أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - زهرةُ روحي














المزيد.....

زهرةُ روحي


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 6429 - 2019 / 12 / 5 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


قلتُ لها :

أسيرُ بقلبٍ مهجورٍ
وسطَ الزِّحامِ
أحملُ الخريفَ
على كاهلِ العمرِ
عارياً
من كلِّ أوراقِ الحياةِ ..

أُحسُّ أنِّي أُغادرُ عقلي
وأحملُ في روحي
شجرةَ أحلامي
وأُودِّع آخرَ ابتسامةٍ
سقطت من وجهي
واستقرَّت وراءَ الأبوابِ
كطفلٍ لقيط ..

تعالي يا حبيبةُ
نشربُ كأسَ الفقرِ
كأسَ الجوعِ
قبل أن أتركَ آخرَ أيَّامي
أمانةً
في صندوقِ ذاكرتِكِ ..

هذه زهرةُ روحي
مرميَّةٌ
في طريقِ الرِّيحِ
لعلَّ الرِّيحَ تحملُ عطرَها
بعد موتي إليكِ ..

يا حبيبتي :

سأتركُ آثارَ أقدامي هناك :
على سواحلٍ
بلا بحرٍ
في جوفِ أوديةٍ
بلا ماءٍ
بين حقولٍ
بلا زرعٍ
بين بساتينَ
بلا أشجار ..

يا حبيبةُ :

سأتركُ حرفي
أمانةً في صدركِ
ليُصغِي جيَّداً
إلى نبضاتِ قلبكِ
سيحاولُ أن يفهمَ
ما يقولُه النَّبضُ
للدمِ
أو ما تُسِرُّهُ الأحلامُ
إليكِ ..

إن ضاقت عليكِ الدٍّروبُ
إن حاصركِ الزَّمنُ الرَّديءُ
إن جارَ عليكِ الحبُّ
أخرجيه من صدركِ
كأنَّه أمواجٌ
تهدرُ في الرُّوحِ ..

سيأخذكِ من بينِ عيونِهم
ويرحلُ بكِ
إلى الماضي الجميلِ
حين كنَّا نمشي
على سواحلِ اللَّيلِ
ويدي تُخاصركِ
ويدكِ تُخاصرني
ونميل
حيث يميلُ ماءُ البحرِ
ونرقصُ على إيقاعِ الموجِ
ونحلمُ بكوخٍ بريٍّ
وشجرتينِ مأوىً للعصافيرِ
وليلٍ لا يُسلِّمُ روحَهُ
إلَّا لنا ..

يا حبيبةُ :

تعالي نمشي بتثاقُلٍ
كالشَّمسِ
وهي تعبرُ آخرَ ممرٍّ للأصيل
هناكَ في غرفةِ الشَّمسِ
نغفو على ارتجافةِ عناقٍ طويل
كأنَّنا جسدينِ بجسدٍ
كأنَّنا وطنٌ للعاشقينَ
كأننا ملاذٌ للمهاجرينَ
كأنَّنا آخرُ أحلامِ الفقراءِ
وآخرُ حريَّةٍ
لصوتٍ المقهورينَ ..

تعالي أضمُّكِ
كوردةٍ حمراءَ
أو صفراءَ
أو خضراءَ
فيغمرُني أريجكِ
كأنَّه الخمرُ المُعتَّقُ
في الجِرار ..

تعالي أضمُّكِ
كما الأُمُّ
حين تحتضنُ طفلَها الأوَّلِ
فيُصغي لنبضِ القلبِ
بخشوع
وينامُ
ينامُ
ينامُ
ثمَّ حين يستفيقُ
يصرخُ صرخةَ الرَّفضِ
صرخةَ الألمِ
صرخةَ الجوع
وحين يحاولُ الرُّجوع
يخرجُ صوتٌ من أعماقِه
يقولُ :
ليتني ما غادرتُ بطنَ أُمي
ليتني ما خرجتُ
إلى هذهِ الحياة !

هامش :

قالت له :
لِمَ نُولدُ ؟

قال لها :
لنموت !

ما أضيقَ المسافةَ يا حبيبة
ُبين الولادةِ والموت !

د.عاطف الدرابسة



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجلسي أمامي
- كأنَّكِ السؤال
- رسالةٌ من شابٍّ تخرّجَ حديثاً إلى والده :
- الولادة الثالثة
- رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاء ...
- شمعة واحدة لا تكفي !
- أنتِ .. والبلد !
- العمر المجنون
- نصٌّ للكهولِ فقط !
- للعاشقينَ فقط !
- شعبٌ مُصابٌ بارتفاعِ الضغط
- سلالةُ البحار
- سجونٌ .. لا تنتهي !
- صدى الظمأ
- عقولٌ .. حديثةُ الولادة
- حين يعانقُ الشَّوكُ الياسمينَ !
- زمنُ الكلاب
- الصَّوتُ المُسافرُ في الرُّوح ..
- الفسادُ في أوطاننا .. مشروعٌ نهضوِّي
- أملٌ .. بزمنٍ جديد


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - زهرةُ روحي