أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مدخل إلى عصر الرعب: تنويه من المحقق














المزيد.....

مدخل إلى عصر الرعب: تنويه من المحقق


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6742 - 2020 / 11 / 24 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


أضعُ بين يديّ القارئ هذا المخطوط، العائد إنجازه لمطلع القرن التاسع عشر، وأعدّه شخصياً تتمة طبيعية لذلك المخطوط، الذي قمتُ بتحقيقه ونشره في صيف عام 2010 تحت عنوان " الأولى والآخرة ". هذا الأخير، كان قد انتهى بالعثور على كتابٍ يُعزى تأليفه لعالم دين، باسم الشيخ البرزنجي، وذلك بعدما تم إخفاؤه عمداً عن العيون من لدُن المحتفظ بنسخته الوحيدة والأصلية. البحث عن المخطوط الآخر، نهدتُ إليه على الأثر، مبتدئاً بمراجعة أرشيف المخطوطات في مكتبة مدينة أوبسالا السويدية. ففي هذه المكتبة، سبقَ لي أن توصلتُ لاقتناء نسخة مصورة عن المخطوط الأول، ثلاثة أعوام قبل حلول الألفية الثانية. لحُسن حظي، كما أعتقدتُ آنذاك، أنّ مصادرَ عدة أوردت اسمَ هذا المخطوط الجديد وصاحبه. لقد أُشيرَ في تلك المصادر إلى نسخةٍ وحيدة، موجودة في أرشيف مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق. أُسقِط في يدي، عندئذٍ: كان من المُحال عليّ، لأسباب عدّة، السفر إلى مسقط رأسي. على ذلك، صرفتُ النظرَ عن الاهتمام بالموضوع، مؤقتاً على الأقل.
لم أنطوِ على خيبتي لمدة طويلة، وما لبث موضوع المخطوطة أن عاد يستأثر اهتمامي. هذا جدَّ عندما قرأتُ على سبيل المصادفة عدداً من مجلة تاريخية، يشرفُ على تحريرها عالمٌ معروف من الخليج. وإنه هوَ مَن نشر في المجلة مخطوطَ الشيخ البرزنجي، مُذيّلاً بلمحة عن سيرة الرجل مع ذكر مؤلفاته الأخرى. لكن المخطوط المنشور، كان عبارة عن رسالة موجزة، انحصرت في ذكر تفاصيل عن حملة وزير عثماني، يُدعى شتجي باشا الدياربكرلي، لتأديب إحدى قبائل الحجاز، التي تجرأت على مهاجمة وسلب قافلة الحج السلطانية. المؤلف، ألحقَ بدَوره قصائدَ مجّدت الحملة. على الفور، شككتُ بهذه النسخة من المخطوط: إنّ ذلك الكتاب، المعنون ب " الأولى والآخرة "، يفترض من خلال قراءات عدد من شخصياته لمخطوط الشيخ البرزنجي، أنه يحتوي على تفاصيل أخرى أوفى، تاريخية وإجتماعية. بل إنّ أحد أولئك الشخصيات وضعَ عنواناً للمخطوط، " أريجُ الفَرْج "، يُحيل إلى موضوعات الباه والعطارة!
النهاية السعيدة لبحثي، لم تتأخّر كثيراً. ثلاثة أعوام عقبَ احتفال العالم بالألفية الجديدة، ورأيتني في زيارة لمصر. الطقسُ كان رائعاً في مدينة الاسكندرية، كون الوقت في آخر الربيع؛ وكأنما ليذكّرني ببلدي، وكنت وقتئذٍ محروماً من زيارته طوال خمسة عشر عاماً. في المعهد السويديّ بالمدينة، الذي داومتُ فيه ضمن حلقة بحث، رحتُ أقلّب في المكتبة بين المجلدات العربية، دونما أيّ هدف. رئيسُ البعثة، وكان مترجماً من العربية إلى السويدية، كان يفعل الأمر نفسه. ذكر لي عند ذلك اسمَ روائيّ مصريّ مخضرم، سبقَ أن ترجمَ له قصصاً إلى السويدية، وما لو قرأتُ له شيئاً. سُرَ لأنني ذكرتُ روايتين لذلك المؤلّف، باعتبارهما من أفضل ما كتب بالعربية. كانا سيلتقيان مساء اليوم التالي، في كافيتريا الفندق العريق، الذي حُجز من أجل إقامتنا لمدة أسبوع. وكما يُمكن أن يتوقّع القارئ، أنني عن طريق هذا الروائيّ أمكنني مواصلة بحثي عن المخطوط المفقود.
