أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - الشعب الأمريكي يعيد الثقة بالديمقراطية السياسية المهزوزة هذه الأيام














المزيد.....

الشعب الأمريكي يعيد الثقة بالديمقراطية السياسية المهزوزة هذه الأيام


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيان سياسي
الشعب الأمريكي يعيد الثقة بالديمقراطية السياسية المهزوزة هذه الأيام
يظهر مكر التاريخ بشكل خاص في لحظات معينة من التطور الاجتماعي عندما يشتد الصراع فيها بين جهتين :
- جهة تنشد التقدم الاجتماعي ووراءها حشد من القوى .
- وجهة أخرى محافظة تقف بقوة ضد الاطروحات التقدمية الديمقراطية .
يشتد التوتر عندما نصل الى لحظة تتوازى فيها الكفتان في الشارع والمجتمع بين أنصار الفريقين . في هذه اللحظة بالذات ينبري رجال يتمتعون بمهارات فائقة في فنون تقديم الذات والتلاعب العاطفي ليستخدمون مهاراتهم في الفوز بعقول وقلوب البشر ويقدمون أنفسهم كمخلصين من الأزمة التي تعصف في المجتمع .الأمثلة عديدة في التاريخ المعاصر من هتلر الى ترامب
نعتقد كهيئة ان ظهور ترامب في فضاء أمريكا يخضع لهذه الخلفية النظرية .
لقد سئم الشعب الأمريكي على مدى عقود من ديمقراطية سياسية يقدَمها له حزبان هما الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي أوصلته الى انقسام غير مسبوق في أمريكا شهدناها فترة الانتخابات التي تعادل فيها بوش وألغور حيث لم يكن الفارق بينهما أكثر من خمسمائة صوت, وقد استمر ذلك الانقسام وسط تحشيد كل من الحزبين لأنصاره من اليمين المتطرف واليسار المتطرف حتى وصلنا الى الانتخابات التي فاز فيها ترامب على هيلري كلينتون لأنه بدا وكأنه بأسلوبه واستقلاله وكثير من سماته الشخصية بعيدا عن البيرقراطية المتمثلة في الحزبين وهو سر انتخابه الى الرئاسة .
ان الانتخابات الأخيرة وان بدت وكأنها استفتاء على شخصية ترامب وبايدن لكنها في الحقيقة تؤشر الى ما هو أبعد من ذلك وهو التغيير الذي ينشده الأمريكيون ويتمنى ان يتم على يد المستقلين من خارج الحزبين, لقد ظهرت مؤشرات عديدة لتبني التغيير في العقود الأخيرة بدأت تُعبر عن نفسها في الشارع الأمريكي , يقودها مثقفون من الحزبين ومن خارجهما لدرجة يمكن وصفها بتيار جديد كان له دور ولو ضئيل في الانتخابات الأخيرة , على سبيل المثال لا الحصر مقالات عدة نشرت في صحف أمريكية عريقة وواسعة الانتشار طالب كتابها وسياسيوها وصحافيوها بالخلاص من ذلك الانقسام عبر سياسة جديدة تدعو الى تنمية عريضة داخل وخارج امريكا تجمع بين المصالح والقيم. وقد ذهب بعضهم الى الدعوة صراحة للرئيس القادم وفريقه الحكومي على عدم الجلوس على رأس الطاولة كما تعودوا, بل كأي وفد دولي آخر للوصول الى تفاهمات بين الدول حول مشاكل العالم الكثيرة البيئية والصحية والاقتصادية والسياسية . أي اننا نحتاج الى حوار الحضارات وليس تصادمها لنتقدم الى الأمام .
