوطاننا .. مشروعٌ نهضوِّي
- أملٌ .. بزمنٍ جديد
- أبناء الظلام
- أين مفتاحُ الوطن ؟
- آخرُ قطرةِ ضوء ..


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :