أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - عطب الذات أم عطب الموضوع ؟















المزيد.....

عطب الذات أم عطب الموضوع ؟


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6636 - 2020 / 8 / 4 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مقدمة :
عام 2005 كتب الدكتور برهان غليون مقالا في العدد 1235 من نشرة الحوار المتمدن تحت عنوان – تحرير الديمقراطية من فلسفة اللبرالية شرط تعميمها في العالم العربي – عارضته في العدد التالي قائلا – ربط الديمقراطية بفلسفة اللبرالية شرط تعميمها في العالم العربي –
كتاب الدكتور الجديد – عطب الذات - ينظر الى الثورة السورية من نفس المنظار الماركسي مع كل أسف . ذكرّتني صفحات الكتاب التي تجاوزت خمس مائة صفحة بكتب مشابهة قرأتها في سجني الطويل وعلقّت عليها لمن حولي قائلا , قيمة هذه المطولات لا تقدر بثمن للسجناء أمثالنا فهي تجعلهم يحلقون خارج فضاء السجن رغما عن أنوف سجانيهم (اعتبر نفسي ما زلت سجينا انتقل من السجن الصغير الى السجن الكبير ولكلٍ من الوضعين سيئاته وحسناته , فمن حسنات السجن الصغير أنه منحني الراحة من حيث عدم التفكير بلقمة العيش فقد كانت تصلني جاهزة, ومن سيئات السجن الكبير انه جعلني متوترا دائما بسب عدم قدرتي على تأمين لقمة العيش لعائلتي لأسباب ليست خافية على أحد ) . وها أنذا أعلق على كتاب الدكتور وأقدمها لمن يتابعني بنفس الطريقة السابقة .
......
المفكرون الماركسيون يرون بالثورات قاطرات التاريخ ولكن فاتهم ان يلحظوا ان للثورة جانبان جانب هدم وجانب بناء في حين يتفوق عليها الاصلاح كونه بناء على البناء . كل الثورات عبر التاريخ حصلت بسبب حماقة الطبقات المسيطرة وإصرارها على عدم تقديم أي تنازل لمصلحة التطور على حساب مصالحها وامتيازاتها مما أدى في الماضي الى انفجار غضب الشعوب وانفلات غرائزها وتحول ثوراتها فيما بعد الى حروب أهلية , اما التي انتصرت فقد أكلت أبناؤها فيما بعد , مع ذلك لايستطيع أي مراقب للتطور ان ينكر دور الثورات في الماضي التي دفعت قاطرة التقدم الى الأمام . لكن الآن وبعد مرور ألفي عام على حضارة الجنس البشري – وتقدم ثقافته ووعيه في كثير من تجمعاته فقد أصبح الاصلاح أكثر انسجاما من الثورات في دعم التغيير الاجتماعي.
لم يعد خافيا على أي متتبع لمسار التاريخ ذاك الخط الا نساني الصاعد والمتدرج رغم كل التوآتهه من اتفاقية وستتنفاليا حتى تشكل هيئة الأمم المتحدة والذي تقّدم فيه القانون الدولي وأصبح منافسا حقيقيا للقوة التي كانت تعتمد عيها الدول في علاقاتها بين بعضها البعض , وهكذا وصلنا الى الميثاق العالمي لحقوق الانسان بعد حربين عالميتين كلفت البشرية الكثير من الدماء بعدها وصلنا الى دول حضارية مثل السويد والنمسا وسويسرا تصلح ذاتها من أعلى الى اسفل كي تنسجم مع ما يتطلبه التطور الاجتماعي وقياديوها يركبون المواصلات العامة مثل أي مواطن عادي للوصول الى أماكن عملهم ويتغير الكثير منهم مع كل دورة انتخابية . لكن بقيت الدول المتخلفة والتي تُحكم بقبضة استبدادية عصية عن أي اصلاح ولن يتم تجاوز استبدادها وتخلفها إلا إذا ساعدتها الدول الغنية والمتطورة والحضارية من خلال هيئة الأمم المتحدة حتى ولو اضطرها ذلك الى استعمال البند السابع من ميثاقها لأن التقدم التكنولوجي زوّد حكامها المستبدين بأسلحة متطورة كافية لإبادة الشعب المعارض لحكمها دون ان يرف لأغلبها جفن وإبقاء الموالين الفاسدين والمستفيدين من حكمها فقط .