كمنت قوة هذا التيار بتناغمه مع ما يتطلبه التطور الاجتماعي على صعيد العالم وليس على صعيد أمريكا فقط بعد أن أصبح عالمنا قرية كونية لها سوق واحدة نتحرك فيه جميعا بوصفنا بشر بغض النظر عن لون بشرتنا أو جنسنا أو ديننا او قوميتنا. ومع قاعتنا بأن السنوات الأربعة الآتية ستكون بجوهرها العودة الى الصراع بين الحزبين قبل مجيء ترامب الا ان أهميتها تجّلت في ذلك الإقبال من المواطنين الذي لم يشهده التاريخ في امريكا على صناديق الاقتراع وتدخلهم لحسم المعركة وهو ما سيسند ويساند تيار حوار الحضارات بدلا من صدامها ليس في امريكا بل وفي العالم اجمع مما يجعل وصول رئيس قادم - بعد حملة انتخابية او حملتين من خارج الحزبين - أمرا محتملا .
نحاول ان نستخلص هنا بعض النتائج التي أفرزتها الانتخابات الأمريكية الأخيرة .
1- تلميع صورة الديمقراطية السياسية بعد ان بهتت مع تقدم نجم الصين الاقتصادي على أرضية دكتاتورية فجة ووقحة من جهة وظهور التيارات الفاشية الشعبوية في اوروبا من جهة اخرى. بكل أسف ومرارة نقول : بدت الصين الديكتاتورية وكأنها متقدمة على الغرب الديمقراطي في تأمين حاجات الناس مما جعل كثير من الحكام الديكتاتوريين يحلمون بأمبرطوريات عفا عنها الزمن , والانتخابات الأخيرة ستجعلهم يتلمسون رؤوسهم .
2- اذا كانت المعارك السابقة في التاريخ قد تمّت بين دول ودول من اجل اقتسام خيرات العالم كان آخرها حربان عالميتان أُزهقت فيهما ملايين الأرواح البريئة, فان المعركة القادمة هي بين دول وشعوب وحسم المعركة الحالية في امريكا سلما لا حربا له أهمية كبرى في هذه اللحظة.
3- سيكون لتلك الانتخابات صدى ايجابيا ولا شك في منطقتنا العربية تحديدا حيث نزلت الجماهير في السودان والجزائر ولبنان والعراق ودفعت تمنا باهظا من حياة أبنائها ومن لقمة عيشها وكادت ان تيأس لكن الانتخابات ستحيي في نفوسها الأمل من جديد وستلهم شعوب ساحات عديدة للنزول ضد الحكام العرب الطغاة ومن حولهم من الفاسدين .
لهذا الأسباب ولغيرها نعتقد كهيئة ان الانتخابات الأمريكية خطوة الى الأمام على طريق شاق ووعر سنشهد فيه معارك كثيرة بين الديمقراطيين دعاة الغد الأفضل للبشر وبين الديكتاتوريين والشعبويين الذين يضعون العصي والحجارة أمام دواليب عجلة التطور الاجتماعي .
هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد والثورة في سوريا
- هيئة الأمم المتحدة والمستقبل
- دفاعا عن نصر الحريري
- الثورة التونسية رائدة الثورات العربية
- عطب الذات أم عطب الموضوع ؟
- مهجرو الشعب السوري يهزّون كوكبنا الأرضي
- العلمانيون في سوريا بين المعرفة والأيديولوجيا
- المسار السوري بين الإصلاح والثورة *
- رد هيئة العمل الليبرالي على مقال الدكتور حسام الدين درويش
- تقرير سنوي صادر عن هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية
- فيروس كورونا
- هل سيكون فيروس كورونا أرحم بالشعب السوري وثورته من المجتمع ا ...
- عن الدور السلبي للحلم الاشتراكي من سوريا الى أمريكا
- هل ستكون طبخة العرب بعد حرب غزة من حصى أم من عدس ؟
- حماس ترشق إسرائيل بحذائها
- القائد الضرورة باراك أوباما
- إعلان دمشق وإشاعة الأمل
- الدعوة إلى تجاوز الرأسمالية لمصلحة من ؟؟!!
- قمة مراهقة النوع البشري
- صناعة السيارات


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - الشعب الأمريكي يعيد الثقة بالديمقراطية السياسية المهزوزة هذه الأيام