أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - فيروس كورونا















المزيد.....

فيروس كورونا


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رب ضارة نافعة : يعتبر الفيروس بعرف العلوم الطبيعية حلقة الوصل بين الجماد والأحياء فالفيروسات عموما غير قادرة على التكاثر لأنها لا تملك جملة أنزيمية خاصة بها تجعلها تقوم بأعباء الأحياء فتوّلد الطاقة اللازمة لحركتها أو تنقسم لتتكاثر، ولكن الفيروس ينتقل من جامد الى حي عندما تتوفر له جملة أنزيمية يوفرها له مضيف خاص به , على سبيل المثال لا الحصر فيروس فسيفساء التبغ يسبح في الجو مثل الغبار أو الغازات كمادة جامدة ولكنه اذا وقع على ورقة تبغ خضراء يتحول الى كائن حي لأنها توفر له جملته الأنزيمية الخاصة التي تجعله يجبر الورقة على تقديم المواد اللازمة لتكاثره وهو ما يسبب للورقة البقع الحمراء المعروفة فيتلف محصول التبغ. من جهة أخرى للفيروسات القدرة على إنتاج أنواع جديدة لأن ال DNA في غمدها الصبغي بسيط قابل لآن تتشكل فيه طفرة تنتقل بالوراثة. كل الفيروسات تعمل على هذه الآلية اذ أنها تجبر مضيفها على أن يعمل لمصلحتها فتصاب بعدم قدرتها على القيام بوظيفتها الخاصة ما يسبب المرض للخلية المضيفة التي فقدت وظيفتها العضوية.
فيروس كورونا ليس الأول ولن يكون الأخير وخطورته كونه يتطفل على خلايا الجهاز التنفسي فيحرمها من القيام بوظيفتها ( معلوم إن الانسان يستطيع إن يعيش أياما بدون طعام ولكنه لايستطيع أن يعيش أكثر من دقائق بدون تنفس ) ومن هنا خطورة هذا الفيروس الحالية، ليس هذا الوباء هو أول الأوبئة ولن يكون آخرها، لقد عانت البشرية سابقاً من أوبئة مشابهة أزهقت ارواح ملايين الأبرياء في وقت لم يكن يتجاوز عدد سكان العالم المليار في حين يتجاوز عدد سكان كوكبنا الآن أربعة مليارات ومع ذلك لم تصل نسبة الوفيات إلى 10% مما وصلت إليه آنذاك وسيتمكن العلماء عاجلاً أم آجلاً من إنتاج لقاح مضاد يجعل تأثيره على الناس مشابها لتأثير الكوليرا والأيدز وغيرها. لكن وباء كورونا له نكهة خاصة مختلفة عن نكهة بقية الأوبئة سنرصد منها في هذه المقالة المتواضعة أثره السياسي في اللحظة الحالية. لم يعد خافياً على أحد أنّ وباء فيروس كورونا ضرب العالم في لحظة من لحظات نظامها العالمي الجديد المسمى العولمة والمختطف من قبل رأس مال متوحش حوّله من مسار عولمي إنساني إلى مسار طبقي يخدم مافيا السلاح والطاقة التي تسيطر بدورها على الشركات فوق القومية عابرة القارات في سوق قريتنا الكونية الواحدة وخطورته على العولمة الآن هي في قطع سلاسل التوريد بين الدول فإما أنْ ترتد عن العولمة إلى ما قبل السوق الكونية الواحدة واما أن تعود الى مسار العولمة الأول الذي دعا إلى انسانية جديدة فوق طبقية تتناسب مع مستوى حضارة وتطور البشرية – أمران أحلاهما مر – لسادة العولمة الجدد - فيروس كورونا أتى في لحظة نشوة غير مسبوقة من قادة الدول المسيطرة على مسار العولمة فزلزل عولمتهم وأجبرهم على التباعد وحصرهم في بيوتهم، اسألونا نحن السوريين عّما فعل بنا انقلاب مسار العولمة وما جرى ويجري لشعبنا المنكوب إثْر الإصرار على حل عسكري من النظام وداعميه الروس والإيرانيين قائم على القصف بكل انواع الأسلحة وسط تفرج العالم وعدم اكتراثه لتطبيق ما اتفق عليه على الأقل وهو حماية المدنيين من القصف بالسلاح الكيمياوي او بالبراميل المتفجرة (مع أننا كهيئة نجد الموت عبر الأسلحة الكمياوية أرحم من الموت بالبراميل المتفجرة) فيروس كورونا مّد لسانه للعالم قائلاً: قادتكم الحاليين مغرورين وحمقى وجاهلين أوصلوكم إلى هذا