كان من الموءمل ان يشهد نظامنا العالمي الجديد إصلاحا جديدا لهيئة الأمم المتحدة مشابه للاصلاح الذي حوّل عصبة الأمم المتحدة الى هيئة الأمم وبدون حرب عالمية هذه المرة ليتحول فيه مجلس الأمن الى حكومة تنفيذية عالمية تنسق بين الدول على أساس التوازن بين المصالح والقيم الانسانية التي نادت بها كل الشرائع السماوية والأرضية وتراعي المتغيرات التي حصلت عليها بحيث تتمثل حسب قوتها الاقتصادية والاجتماعية وبحيث ينتفي في مجلس الأمن الجديد الفيتو للدول المسماة عظمى بعد التطور التكنولوجي الهائل الذي اوصلنا رغما عنا الى قرية كونية بحارات متعددة لها سوق واحدة كلنا فيها بشر بغض النظر عن جنسنا وعرقنا وديننا وقومية كل منا وقد بدا الوضع بداية العولمة وكأننا نسير بهذا الاتجاه فقد طرح الأمين العام كوفي عنان عام 2001 التساؤل التالي على هيئته . «إذا كان التدخل العسكري لحماية حقوق الإنسان تعدياً على السيادة الوطنية للدولة ذات العلاقة، كيف يمكن لنا أن نتعامل مع إمكانات وجود راوندا جديدة أو سريبربنتسا أخرى، حيث يجري انتهاك منظّم ومنهجي لحقوق الإنسان في شكلٍ يتناقض مع كل مبدأ من مبادئ بشريتنا المشتركة؟». بناء على هذا التساؤل تشكلت لجنة لدراسة الموضوع والتعامل معه, نتج عنها ما سمي مبادرة «مسؤولية الحماية»، اقترحت جملة مبادئ بُنيت على قاعدة أن السيادة الوطنية ليست حقاً، وإنما هي مسؤولية بالدرجة الأولى وعرضت على الجمعية العامة في عام 2005ووافق عليها 191 دولة اتفقت فيما بينها على الأهداف الانمائية للألفية (MDG ) ربطت بين الارهاب والفقر وحددتها بثمانية أهداف منها
- تخفيض الفقر بنسبة النصف بحلول عام 2015 مقارنة بخط أساس عام 1990 .
- انهاء الفقر المدقع بحلول عام 2025 .
- مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة كي تستطيع أن تحقق تقدما على سلم التنمية الاقتصادية قبل عام 2025 .
تشكلت لجنة من خبراء اقتصاديين لرئاسة مشروع الأمم المتحدة للألفية بإدارة مارك مالون براون وعضوية جوزيف شامي والأمريكي جيفري ساكس الذي قال في مشروعه المقدم للخطة عام 2004 ما يلي : علينا استخدام ثروتنا بصورة عاقلة لشفاء كوكب منقسم على نفسه , ولإنهاء معاناة الذين مازالوا مكبلين بالفقر , واقامة رباط مشترك للبشرية , والوصول الى الأمان , وبناء هدف مشترك عبر الثقافات والأقاليم المشتركة . كما اتفق على تشكيل محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة من يرتكب جرائم بحق الانسانية .
لم يتوقف ذلك المسار بل انقلب رأسا على عقب بعد وصول بوتين الى سدة الحكم في روسيا بفضل حكمة ودهاء وذكاء من كانوا يوما يحملون لواء الفقراء ونجحوا في توحيد أسوا شرائح الرأسمالية وراءهم على مستوى الكوكب وساعدهم على ذلك ترسانة أسلحة بن يديهم لديها صواريخ تفوق سرعتها سرعة انتشار الضوء كما يدّعون والبقية معروفة منذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة حيث اعتبِر أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول مساسا باستقلالها , وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل تعداه لنبش كل زبالات التاريخ أيام حكم الأمبراطوريات المرزول فعادات الينا روائح امبراطورية ظننا ان الزمن تجاوزها لتعود الدول القوية فتوّجه العولمة بدلالة القوة بدلا من القانون وليسيل لعاب كثير من الدول في العالم الحر كي يحكمون على قاعدة الأبدية الأمبراطورية بحجة الخبرات التي تراكمت في عقولهم أثناء الحكم.
اقول للدكتور برهان لو ان مسار العولمة استمر كما هو مرسوم من قبل الخطة الانمائية الجديدة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي, هل كانت الثورة في سوريا قد هزمت ؟ .. ببساطة كان الأمر قد سار باتجاه تدخل دولي في سوريا لحماية شعبها من بطش حكامه وهذا ما تم رسمه في الهيئة الدولية وبموافقة كل الدول المنضوية تحت مظلتها - باستثناء حفنة منها على رأسها روسيا - يبدأ بتشكيل حكومة انتقالية نص عليها بيان جنيف الأول تلتزم بفترة انتقالية تجرى فيها انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تحت رقابة واشراف خبراء الأمم المتحدة تُمهد لعقد اجتماعي جديد ودستور جديد تُحكم سوريا بواسطته ويتم تداول السلطة سلميا فيها .لو جرى ذلك هل كانحراك الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة قد استمر يادكتور ؟ .
