أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - اجلسي أمامي














المزيد.....

اجلسي أمامي


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 05:23
المحور: الادب والفن
    


قلتُ لها :

كم قلتُ لكِ
لا تجلسي إلى جواري
هاتي الكُّرسيَّ العتيقَ
واجلسي أمامي
لأنِّي أريدُ أن أراكِ بوضوحٍ
وأتحدَّثُ إلى عينيكِ
كأنِّي أتحدَّثُ إلى روحي ..

أريدُ أن أرسمَ تفاصيلَ شفتيكِ
قبلَ الابتسامِ
وبعدَ الابتسامِ
وأنتِ تتكلَّمِين
وأنتِ تصمُتِين ..

أرجوكِ أن تجلسي أمامي دائماً
لأرى ما يقولُه وجهكِ لي
وأرى ما يحتشدُ في وجهكِ
من رموزٍ غامضةٍ
ورموزٍ
تأخذُني نحو البلدِ
وما يجري في البلد ..

أرجوكِ يا حبيبتي
أن تجلسي أمامي
لأرى في وجهكِ
كيف يثورُ البحرُ
وترقصُ الألوان ..

أريدُ أن أُصغِي إلى كلِّ الأغاني
التي سمعناها معاً
وعشناها معاً
ورقصنا على أنغامها معاً
وغفونا مُتعانِقَينِ
على همسِها معاً ..

يا حبيبةُ :

حين تجلسين أمامي
أتأمَّلُ ضحكتكِ
لحظةَ مولدِها
كأنَّها موجةُ بحرٍ
لحظةَ غروبِ الشَّمسِ
هادئة ..

يا حبيبةُ :

اجلسي أمامي
وضعي يديكِ على كتفيَّ
وحدِّثيني عن المطرِ
الذي يغسلُ خطايا الرُّوحِ
وخطايا البلد ..

حدِّثيني عن المطرِ
وقولي لي
ما آخرُ رسالةٍ كتبَها
على الجسد ؟

حدِّثيني عن العيونِ
التي ما عادت ترى الخبزَ
أو تعرفُ شكلَ الحليبِ
والعسل ..

يا حبيبةُ :

هذي عيناكِ سريري
وموطنُ أحلامي ورؤاي
هما بحري وليلي
هما ملجأُ أحزاني
وهما موطنِي الأبديِّ
حين يموتُ في ذاكرتي
الوطن ..

يا حبيبةُ :

قرِّبي عينيكِ منِّي أكثر
لا أريدُ أن أخرجَ منهما
فأنا يا حبيبةُ كالأسماكِ
إن خرجتُ من البحرِ
وتنفَّستُ هواءً
غيرَ هواءِ البحرِ
أموت ..

يا حبيبةُ :

اجلسي أمامي
وضُمِّيني إلى صدرِكِ أكثر
وخُذي نبضِي
يحيا في قلبكِ
كأنَّه نبضُكِ
فإن رحلتُ عن هذه الدُّنيا
فإنَّكِ بنبضِ قلبي أقوى ..

يا حبيبةُ :

هاتي الكرسيَّ العتيقَ
واجلسي أمامي
وضعي يديكِ بيديَّ
فتسري نارٌ في جسدِي
لا تُشبِهُ النَّارَ
وأشعرُ أنَّ كلَّ شيءٍ بيَ
يستفيقُ من جديد
فأمضي
أنثرُ الحبَّ في كلِّ شارعٍ
وأكتبُ بدمي
على كلِّ جدارٍ :
أُحبُّكِ إلى آخرِ العمرِ
إلى آخرِ الأبد
فحبِّكِ منذ أن تبسَّمَ في دمي
كان الوجهَ الآخرَ لهذا البلد ..



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنَّكِ السؤال
- رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :
- الولادة الثالثة
- رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاء ...
- شمعة واحدة لا تكفي !
- أنتِ .. والبلد !
- العمر المجنون
- نصٌّ للكهولِ فقط !
- للعاشقينَ فقط !
- شعبٌ مُصابٌ بارتفاعِ الضغط
- سلالةُ البحار
- سجونٌ .. لا تنتهي !
- صدى الظمأ
- عقولٌ .. حديثةُ الولادة
- حين يعانقُ الشَّوكُ الياسمينَ !
- زمنُ الكلاب
- الصَّوتُ المُسافرُ في الرُّوح ..
- الفسادُ في أوطاننا .. مشروعٌ نهضوِّي
- أملٌ .. بزمنٍ جديد
- أبناء الظلام


المزيد.....




- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - اجلسي أمامي