الوضع البائس وهم المسؤلون عن سياسة فتكت بالإنسان والطبيعة والأرض والمناخ، ويجب استبدالهم بقادة أخرى يمتثلون لمسار العولمة الأول لنفكر في انسانيتنا المشتركة وفي غد أفضل للجميع عبر توازن المصالح والقيم - فيروس كورونا جاء ليكمل طريق الثورة اللبنانية القائل ( كلّن يعني كلن )بعد إن كان قواد العولمة الحالية منتشين بسيطرتهم على كل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية - فيروس كورونا أتى في لحظة مناسبة جعل الكثيرون في عزلتهم الاجبارية داخل بيوتهم يقارنون بين ميزانية وزارة الصحة وميزانية وزارة الدفاع. ربما تكون موجة الوباء هي استراحة محارب وستستأنف المعركة من جديد بعد أن يتم السيطرة على الوباء مشحونة بدفعة قوية للشعوب تطالب باستعادة مسار العولمة الأصلي الداعي الى التدخل الدولي لإجبار الدول الديكتّاتورية التوقف عن قمع شعوبها والداعي إلى مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة لتجاوز فقرها وتخلفها. لقد كان لنا كهيئة شرف المساهمة في محاولة تبيان مخاطر الانقلاب على البشرية وتحذيرنا من ويلاته عبر وثيقة (1).
أرسلناها الى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بان كي مون قلنا فيها حرفيا ( إن هذا النهج خطير جدا وإذا لم يعاد النظر فيه بحيث ينتج المجتمع الدولي مجلس أمن جديد يكون فيه القانون سيداً بدلا من القوة , وتقوم في ظله الدول الغنية بمساعدة الدول الفقيرة ويتوازى فيه القول مع العمل من أجل الإنسان وحقوقه - ستكون آثاره كارثية مستقبلا على الجنس البشري) لكنها مرّتْ على الجميع وهم ينكشون أنوفهم سنثبتها في نهاية هذه المقالة لمن يريد أن يطلع عليها لأننا نعتقد أن فيروس كورونا سيعيد لها الاعتبار شاء من شاء وأبى من أبى . نحن نرى أن وباء كورونا وهنا قيمته السياسية عزف على نفس الوتر:
- وتر الحاجة إلى حل سياسي في سوريا وليس الى حل عسكري .
- وتر الحاجة إلى مسار جنيف وليس إلى مسار استانا .
-وتر الحاجة الى انسانيتا المشتركة وليس الى القنابل الفراغي، فعلاً يصدق القول هنا رّب ضارة نافعة.
هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية.
.....
هامش:
1-وثيقة هيئة الأمم المتحدة والثورة السورية الصادرة عن هيئة العمل اللبرالي في ايلول عام 2017 سنثبتها هنا لمن يريد أن يطلع عليها من جديد . لم تكن الأمم متحدة في قديم الزمان, بل كانت متفرقة وموزعة بين امبراطوريات, كل إمبراطورية كانت تتقلص أو تتوسع تبعا لسلاح ومدافع جيش الأمبراطور. ربما ظهر أول نزوع انساني يريد للقانون أن يأخذ دوره الى جانب القوة في اتفاق وستفاليا, تلاه تشكيل عصبة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى بمبادرة من الدول المنتصرة, ومن ثم هيئة الأمم الحالية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية. عملت الهيئة أول انطلاقتها في كثير من المجالات لصالح الجنس البشري , وكان أهم منجزاتها هو الاعلان العالمي لحقوق الانسان, حيث حشدت له ممثلون من مختلف البلدان وكلّفتهم بصياغته وقدّمته الى جمعيتها العامة وصدر قرار عنها بتاريخ العاشر من كانون الأول عام 1948 والذي ترجم الى خمسمائة لغة في العالم . لكنها بالنهاية تعثّرت مثل سابقتها عصبة الأمم ولنفس السبب أيضا وهو صياغة ميثاقها بما يتناسب مع مصلحة الدول المنتصرة . كان حق الفيتو وما يزال لخمس دول (اعتبرت كبرى) في مجلس الأمن يسمح لتك الدول الاعتراض على القرارات الدولية عندما تراه غير مناسب لها , في حين بقيت قرارات كل الدول الأخرى التي تنتج عن الجمعية العامة غير ملزمة . الأمثلة عديدة حول طريقة استعمال حق