استلم زمام العولمة المحور الاستبدادي وعلى راسه روسيا والصين وخلفهما كل الدول الاستبدادية في العالم وفي مقدمتها ايران . لم تهزم الثورة السورية يا صديقي بسبب عطب ذاتها من وجهة نظري بل بسبب عطب الموضوع على المستوى الدولي .
ان كتاب الدكتور من ألفه الى يائه بين السطور وفوقها وتحتها مداورة او مباشرة يعزي هزيمة الثورة بسبب عدم قدرة معارضتها على خلق قيادة متجانسة تقود وتعبئ وتنظم مظاهرات الشارع وتخاطب العالم كي يساعد هذه القيادة لاستلام الحكم .
لم يستطع الدكتور مع كل أسف ان يتخلّى عن أوهام الماركسية حول الثورات ودور القيادة , ومع أنني شخصيا لست مع الثورات بل مع الاصلاح ,الا ان ثورات القرن الواحد والعشرين في البلدان الديكتاتورية تشترك مع كل ثورات التاريخ بانفجار الغضب الشعبي نتيجة إصرار حكامها المستبدين الفاسدين بحكمهم غير عابئين بأي تغيير يتطلبه التطور الاجتماعي . اذا كانت ثورات الربيع العربي وفي القلب منها الثورة السورية تشترك في هذا الجانب مع بقية الثورات فإنها تتميز عنها بما يحلو لي ان اسميها حراكات شعبية ثورية المنشأ إصلاحية التوجه , ثورتنا هي ثورة الحرية والكرامة لم تطلب إسقاط طبقة لتحل طبقة محلها ولم ترفع شعارات طبقية والأعمق من هذا أنها تلتقي مع نهر التاريخ الهادر والذي يدفع باتجاه أن تأخذ الجماهير قضيتها بيديها فهي صاحبة المصلحة بأي تغيير. هذا يعني انني ارى بالثورة السورية تجاوزا حقيقيا للفكر الماركسي القائل بدور النخبة المثقفة وضرورتها لقيادة الثورات أو بالقيادة المتجانسة حسب طرح الدكتور وهي منسجمة تماما مع خط الاصلاح الانساني لكن سوء حظها جعلها هي وشعبها تعاني بعد انقلاب مسار العولمة العولمة . قوة الثورة السورية بانها لم تتحلق حول زعيم واحد او قيادة واحدة ومظاهراتها ليست ضد الحكم الاستبدادي فقط بل وضد الارهابيين المتسترين في الدين الذين أقاموا إمارات دينية تحكم بشكل أسوأ من حكم النظام . انا اسأل الدكتور برهان هنا لو ان المجلس الوطني نجح في الوصول الى قيادة متجانسة تقف خلفه من هيئة التنسيق الى اعلان دمشق الى التنسيقيات هل كان القيمين على المجمتمع الدولي - المتفقين فيما بينهم وعلى راسهم روسيا بقيادة بوتين وأمريكا بقيادة اوباما ومن بعده ترامب آنذاك - سيسمحوا لك أنت ومجلسك الوطني بإقامة دولة تعددية تداولية توجه انتخاباتها وفق المواطنة وليس المحاصصة ؟ هنا عطب الموضوع يا صديقي وليس عطب الذات ولو ان هيئة الأمم المتحدة قد أكملت طريقها الذي ينص على مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة لتجاوز فقرها وتخلفها وبدأت بسوريا وأكملت ذلك الطريق حسب الخطة المرسومة عام2005 من اجل تخفيض الفقر بنسبة النصف بحلول عام 2015 مقارنة بخط أساس عام 1990 استنادا الى انسانيتا المشتركة لكان العالم قد عاد الى قرن أنوار جديد يستند الى كل الحضارات وليس الى حضارة الغرب بعد ان سال لعاب قادتها على خيرات مستعمراتها وانحرفت عن قرن أنوارها , لوتم ذلك مع كل الثورات التي تلت الثورة السورية لاستطاع العالم محاصرة وباء كورونا الآن بكل سهولة عبر تعلونه المشترك ضده
.........................
