أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - تحدَّث إليٌَ بلغة لا تشبه لغتَهم














المزيد.....

تحدَّث إليٌَ بلغة لا تشبه لغتَهم


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


قالت له :

لا تتحدَّث إليَّ
بصوتِ الأنبياءِ
أو الأولياءِ
أو الأبرياء ..

تحدَّث إليَّ
بصوتِ النَّبيذِ المُعتَّقِ
بصوتِ الخمرِ
أو بصوتِ آخرِ كأسٍ
تذوَّقتُها معكَ ..

أعدنِي إلى عهدِ مراهقتي
أعدنِي طفلةً
على عتباتِ العشرين ..

أعدنِي أُكمِلُ بجسدي
حين أرقصُ
آخرَ النَّغمات ..

تحدَّث إليَّ
بصوت الطَّباشيرِ
على الجدرانِ ..

بصوتِ الفراشاتِ
لتُعيدَ إليَّ
أوَّلَ الذَّاكرةِ
وأوَّلَ الأُمنيات ..

تحدَّث إليَّ
بصوتِ العصافيرِ
قُبيلَ الغروبِ
لأملأَ اللَّيلَ معكَ
بالأغاني
بالرَّقصِ
بالآهات ..

تحدَّث إليَّ
بصوتِ المقموعينَ
المقهورينَ ..

بصوتِ الوطنِ
المُنتحِبِ
المُختنِقِ
بصوتِ الجوع ..

تحدَّث إليَّ
بأصواتِ المُهمَّشِينَ
على الأرصفةِ
وفي الممرَّاتِ الضَّيِّقةِ
وفي فناءِ الحارات ..

تحدَّث إليَّ
بصوتكِ المطعونِ
بخنجرِ الخيانات ..

تحدَّث إليَّ
بصوتِ القضبانِ
التي تختزنُ في خلاياها
آخرَ أسرارِ السجناء ..

تحدَّث إليَّ
بصوتِ أمِّي
وصوتِ أُمِّكَ ..

تحدَّث إليَّ
وأصغِ جيداً
كيف تبكي العذارى
وكيف تبكي الحوريَّات ..

كُفَّ عن الشَّكوى
كُفَّ عن الألمِ
ففي ظهرِي
آلافُ السَّكاكينِ
المغروسةِ
كسنابلِ القمحِ
كالرِّماحِ في الرِّمال ..

كُفَّ عن الشَّكوى
كُفَّ عن التَّذمُّرِ
كُفَّ عن الضَّعفِ
كُفَّ عن العجزِ
وتعالَ معي نتجوَّلُ
في أنحاءِ الوطن
أو في أنحاءِ الذِّكريات
لنستعيدَ معاً
آخرَ القصائدِ المنفيَّةِ
آخرَ اللَّوحاتِ المهاجرةِ
آخرَ الأنغامِ النَّاقصةِ
آخرَ المدنِ المُحترِقة ..

تعال لنزورَ معاً
كلَّ الملاجئِ
وكلَّ المقابرِ
وكلَّ السُّجونِ
وكلَّ المدارسِ المُعطَّلَة ...

هاتِ يدكَ
وامضِ معي
نستعيرُ أقصى الألمِ
من صدورِ الأُمَّهات ..

لا تُحِوِّل حرفكَ
عن الجرحِ العميقِ
في جسدي
وفي جسدِ البلد ..

لا تُحِوِّل حرفكَ
عن قصورِهم
وحدائِقهم
فكلُّ حجرٍ
بُنِيَ بدمِنا
بدمعِنا ..

وكلُّ سُورٍ
شُيِّدَ بحرمانِنا
وجوعِنا ..

وكلُّ زهرةٍ
أينعت في حدائِقهم
لا تُثمِرُ إلا آلامَنا
أحزانَنا
يأسَنا ..

لا تُحِوِّل حرفكَ
عن نهارِنا الحزينِ
فحرفُكَ يا سيِّدِ الحرفِ
كالنَّارِ
تُشعلُ ما تبقَّى من ذاكرتِنا
وذاكرةِ أيَّامِنا القاسيةِ
فالذَّاكرةُ يا سيِّدي
كالأرضِ
تحمي الجذور ..

د.عاطف الدرابسة



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرماد .. ينبعث
- لا أنصحكُم بقراءةِ أفكاري ..
- المسافةُ بين عقلي وقلبي
- أنا الذي قتلَ الشَّيطان ..
- شيطانُ الخيالِ ..
- زهرةُ روحي
- اجلسي أمامي
- كأنَّكِ السؤال
- رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :
- الولادة الثالثة
- رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاء ...
- شمعة واحدة لا تكفي !
- أنتِ .. والبلد !
- العمر المجنون
- نصٌّ للكهولِ فقط !
- للعاشقينَ فقط !
- شعبٌ مُصابٌ بارتفاعِ الضغط
- سلالةُ البحار
- سجونٌ .. لا تنتهي !
- صدى الظمأ


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - تحدَّث إليٌَ بلغة لا تشبه لغتَهم