النقض في مجلس الأمن فقد استعملته أمريكا مرات متعددة لإفشال أي حل للقضايا الدولية من قبل غالبية الدول الموقعة على الميثاق إن لم يكن متوافقا مع الإرادة الأمريكية , كما جرى بالنسبة للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا حيث كانت وما زالت امريكا تقف الى جانب المحتل الاسرائيلي بالقوة لأراضي الغير وتحميه في اقامة المستوطنات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية . والآن جاء دور الدولة الروسية الجديدة لتستعمل حق الفيتو في دعم الديكتاتوريين في كل مكان بعد أن كانت مناصرة لقضايا الشعوب قبل انهيار الاتحاد السوفياتي, حيث استعملت روسيا حق النقض ست مرات لحماية النظام السوري - بعد انتفاضة شعبه عليه واصراره على طلب حريته - من أي اجراء دولي بحقه على الضد من ارادة كل دول المنظمة تقريبا. الفشل الأكبر للمنظمة هو عجزها عن جعل الدول القوية تكف عن استعمال المعايير المزدوجة لحقوق الانسان والتلاعب به بما يخدم مصالحها, اكبر مثال على ذلك هو نشوء الدولة الدينية الجديدة في ايران والتي استوحت دستورها من القرون الوسطى الذي ظننا أن حضارة الجنس البشري وثقافته تجاوزتها. ومع ذلك لم تضغط تلك الدول المسماة كبرى مجتمعة من اجل ان تحترم دولة مثل ايران تعهدها بالتوقيع على الميثاق , بل انطلقت من مصالحها الاقتصادية وليس من المنطلقات الانسانية التي اتفقت عليها تلك الدول. ورغم كل ماجرى من تطور بعد الحرب العالمية وظهور دول جديدة أصبحت كبرى ايضا بكل المقاييس الدولية مثل الدول الخمس, لكن الدول صاحبة الفيتو في مجلس الأمن وقفت حجر عثرة ضد أي تطور قد يحرمها هذا الحق ويجعله من صلاحيات الجمعية العامة . تفاءل العالم بعد انهيار النظام العالمي السابق, ودخولنا في نظام عالمي جديد أصبحنا فيه قرية كونية واحدة, . من الانصاف القول ان القرن الواحد والعشرين بدأ بداية واعدة بهذا الاتجاه. - على المستوى السياسي طرح الأمين العام كوفي عنان عام 2001 التساؤل التالي على هيئته . «إذا كان التدخل العسكري لحماية حقوق الإنسان تعدياً على السيادة الوطنية للدولة ذات العلاقة، كيف يمكن لنا أن نتعامل مع إمكانات وجود راوندا جديدة أو سريبربنتسا أخرى، حيث يجري انتهاك منظّم ومنهجي لحقوق الإنسان في شكلٍ يتناقض مع كل مبدأ من مبادئ بشريتنا المشتركة؟». بناء على هذا التساؤل تشكلت لجنة لدراسة الموضوع والتعامل معه, نتج عنها ما سمي مبادرة «مسؤولية الحماية»، اقترحت جملة مبادئ بُنيت على قاعدة أن السيادة الوطنية ليست حقاً، وإنما هي مسؤولية بالدرجة الأولى وعرضت على الجمعية العامة في عام 2005ووافق عليها 191 دولة . - على المستوى الاقتصادي : وقّعت 191 دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة على اعلان الأمم المتحدة للألفية عام 2002 عرف باسم الأهداف الانمائية للألفية (MDG ) ربطت بين الارهاب والفقر وحددتها بثمانية أهداف منها - تخفيض الفقر بنسبة النصف بحلول عام 2015 مقارنة بخط أساس عام 1990 . - انهاء الفقر المدقع بحلول عام 2025 . - مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة كي تستطيع أن تحقق تقدما على سلم التنمية الاقتصادية قبل عام 2025 . تشكلت لجنة من خبراء اقتصاديين لرئاسة مشروع الأمم المتحدة للألفية بإدارة مارك مالون براون وعضوية جوزيف شامي والأمريكي جيفري ساكس الذي قال في مشروعه المقدم للخطة عام 2004 ما يلي : علينا استخدام ثروتنا بصورة عاقلة لشفاء كوكب منقسم على نفسه , ولإنهاء معاناة الذين مازالوا مكبلين بالفقر , واقامة رباط مشترك للبشرية , والوصول الى الأمان , وبناء هدف مشترك عبر الثقافات والأقاليم المشتركة . ج - على المستوى الانساني تشكيل محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة من يرتكب جرائم بحق الانسانية . تلك الأجواء ساهمت في تحريك ما يعرف برياح التغيير في العالم والتي وصلت الى منطقتنا حيث نزلت جماهيرها الى الشوارع علّ وعسى يساعدها العالم الجديد على الظفر ببعض حرياتها المصادرة من حكامها الفاسدين والمستبدين , لكن الرياج جرت فيما بعد بما لاتشتهي السفن .