مفارقات عديدة أذهلتني في الكتاب ولكن لن أتعب القارئ بتتبعها كلها . فقط اخترت منها مفارقتان
1- المفارقة الأولى لأولى حول الاسلام والاسلامية
أنا شخصيا أعتبر ان أعمق ما جاء في الكتاب هو في فقرة الاسلام والاسلامية بدءا من الصفحة 262 وحتى نهاية الفقرة . هنا يتميز الدكتور عن رفاقه الماركسيين السوريين في فهمه للدين ودوره في المجتمع وبشكل خاص الدين الاسلامي , أبدع الدكتور في فهمه للاسلام على المستوى الديني والمستوى السياسي والمستوى الاستراتيجي ليقرر في النهاية ان الأسلمة ليست مسؤولة عن فشل الثورة ولولاها لما استمرت الثورة كل تلك السنين بفضل مشاعر الايمان والولاء للدين والوطن . اتفق مع قوله الرائع ص 264 ( فقهاء السنة يرون ان إقامة الدولة واجب ديني حتى لو لم تكن من الدين ولم يكن للدين رأي او وجهة في بنيتها ونمط ارادتها وتنظيم شؤونها ) .
اعتقد ان هذا الفهم له تكملة هي المطالبة بفصل الدولة عن الدين وليس بفصل الدين عن الدولة و بترك الدين يتحرك ضمن فضائه الخاص الذي ينظر الى الله تعالى بوصفه نصيرا المظلومين والفقراء في كل ومان , بدلا من ذلك نجد ان الدكتور يتشبث بمقولة العلمانية القديمة - الدين لله والوطن للجميع - مع كل مآسي تلك العلمانية للبشرية سواء في فرنسا او في سوريا قديما وفي سوريا والامارات العربية المتحدة حديثا , أي تناقض هذا بين هذا الطرح النظري وبين طرحه السياسي الذي قال فيه لرياض الترك كما ذكر اوائل الكتاب ص 57 ا لن أوقّع على وثيقة اعلان دمشق ان لم تحذف الفقرة التي تتحدث عن الاسلام !!!!
على الضد منه كنت وما زلت أرى ان الفقرة الواردة في الوثيقة عن الاسلام هي الأعمق فيها وقد كتبت في حينها رد على الجهة الثانية امثال غليون التي طالبت بحذفها في مقال تحت عنوان – دفاعا عن اعلان دمشق – ومازلت اذكر مقال المرحوم الدكتور عبد الكريم غضبان الذي شبهّني بالمطعم بن عدي الذي أجار رسول الله من المشركين مع انه لم يكن يناصر دعوته الاسلامية . كنت وما زلت مع أي مسلم سواء كان فردا ام في تنظيم ينبذ العنف ويعترف بالآخر ويوافق على دستور جديد ينص صراحة على دولة تعددية مرجعيتها الأرض وليس السماء وعلى هذا وقفت ضد الجبهة الاسلامية وضد جيش الاسلام وضد جبهة تحرير الشام لأنهم يدعون في ميثاقهم الى تطبيق شرع الله.
2- المفارقة الثانية حول فهم الدكتور للغرب ولدولة اسرائيل :
أنا لا أعرف لماذا أصّر الدكتور على القول لوزير خارجية روسيا كممثل عن الثورة ورئيس لمجلسها بأنه يكره الغرب اكثر منه بدلا من أن يدافع عن حضارة الغرب اللبرالية بكل تناقضاتها بوجه دولة ديكتاتورية في كل تاريخها مثل روسيا: تكملة هذا الفهم بموقفه تجاه دولة اسرائيل , انا لا افهم لماذا لايحاكم اسرائيل كدولة بدلالة الديمقراطية حتى من دون ان يربطها باللبرالية بدلا من ان يقف موقفا قوميا شوفينيا لا يختلف عن البعثيين والناصريين تجاه اسرائيل .