حظوتُ من الروائيّ برقم هاتف باحثٍ من أصل سوريّ ـ لنقل أن الأحرف الأولى لاسمه ولقبه، ع ع ك ـ عاش في القاهرة منذ فترة دراسته الجامعية أيام الوحدة بين مصر وسورية. كون طائرتنا في العودة ستنطلق من القاهرة، كان لديّ ثلاثة أيام أخرى للبقاء هناك. التقيتُ إذاً بالبحّاثة لدى عودتي إلى القاهرة، ثم اتجهنا رأساً بسيارته إلى بيته. كان شخصاً كريماً ومتواضعاً، أظنه بلغ إذاك مبتدأ الحلقة السابعة من عُمره. حدثني عن أبحاثه، وكانت قد قادته للعمل في مركز للمخطوطات بإمارة الشارقة لمدة عامين. بعيد الغداء، جلسنا في حجرة مكتبه، العامرة بمئات المجلدات وبينها العديد من المخطوطات. كان قد أخذ علماً من صديقه ذاك، الروائيّ، حول سعيي لاقتناء مخطوط معيّن. تبسّم لما ذكرت له اسمَ الكتاب المطلوب، وقال فيما ينهض على قدميه: " أنتَ محظوظٌ، لأنني أمتلك نسخة مصوّرة عن المخطوط ". بمجرد أن وقعت عيني على النسخة، وكانت ضخمة، توقعتُ أنها النسخة الأصلية، المأمولة. بخلقه البسيط، طلب مني أن أمهله إلى الغد كي يصوّر لي نسخة جديدة بالأوفست. لكنني كنتُ لجوجاً ومضطرباً، كما لو خشيتُ ألا يأتي يوم الغد. هكذا حللنا الموضوعَ عند رجل بائع بأسفل البناء، يملك جهاز فوتوكوبي. لم ألتقِ بمواطني الباحث مرة أخراً أبداً، وكنتُ آمل في خلال السنوات المنصرمة أن أعاود زيارة موطن النيل. توفيَ الرجلُ قبل نحو عشرة أعوام، وكان أيضاً يأمل بالعودة إلى وطنه لو تغيّرت الظروفُ السياسية.
وبعد، فإنني أتجه الآنَ إلى القارئ واضعاً هذا الكتاب بين يديه. وينبغي التنبيه، إلى أنني لم أتدخل عند التنضيد سوى لتصحيح بعض العبارات، المكتوبة بشكل غير واضح أو مطموسة كلياً. ذلك أنّ الشيخ البرزنجي، مؤلف المخطوط، كان ولا شك ضليعاً في اللغة العربية وله مؤلفات أخرى في الرحلات وسيرة الأشراف من عائلته. من ناحية أخرى، سمحتُ لنفسي بتغيير عنوان المخطوط علاوة على تقسيمه إلى فصول. ولو أراد أحدهم رأيي في أسلوب المؤلف، لقلتُ أنه في هذا الكتاب يجمعُ بين المدوّن للأحداث، الشاهد على الكثير منها، وبين الأديب الساعي إلى تقديم عملٍ شبيه بالرواية كما نعرفها في زمننا المعاصر.

* الكتاب الثاني من رواية " الأولى والآخرة "، المنشورة في هذا الموقع عام 2010



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن موناليزا الحزينة: الخاتمة
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 5
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 4
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 3
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 2
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 1
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل التاسع عشر/ 5
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل التاسع عشر/ 4
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل التاسع عشر/ 3
- زمن موناليزا الحزينة: مستهل الفصل التاسع عشر
- زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الثامن عشر
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل الثامن عشر/ 3
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل الثامن عشر/ 2
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل الثامن عشر/ 1
- زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل السابع عشر
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل السابع عشر/ 3
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل السابع عشر/ 2
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل السابع عشر/ 1
- زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل السادس عشر
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل السادس عشر/ 3


المزيد.....




- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مدخل إلى عصر الرعب: تنويه من المحقق