انعكس اتجاه الريح مع وصول رجل المخابرات الروسية الى ىسدة الحكم وتمكنه من خلق شعبوية قومية روسية همّها إعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية على حساب المناداة بالانسان وحقوقه في العالم. وهكذا تكون الدولة الروسية بإعلائها الطبقي على الانساني قد عاكست حركة التاريخ مرتين. في المرة الأولى عندما تبّنت النهج الماركسي القائم على ديكتاتورية البروليتاريا , وفي المرة الثانية عندما أخذت على عاتقها حماية الديكتاتوريين في العالم من غضب شعوبهم بالتعاون مع مافيا السلاح والطاقة ومع كل من يقف بوجه الثورات التي تسميها القيادة الروسية ملونة . في سوريا بلدنا الحبيب خرج الشعب السوري يطالب بحريته في آذار عام 2011 بعد معاناة فظيعة مع أجهزة امن تحصي عليه أنفاسه وقد توّهم ان العالم الجديد لن يسمح بتدمير مدنه كما حدث لحماه في القرن المنصرم, ولكن ما الذي جرى منذ تلك الأيام وحتى الآن ؟ لقد استطاعوا تشويه ثورته وحرفها عن سكتها ولم يساعد الشعب السوري أحدا في تخفيف ويلاته وكان وما يزال يعاني من استعمال كل أنواع الأسلحة بما فيها الحصار والتجويع العائد للقرون الوسطى, والمجتمع الدولي عاجز عن حماية مدنييه. والآن وقد سلّم العالم الملف للقيادة الروسية بعد احتلال جيشها سوريا , وبعد أن نجحت تلك القيادة نجاحا كبيرا منذ ان استعملت حق الفيتو أول مرة ضد إرادة كل شعوب الأرض ودافعت عن النظام في كل المحافل الدولية واصّرت وما تزال تصر على ان ما يجري في سوريا ليس ثورة بل حرب أهلية يراد بها ولها إسقاط نظام شرعي بالقوة !؟ وقد كانت وما زالت تعمل بخبث وذكاء لاجهاض أي معارضة تعمل بالتوازي مع حركة شعبها المصر على الظفر بالحرية. وهاهو العالم يجاريها الآن في الضغط على المعارضة بدلا من الضغط على النظام . لم يكن ليحصل ذلك لولا تنكر العالم وفي مقدمته الغرب وامريكا لمبادئهم التي تحض على الحرية وبدلا من ذلك ارتفع الصوت داخل تلك البلدان عن المجتمعات المتجانسة كما فعل زعيم الادارة الأمريكية دونالد ترامب الذي يتحدث علنا عن عنصريته ويرفع شعار أمريكا أولا , وهو ما قاده الى الانسحاب من اتفاقية المناخ العالمية بحجة ان الانبعاث الحراري بدعة اخترعتها الصين والعالم هي من أجل اضعاف أمريكا , لم يجد الرئيس الأمريكي بالرئيس الروسي سوى زعيم زكي يجب احترامه, اما محاولته لتركيع العالم بالقوة وخرقه لحقوق الانسان والديمقراطية التي تعهد الدستور الأمريكي بالدفاع عنها فذلك من الماضي . هذه الأجواء العنصرية في العالم الحديث شجعت رئيسنا للحديث علنا. عن المجتمع المتجانس في بلده, المجتمع المتجانس التي عملت له كل الأنظمة الشمولية وعلى رأسهم ستالين وهتلر , المجتمع المتجانس الذي يريد لمواطنيه أن يستكينوا لبناء جمهورية يرثها الآباء عن الابناء وتكون نتيجة أي استفتاء او تصويت لاتقل عن 99% لصالح الزعيم , اما المجتمع الديمقراطي القائم الحرية , حرية الاختلاف وتداول السلطة فيجب ان نحارب ظهوره باي شكل في سوريا وغير سوريا كما تفعل القيادة الروسية ومن خلفها القيادة الأمريكية لأنه يؤثر على مصالح الدولتين الكبيرتين . لقد قالت