ياصديقي ان سر موقف الغرب وأمريكا من اسرائيل ليس بقايا فهم استعماري في أذهانهم فقط , بل لأنها تبدو واحة الديمقراطية في المنطقة , انا لا اعلم لماذا نتعلق بالماضي الى هذه الدرجة ولا ننطلق من الواقع الحالي كي نتجاوزه باتجاه الانسان و حقوقه في قريتنا الكونية الجديدة , ارجو الايفهم الدكتور من كلامي انني أوافق اللبواني على زيارته لإسرائيل . كنت ومازلت ارى فيها عدو يحتل فلسطين ومحافظة من الأرض السورية, ولكن مجابهتها لن تتم عبر الحرب , بل فقط عندما نقر بالواقع الحالي ونعترف اننا لن نحصل على حقنا الا عندما تتحول بلدانننا الى بلدان تحترم شعوبها كما تحترم القيادة الاسرائيلية شعبها, واعرف اليمين الحاكم فيها حاليا وكرهه للعرب ووقوفه ضد أي تغيير في المنطقة يخدمهم وعلى رأسهم ناتنياهو ,لكنه لا يستطيع ان يستمر الا عبر صناديق الاقتراع وهو محال الى محكمة في اسرائيل بتهمة الفساد وقد يذهب الى مذبلة التاريخ بفضل انتخابات قادمة للشعب الاسرائيلي , في حين لن يذهب أحد من أصدقائك العرب وتحديدا الخليجيين من سدة الرئاسة حتى ولو تجاوز التسعين كما هو جار في احسن دولة خليجية مثل الكويت . بالله عليك ياسيدي أليست اسرائيل وقوانينها تجعل العرب فيها يعيشون حياة تليق بالانسان وحقوقه أكثر من العرب المحكومون ب "ديمقراطيات شعبية" وممالك وامارات مثل دولة قطر القريبة الى قلبك انت وصديقك عزمي بشارة! انا اميز بين موقفك وفهمك للديمقراطية وبين موقفه واحترمرأيك ولو كنت أخالفه- وبين فهم بشارة الذي قلت وما زلت اكرر انه لو بقي الى جانب حنان الزعبي واحمد الطيبي في اسرائيل لكان أجدى للقومية العربية من وجوده في دولة قطر التي لعبت دورا رئيسيا في إفشال الثورة السورية ودعمت وما تزال تدعم جبهة النصرة التي هي أسوأ من النظام على كافة المستويات ومازال بشارة يكابر ولا يريد ان يعترف بخطئه .
.... ...
خاتمة :
اشترك مع الدكتور في كل انتقاداته لكنها لم تكن وراء هزيمة الثورة وكانت وما زالت متقدمة عن الصوت الواحد والزعيم الواحد وكنت أتوقع بناء لهذا النقد ان أقرا في نهاية الكتاب دعوة صريحة لتدارك تشكيل المجلس الوطني من قطر وبعده تركيا ليدعو من جديد الى هيكلة المعارضة السورية بدءا من الداخل السوري مهما كانت التضحيات . ولكنني كنت ابحث عن سراب في الكتاب لابل رأيت بكتابه عزفا منفردا الى جانب كثير من النشطاء السوريين - وخاصة الماركسيين - على وتر هزيمة الثورة السورية , اما أننا فانني كنت وما زلت انظر اليها بأنها من أعمق الثورات في التاريخ وهي مازالت مستمرة بفضل صمود الشعب السوري الأسطوري وارى بعطب المجتمع الدولي السبب الرئيسي في تعثرها وأدعو الآن الى الوقوف خلف المعارضة بكل هيئاتها ( بغض النظر عن أخطائها السابقة) مثل الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات ربما تتمكن بمساعدة فيروس كورونا والأمين العام لهيئة الأمم المتحدة وخطابه الأخير من استئناف العمل وفقا لبيان جنيف الأول وبيان جنيف الأخير لتكون البداية تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات.تجري انتخابات شفافة ونزيهة بإشراف دولي وليس العودة للبحث بلجنة دستورية تقّر دستورا سوريا تعده موسكو ومحور استنانا للشعب السوري .
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهجرو الشعب السوري يهزّون كوكبنا الأرضي
- العلمانيون في سوريا بين المعرفة والأيديولوجيا
- المسار السوري بين الإصلاح والثورة *
- رد هيئة العمل الليبرالي على مقال الدكتور حسام الدين درويش
- تقرير سنوي صادر عن هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية
- فيروس كورونا
- هل سيكون فيروس كورونا أرحم بالشعب السوري وثورته من المجتمع ا ...
- عن الدور السلبي للحلم الاشتراكي من سوريا الى أمريكا
- هل ستكون طبخة العرب بعد حرب غزة من حصى أم من عدس ؟
- حماس ترشق إسرائيل بحذائها
- القائد الضرورة باراك أوباما
- إعلان دمشق وإشاعة الأمل
- الدعوة إلى تجاوز الرأسمالية لمصلحة من ؟؟!!
- قمة مراهقة النوع البشري
- صناعة السيارات
- من هم اللبراليون الجدد في سوريا ؟
- صناعة العطور
- من سيظفر بالإدارة الأمريكية القادمة : أهل القوة أم أهل العقل ...
- إعلان دمشق وحرية التعبير
- التعدد الثقافي اللبناني من منظور عباس بيضون


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - عطب الذات أم عطب الموضوع ؟