لجنتنا في اللاذقية منذ ان تشكّلت وحتى الآن في كل ندواتها ووثائقها وتقاريرها ودراساتها : ان العامل الخارجي وليس الداخلي هو الحاسم في انتصار الثورات حاليا , والشعب السوري يعّول على مساعدة العالم له للانتقال من فضاء الاستبداد الى فضاء الديمقراطية,ونبهت مرارا من معالجة الارهاب بالأسلحة فقط من دون التوازي مع العمل لتجفيف أسبابه. وهذه الكلمات التي قلناها في تقريرنا السنوي الصادر في شباط 206 خير دليل على ذلك ( ان هذا النهج خطير جدا واذا لم يعاد النظر فيه بحيث ينتج المجتمع الدولي مجلس امن جديد يكون فيه القانون سيدا بدلا من القوة , وتقوم في ظله الدول الغنية بمساعدة الدول الفقيرة ويتوازى فيه القول مع العمل من اجل الانسان وحقوقه - ستكون آثاره كارثية مستقبلا على الجنس البشري ) . من يدري فقد تتغير اتجاه الريح ويصحو الضمير العالمي بعد طول معاناة - سواء جاءت الصحوة نتيجة مظاهرات سلمية ام نتيجة حرب بين الكبار على تقاسم النفوذ - ويعود الى بداية انطلاق العولمة , الى روح ثقافة وحضارة البشرية التي تلح على مساعدة الشعوب الجادة في طلب حريتها كما هو الحال بالنسبة لثورتنا وليس الى دعم حكامها المستبدين .المؤشرات على ذلك ولو كانت خافتة حتى الآن تبعث الأمل للشعب السوري المصر على طلب حريته والتي تعترض على سلوك القيادة الروسية المصرة على حماية النظام السوري من أي محاسبة . استقالت مسؤولة الملف الانساني في هيئة الأمم المتحدة بسبب سلوك الروس الذي يستعمل الفيتو من اجل منع تحويل الملف السوري الى محكمة الجنايات الدولية, وهاهو ستيفين أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الانسانية يفكر بنفس الطريقة على مايبدو . لقد قال حرفيا في جلسة مجلس الأمن المنعقدة بتاريخ 30/8/2017 حرفيا ( اننا جميعا شهود على تدمير دولة ومواطنيها وأطفالها ومستقبلها , شهدنا أطفالا يموتون جوعا وطفلا غريقا على الشاطئ بعد محاولة اسرته اليائسة للفرار من الويلات المخزية في سوريا والمستمرة حتى يومنا هذا . ... ان ما يتسبب في الانقسام بننا في هذا المجلس ليس اهم ما يجب ان يوحدنا جميعا وهو انسانيتنا المشتركة لتخفيف معاناة الأشد ضعفا , منح الأمل والمستقبل للنساء والرجال وكبار السن والمرضى والأطفال العالقين في الأزمات ... ) . كلام يذكرنا ببداية العولمة وحديثها عن انسانيتنا المشتركة وهو ما يغيظ القيادة الروسية والايرانية وحزب الله والنظام السوري من دون شك . اننا محكومون بالأمل كما قال راحلنا الكبير سعد الله ونوس...



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكون فيروس كورونا أرحم بالشعب السوري وثورته من المجتمع ا ...
- عن الدور السلبي للحلم الاشتراكي من سوريا الى أمريكا
- هل ستكون طبخة العرب بعد حرب غزة من حصى أم من عدس ؟
- حماس ترشق إسرائيل بحذائها
- القائد الضرورة باراك أوباما
- إعلان دمشق وإشاعة الأمل
- الدعوة إلى تجاوز الرأسمالية لمصلحة من ؟؟!!
- قمة مراهقة النوع البشري
- صناعة السيارات
- من هم اللبراليون الجدد في سوريا ؟
- صناعة العطور
- من سيظفر بالإدارة الأمريكية القادمة : أهل القوة أم أهل العقل ...
- إعلان دمشق وحرية التعبير
- التعدد الثقافي اللبناني من منظور عباس بيضون
- ثقافة البيئة في سوريا بين العلم والأيديولوجيا
- القاعدة فكرا وتنظيما
- من أين أتى كل هذا التطرف الى سوريا الحديثة ؟!
- الحكومة السورية لبرالية في الاقتصاد دكتاتورية في السياسة !!
- كلينتون والرئاسة الأمريكية والعالم
- اللبرالية ومثقفو اليسار السوري


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - فيروس كورونا